بعد الحديث عن انتشار طاعون الدجاج.. مدير الصحة الحيوانية لسينسيريا : المؤشرات والتقارير الواردة تشير إلى تراجع الحالات بشكل كبير ولايمكن التكهن بدقة بحجم الآثار الاقتصادية الناجمة عن المرض
ابراهيم مخلص الجهني
تداولت وسائل التواصل الاجتماعي مؤخراً أخباراً ومعلومات حول نفوق عدد كبير من الدواجن والدجاج أثر انتشار مرض النيوكاسل في سورية، مع تأكيدات من المربين بالخسائر ومخاوف من المواطنين من خطورة المرض، وللحديث عن هذا الموضوع بشكل أوسع تواصلت صحيفة سينسيريا مع مدير الصحة الحيوانية في وزارة الزراعة الدكتور باسم حسن الذين بين أن مرض شبه طاعون الدجاج او مايعرف بالنيوكاسل هو مرض فيروسي يصيب جميع أنواع الطيور يحدث فيها إنتاناً دموياً أو أعراض تنفسية أو عصبية أو هضمية انتشاره سريع يؤدي إلى نفوق أعداد من الطيور و انخفاض إنتاجيتها، مشيراً إلى أن الطيور المعرضة للعدوى هي الدجاج في جميع الأعمار والديك الرومي و خاصة في الأعمار الصغيرة و تقل ضراوة المرض في الأعمار الكبيرة، والطيور المائية مثل البط و الإوز تقاوم العدوى و لكنها تحمل الفيروس و لا تظهر عليها الأعراض و يمكنها أن تنقل المرض، والحمام يمكنه أن يقاوم العدوى كذلك، ولكن بالعدوى الصناعية بالفيروس الضاري للمرض تظهر عليه أعراض المرض والطيور البرية تعتبر مخزن و مصدر للعدوى و بعض الأنواع منها تظهر عليه بعض أعراض المرض تحت الظروف الغير عادية.
إهمال و عدوى
وحول طرق انتقال العدوى قال حسن أن العدوى تنتقل من طائر مصاب إلى سليم عن طريق الهواء و خاصة بوجود الغبار المتناثر من الفرشة و يمكن أن تنتقل العدوى بالهواء الذي يحمل فيروس المرض مسافات تصل إلى 1-2 كيلو متر اذا كانت منطقة التربية بها رياح شديدة , و يمكن للنسيم العادي نقل الفيروس لمسافات تصل إلى 50 مترا وكذلك عن طريق الأدوات و العلف و الإنسان والطيور البرية والفئران و الكلاب و القطط و مخلفات الدواجن، كما تعتبر الطيور النافقة مصدراً للعدوى، مبيناً أن ضراوة الفيروس تعتمد على العترة و الجرعة ومناعة الطائر و طريقة الدخول و عمر الطائر و الظروف الجوية و البيئية المحيطة كلما كان الطائر صغيرا كلما كان ازدادت ضراوة الفيروس .
ولم يخفي مدير الصحة الحيوانية أنه لوحظ عدم الالتزام الجدي و الفعلي بإجراءات الأمن الحيوي في المزارع من خلال قيامهم بجولات ميدانية على مزارع تربية الدواجن، من حيث وضع مغاطس للمواد المعقمة على مداخل الهنغارات أو مداخل المزرعة لتعقيم سيارات توزيع الصوص، منوهاً إلى أن المربين في المنطقة المشتبهة حالياً على تواصل دائم ويتبعون تقريباً نفس برنامج الرعاية و التحصين الوقائي وبعض الفنيين يعملون في أكثر من مزرعة.
