اخبار البلد

الطمع أعمى قلوبهم … إيجار بعض العقارات تناسب وشدة الزلزال … يوسف لسنسيريا: لا يوجد قانون يلزم مالك العقار بتأجيره

جوليانا الكويفي

منذ الساعات الأولى للكارثة الكبرى التي ألمت ببلدنا تدافع الكثيرون لتقديم العون وإغاثة المتضررين، وتأمين المأوى لمن فقدوا منازلهم كان من أهم الاحتياجات التي سعى الكثيرون لتأمينها، إلا أنه وللأسف قد ضرب الجشع والطمع على قلوب البعض وحتى الزلزال وشدته ولم يتعظوا منه، فاستغلوا أزمة المحتاجين للسكن ورفعوا الأجور، دون رقيب أو حسيب.

مئة ألف يومياً

أم سامر (مريم دحا) وهي إحدى الناجيات من كارثة الزلزال الذي أصاب محافظة اللاذقية، قالت لصحيفة سنسيريا بأنها اضطرت للانتقال إلى دمشق وتحديداً بمنطقة قدسيا بعد أن وجدت صعوبات كبيرة بتأمين المأوى لها ولأولادها، لتتفاجأ بأن الأجرة المطلوبة منها تبلغ 100 ألف ليرة سورية يومياً لمنزل عادي وبسيط، وإن لم يعجبها فيوجد غيروها الكثيرون، وبعد مفاوضات شاقة مع مالك المنزل تمكنت من تخفيض الأجرة قليلاً ولكن لمدة ثلاثة أشهر وإن استمرت بالإقامة بعدها، سيرتفع الإيجار، وتقول “ما باليد حيلة بعد أن تعبت من البحث عن مسكن بديل لمنزلي الذي دمره الزلزال وكنت قضيت عدة أيام في جامع الخير باللاذقية”.

الغرفة بـ 400 ألف

السيدة سلاف عجان من سكان حلب تحدثت لصحيفة سنسيريا أنها لم تستطيع التحمل والصمود أكثر في حدائق ومساجد حلب، وخصوصا بعدما خسرت فتاتها الصغيرة تحت أنقاض منزلها الذي دمره الزلزال، وقررت حينها اللجوء إلى ريف دمشق وتحديداً في المعضمية بحثاً عن منزل تأوي إليه، ولكن في ظل الارتفاع الكبير للإيجارات لم تجد أمامها إلا القبول باستئجار غرفة صغيرة في المعضمية يصل إيجارها الشهري إلى 400 ألف ليرة سورية، لتقول بسخري “أجري الشهر لم يصل إلى 350 ألف ليرة سورية في معمل الألبسة بحلب”.

مليون

أبو علي “كاسر العلي” تحدث بغصة بأنه كان يملك منزلاً وضع فيه كل شقى العمر وفي ثواني أصبح المنزل ركاماً وغباراً، ولكنه والحمد لله تمكن من النجاة مع أسرته، وبعد أن وجد بأنه يثقل بالإقامة لدى الأقارب وأراد التخفيف عنهم، سعى لاستئجار منزل في جبلة ليتفاجأ ببعض من كان يعرفهم يطلبون مبلغ مليون ليرة سورية إيجار شهري للمنزل، فعاد أدراجه إلى أقاربه بانتظار أن يجد منزلاً بإيجار مقبول.

استغلال

من جانبه أوضح الخبير الاقتصادي بمجال العقارات عمار يوسف لصحيفة سنسيريا أنه بعد الزلزال الذي ضرب البلاد شهدنا ارتفاع غير مسبوق في أسعار الإيجارات وذلك لعدة عوامل، منها زيادة الطلب على الإيجارات من قبل المواطنين الذين تأثروا بالزلزال وتهجروا من منازلهم التي تدمرت أو تصدعت، والعامل الثاني هو انخفاض القدرة الشرائية لليرة السورية أمام الارتفاع الغير مسبوق لسعر الدولار أمام الليرة السورية، بالإضافة إلى استغلال بعض ضعاف النفوس من أصحاب العقارات للوضع السيء الذي حل بالبلاد نتيجة الزلزال والتهجير وغياب الحكومة في معالجة ارتفاع أسعار العقارات.

وأشار يوسف إلى أن المناطق التي شهدت ارتفاعا في أسعار عقاراتها هي المناطق المنكوبة في كل من اللاذقية وحلب وجبلة حيث أصبحت فيها العقارات خارج الخدمة العقارية وهذا أثر بشكل كبير في ارتفاع أسعار العقارات فيها إضافة إلى المناطق الأخرى التي تم اللجوء إليها مثل دمشق وحمص وغيرها.

لا يمكن ضبط الإيجارات

 

وحول إيجاد آلية لضبط أسعار الإيجارات في سورية، بينّ الخبير العقاري أن هذا الأمر لا يمكن ضبطه لأن صاحب العقار المؤجر في هذه الحال سوف يحجم عن تأجير عقاره، ولا يوجد قانون أو غيره يلزمه بتأجير عقاره، وفي هذه الحالة سوف يتم خلق مشكلة أخرى.

وقد جالت صحيفة سنسيريا على بعض المكاتب العقارية، حيث تبينّ أن أسعار أجرة المنازل في قدسيا بدمشق تبلغ حوالي ٥٠٠ ألف ليرة سورية، شهرياً كحد أقصى، بينما في ريف دمشق تتراوح أجرة الغرفة الواحدة من 200 إلى 350 ألف ليرة سورية.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى