اخبار البلد

البادية السورية تنهض وتنفض عنها غبار الأرهاب.

لم تتأخّر مناطق البادية السورية كثيراً لتتحوّل، كغيرها مع بدايات الحرب إلى ساحة معارك

في البداية كانت غاية التنظيمات المسلّحة من سعيها للسيطرة على تلك المناطق, وضْع يدها أولاً على الثروات الطبيعية,وما أكثرها ومحاولة عزل البلاد داخلياً عبر قطْع الطرق التي تربط المحافظات بعضها بالبعض الآخر.

وخارجياً من خلال منْع التواصل السوري مع دول الجوار, إلّا أنه في مرحلة لاحقة أصبح عُمق البادية منفذاً لتهريب السلاح والثروات المنهوبة.

ومخبأً ومنطلقاً لبعض عمليات الكرّ والفرّ ضدّ الجيش السوري ونقاط حراسته،كما يحدث اليوم مع تنظيم داعش.

حتى البادية لم تَسلم

تُصنَّف البادية السورية كأحد أهمّ الموارد الاقتصادية للبلاد فهي بالإضافة إلى ما تحتويه من ثروات نفطية ومعدنية كبيرة،تُمثّل منطقة مراعٍ طبيعية تتجاوز مساحتها 7.5 ملايين هكتار.
وكانت في ما سبق من سنوات تؤمّن حوالى 70% من الاحتياجات العلفية للثروة الحيوانية،ولمدّة تُراوح ما بين 5 – 7 أشهر خلال السنة.
 إنتاجها انخفض كثيراً في السنوات الأخيرة،بحيثلم تَعُد قادرة على توفير الاحتياجات العلفية لأكثر من شهرين سنوياً.
نتيجة ما أصابها من موجات جفاف متلاحقة،وتعدٍّ على أراضيها وكسرها وزراعتها بالمحاصيل كالقمح والشعير،خاصّة في المسيلات المائية حيث تتوفّر الرطوبة، وتكون الأرض أكثر خصوبة.
نتيجة  لذلك عملت الهيئة العامة لإدارة وتنمية وحماية البادية،بحسب ما ذكر مدير إدارة بحوث الموارد الطبيعية في هيئة البحوث الزراعيةمنهل الزعبي:
على دعم وتنمية المجتمعات القاطنة في البادية, وتأمين عوامل الاستقرار للمجتمع المحلي وتنميته اقتصادياً واجتماعياً وبشرياً.
وأضاف الزعبي: أنه ضمن هذا السياق قامت الهيئة بتنفيذ العديد من المشاريع لتوفير المياه في البادية.
سواءً كان ذلك بغرض تأمين مياه الشرب للتجمّعات السكانية، أو لدعم تربية الأغنام.
شملت هذه المشاريع حفر العديد من الآبار الجديدة وتجهيزها،وإعادة تأهيل العديد من الآبار القائمة، والآبار العربية، والآبار الرومانية.
وتنفيذ حفر تجمعية وسدات على أطراف مجاري السيول،وإنشاء محطات تحلية لمياه الآبار شبه المالحة، وتجهيزها ووضعها في الاستثمارات.

وفق مدير هيئة تنمية وتطوير الباديةمحمد الطماس:

أن غالبية مناطق العمل خرجت عن السيطرة وتعرّضت للتخريب والتدمير،فكانت هناك اعتداءات واسعة على الغطاء النباتي, من خلال فلاحة أراضي البادية وعمليات الحرق والاحتطاب،ودخول الآليات من جرارات وسيارات نقل،وفتح الطرق العشوائية.

كما أن منشآت الهيئة ومشروعاتها الخدمية والاقتصادية في البادية كانت هي الأخرى عرضة للنهب والسرقة والتخريب،إذ تمّت سرقة وتخريب محتويات 375 بئراً ارتوازية.

كانت تؤمّن المياه لقطيع الثروة الحيوانية، و14 محطة تحلية لتأمين مياه الشرب للسكّان، و13 مشتلاً رعوياً، و59 محمية حكومية,إضافة إلى مباني الهيئة والعديد من آلياتها الإنتاجية والخدمية.

أكد الزعبي: التراجع في أعداد الثروة الحيوانية وخاصة الأغنام والإبل

بسبب أعمال السرقة والقتل للقطعان، وتأثّر الثروة الحيوانية, جراء ارتفاع تكاليف التنقّل،وقلّة المراعي المتاحة، وتدنّي مستوى الخدمات البيطرية.

والأخطر هو وجود مخلّفات من ألغام ومتفجّرات في مناطق عديدة، وتعرّض العاملين للخطر الأمني في مناطق أخرى.

كلّ ذلك أدى إلى نزوح وهجرة عدد كبير من سكّان التجمعات في البادية.

مصائب الحرب… فوائد أحياناً

تراجُع الاستقرار الأمني في مناطق عدّة من البادية  كان له في المقابل أثر إيجابي تَمثّل  وزارة الزراعة في ابتعاد رعاة الثروة الحيوانية عن هذه المناطق، وتَجنّب بعضهم المغامرة في القيام بعمليات كسر للأراضي فيها.

الأمر الذي أدّى إلى حدوث تحسّن في وضع الغطاء النباتي الحوْلي والمعمّر،و هذا ما ظهر في بعض مواقع بَوَادي محافظات حلب،حماة، وريف دمشق.

ومحاولات إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الثروة الحيوانية والغطاء النباتي سرعان ما بدأت مع تحرير الجيش السوري لمساحات واسعة من البادية  بدءاً من عام 2016.

حيث تُظهر الحصيلة الأوّلية لخطوات هيئة التنمية وفقاً لبيانات مديرها الطماس،إعادة تأهيل 78 بئراً في مختلف المحافظات،وإعادة وضع خمسة مشاتل لإنتاج الغراس الرعوية في الخدمة.

والعمل على إعادة تأهيل الغطاء النباتي من خلال الزراعات الرعوية في المحميات الرعوية ومحميات تثبيت الكثبان الرملية في بَوَادي عدّة محافظات.

 

اظهر المزيد