وأضاف حسن أن معظم الإصابات تتركز لدى مداجن الفروج أكثر من البياض ويعود ذلك لإهمال استخدام برامج تحصين وطرق تحصين تؤمن الحماية المناعية الكاملة، في حين أنه عند تربية البياض يتجه المربون إلى برامج تحصين أكثر نجاعة وتنظيماً بسبب طول فترة التربية و الحاجة للحصول على مناعة أطول فيتم الالتزام بطرق تحصين و أنواع لقاحات ( زيتي مثلاً ) أكثر فعالية لكنه يحتاج لوقت أطول لتأمين الحماية اللازمة، مؤكداً أن مزارع الدجاج البياض مازالت مستقرة وتأثرها محدود حتى تاريخه كونه غالباً ماتستخدم برامج تحصين وقائي نوعية و طرق تحصين تضمن وصول جرعة اللقاح إلى كل طائر بسبب طول فترة التربية قبل الوصول إلى مرحلة الإنتاج .
ضرورة التوجيه
وتابع الدكتور إن قيام بعض الجهات غير الفنية بتقديم نصائح عن غير دراية أدى إلى تطور بعض الحالات في العديد من المناطق وهنا يمكن دور الطبيب البيطري أو المهندس الزراعي المشرف على المزرعة في أهمية التوجيه و الإشراف على تنفيذ كافة الإجراءات المنصوح بها علمياً للتحكم و السيطرة على المرض بالإضافة إلى التأكيد على أن استخدام اللقاحات غير الموثوقة والتي قد تدخل دون أية رقابة فنية يؤدي إلى تداخلات مرضية خطيرة تعقد الحالة المرضية و تأخر عملية السيطرة على المرض .
وأوضح حسن أنه تم التواصل مع دوائر الصحة الحيوانية في المحافظات و القيام بتعقيم بعض المزارع التي حدثت فيها الإصابات بالإضافة إلى التعاون مع الجهات المعنية للتخلص الفني من الطيور النافقة المرمية بطرق غير فنية من قبل بعض المربين و القيام بزيارات حقلية وهي ماتزال مستمرة حتى تاريخه والقيام بندوات علمية حوارية تؤكد على التأكيد على استخدام أعلاف موثوقة نظراً لأن بعض أنواع السموم الفطرية في الأعلاف مجهولة المصدر وغير المراقبة فنياً تتسبب أيضاً بحدوث تثبيط مناعي واختلاطات مرضية أخرى لدى الطيور.
الآثار الإقتصادية
إما عن حجم الخسائر قال مدير الصحة الحيوانية أنه لايمكن التكهن بدقة بحجم الآثار الاقتصادية الناجمة عن حدوث هذه الحالات في بعض المزارع وخاصة أنه تم تضخيم بعض الحالات وهذا ماظهر أثناء الجولات الحقلية ودراسة التقارير من المحافظات ومع الأخذ بعين الاعتبار أن ظروف تربية الدواجن في هذه المرحلة التي يمر بها البلد من حصار وعقوبات أحادية الجانب أدت إلى ارتفاع مدخلات الإنتاج وبالتالي فإن دراسة التكاليف أو الخسائر يصعب تحديدة بدقة لارتباطه بعوامل متعددة كما أسلفنا .
واختتم مدير الصحة الحيوانية في وزارة الزراعة الدكتور باسم حسن حديثة لصحيفة سينسيريا أن المؤشرات الحالية و التقارير الواردة من المحافظات تشير إلى تراجع الحالات بشكل كبير جداً و خاصة بعد أن تم الالتزام من قبل المربين بإجراءات الأمن الحيوي و برامج التحصين المناسبة، مضيفاً أن هذه الحالات وبفضل التعاون المشترك مع كافة الجهات ذات الصلة من مديريات الزراعة و دوائر الصحة الحيوانية و الإنتاج الحيواني و نقابة الأطباء البيطريين و اتحادات الفلاحين في المحافظات أصبحت في طورها الأخير و أمور التربية تعود إلى حالاتها الطبيعية، وخاصة مع صدور القرار المتضمن السماح باستثمار كافة المزارع المرخصة و غير المرخصة بناء على وثيقة استثمار تنظم لهذا الغرض مع تقديم كامل الدعم اللازم من محروقات و مقننات علفية.