اعمار و استثمار

ملايين الأطنان من الرمال الكوارتيزية في سورية ولم تستثمر بعد … خبير لسينسيريا: تدخل بصناعة الألياف الضوئية والشرائح الإلكترونية والخلايا الضوئية الشمسية

ابراهيم مخلص الجهني

لا يخفى على أحد امتلاك سورية ثروات طبيعية متنوعة ومنها الرمال الكوارتيزية والتي لابد من استثمارها لاسيما في ظل الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد، ولمتابعة ملف الثروات المعدنية في سورية تواصلت صحيفة سينسيريا مع مدير التنقيب السابق في المؤسسة العامة للجيولوجيا والثروة المعدنية الدكتور مجيد جرجس.

مناطق الانتشار

جرجس بين أن الرمال الكوارتيزية تتركز في ثلاث أماكن أساسية، أولها جبال القلمون حيث تتواجد في القريتين بسماكة 100 متر واحتياطي 155 مليون طن تصلح لصناعة الزجاج والخيوط الزجاجية واللواقط الشمسية والسباكة ومواد البناء، وفي منطقة الثنايا بسماكة 15 – 50 متر وباحتياطي غير محدود تصلح لمواد البناء والإسمنت، وفي منطقة النبك (السحل) بسماكة حتى 30 متر واحتياطي 10 مليون طن، وفي يبرود والكاودان والدعكانه والخضاريات أيضاً، واستخداماتها تتنوع في مواد البناء والزجاج والاسمنت والسباكة.

أما منطقة تواجدها الثانية فهي البشري حيث تتوزع في جبل الطبوق والرحوم ووادي الكيار ووادي الجيري والبولية والشجيري وناظرة البشري ووادي أديمة وتصلح لتدخل في صناعة مواد البناء وصناعة الأوعية الزجاجية.

كما تتواجد في منطقة ثالثة في سورية وهي الزبداني وذلك في أربع أماكن هي نبع بردى ووادي الدردار وعين الباردة وكفير يابوس واستخدامها محصور في مواد البناء والزجاج.

الألياف الضوئية

وعن استخدامات الرمال الكوارتزية أشار مدير التنقيب السابق إلى أن هناك العديد من الصناعات الهامة التي تدخل فيها الرمال منها صناعة قوالب السكب للنحاس والالمنيوم والبرونز والفولاذ وصناعة الزجاج والصوف الزجاجي والألواح الزجاجية وإنتاج سلكات الصوديوم التي تدخل في صناعة الصابون والجلاتين السيليسي والمطاط والبلاستيك والورق وصناعة السيرميك والبورسلان وصناعة البلوك الرملي والرمل الكلسي وصناعة الاسمنت الاسود والأبيض.

موضحاً أن الاستعمالات الأكثر فائدة في الوقت الراهن هي صناعة الألياف الضوئية والتي تستخدمها معظم الشركات العالمية للاتصالات، وصناعة الشرائح الإلكترونية، والخلايا الضوئية الشمسية، وتستخدم الرمال عالية النقاوة في هياكل المراكب الفضائية، كما تستخدم الرمال السيلسية في صناعة البلوك الرملي الكلسي عازل للصوت والحرارة

وحول استثمار هذه الثروات في سورية قال جرجس أنها قيد الاستخراج في معظم المناطق وخاصة ما هو ملوث منها الذي يستثمر لأغراض البناء وهذا ضروري جداً لمرحلة إعادة البناء، إما فيما يخص الرمال الصناعية فالإنتاج متوقف حالياً ويرجع ذلك لتوقف معمل الزجاج في مدينة حلب ومعملي الزجاج والخزف في مدينة دمشق.

مشيراً إلى أنه تم تصدير كميات كبيرة من هذه المواد لأغراض إنشائية خاصة وصناعية إلى دول لبنان وقبرص، ويعتمد تصديرها إلى الخارج على تنقية هذه الرمال وتحسين مواصفتها للصناعات الالكترونية الهامة وهناك خطوات جادة تتم من أجل ذلك.

لا اتفاقيات جادة

ولفت جرجس إلى أن مادة الرمال الكوارتزية معروفة منذ القدم ودخلت في الصناعة، وأول منطقة ظهرت فيها صناعة الزجاج هي منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، حيث كان الفينيقيون العرب هم أول من اكتشفوا هذه الصناعة وكانوا يصنعون الحلي والجواهر من الزجاج منذ 6000 قبل الميلاد.
ومن ثم تطورت هذه الصناعة حيث يوجد حالياً أكثر من 500 نوع من الزجاج، كما تستخدم الرمال الكوارتزية العالية النقاوة حالياً في صناعة هياكل المراكب الفضائية وأنصاف النواقل والكريستال وفي معظم الصناعات الدقيقة وخاصة في العقول الإلكترونية والخلايا الضوئية للمراكب الفضائية.

واختتم الدكتور مجيد جرجس حديثه لصحيفة سينسيريا أنه مع الاسف حتى الآن لا توجد اتفاقيات جادة بهذه المجال لأن سلبيات الحرب الظالمة ما زالت ذيولها قائمة، لكنها تنسحب ببطء شديد، وتمنى أن تكون هذه المادة هدفاً للاستثمار من قبل العديد من المستثمرين المحليين والأجانب في وقت قريب.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى