اقتصاد زراعيمميز

الكمون بديل زراعي لانخفاض تكاليفه وارتفاع أسعاره

خبير تنموي لسينسيريا: سياسات التسعير المتعاقبة للقمح والقطن والشوندر تسببت بالتوجه للزراعات البديلة

بديل زراعي

ابراهيم مخلص الجهني

مع بداية فصل الشتاء من كل عام، يتحضر الفلاحون في عموم سورية للزراعات الموسمية مثل القمح والشعير، لكن هذا العام الأمر مختلف حيث يتجهز أغلب الفلاحون لزراعات بديلة، مثل الكمون، والذي لقي إقبالاً كبيراً عند المزارعين خلال السنوات الماضية، واتسعت رقعة زراعته على حساب القمح والشعير في بعض المناطق، بسبب انخفاض تكلفة هذه الزراعة وارتفاع أسعارها وسهولة تسويق المحصول، مقارنةً بغيره من المحاصيل إلى جانب الاستفادة منه في الدورة الزراعية.

سياسة التسعير

 

زراعة الكمون في سورية زراعة قديمة، لكنها اقتصرت قبل عام 1988 على مساحات وكميات صغيرة، بهدف الاستهلاك المحلي، لكنها بدأت بالتوسع بعد ذلك، وكانت بدايتها في مدن حمص وحماه وإدلب، لتشهد ازدهاراً وتوسعاً كبيراً عام 2000، ولا سيما بعد دخول منطقة الجزيرة السورية في زراعتها عام 2005.

وفي هذا الصدد بيّن الخبير التنموي أكرم عفيف أن معظم المزارعون يتجهون لزراعة الكمون واليانسون والحمص لتكون زراعات بديلة عن القمح، بسبب سياسات التسعير المتعاقبة والتي دمرت القمح والشوندر والقطن، والبدائل اليوم هي زراعة الكمون بسبب أسعاره العالية.

بديل زراعي

مبيناً أنه ينطوي على هذه الزراعة العديد من المخاطر المتعلقة بتأثرها بتبدلات درجات الحرارة في مراحل معينة من النمو والتي قد تؤدي إلى فقدان المحصول.

وأضاف عفيف أن اندفاع المزارعين نحو الكمون، هو بسبب سعر الكمون المرتفع نتيجة استخداماته الطبية الكثيرة وارتفاع أسعاره عالمياً، موضحاً أن هذا التوجه الكبير لا يؤثر على السعر إذا كانت السوق الخارجي مفتوحاً ولا خطر في زراعة مساحات كبيرة، لأن هذا المنتج تصديري إلا في حال أغلق خط التصدير، والمشكلة تكمن في مخاطر الزراعة من ناحية الظروف الجوية.

تكاليف منخفضة

 

وحول إمكانية تكرار ما حدث العام الماضي بموسم الثوم مع الكمون، أوضح عفيف أن الثوم شيء والكمون شيء آخر، لأن التكاليف مختلفة فالكمون تكاليفه تقتصر على البذار والحراثة فقط، بينما الثوم فإن البذار مرتفعة وتكاليف زراعته عالية ويحتاج إلى مبيدات وسماد وأجور قطاف وقلع، واستهلاكه محلي وغالباً لا يصدر بالرغم من فتح باب التصدير، لكن موسم الكمون مختلف، فالمزارع قد يكون قادراً على تحمل خسائر الكمون، لكن لا يستطيع أن يضحي ويتحمل خسائر الثوم لأن تكلفة دونم الثوم تصل إلى 3 أو 4 ملايين ليرة سورية، إما تكلفة الكمون لا تتعدى المليون ليرة سورية.

بديل زراعي

يشار إلى أن تجارة الكمون بدأت بشكل حقيقي في سورية عام 1990، أي مع بداية انتشار زراعته وتوفره بكميات كبيرة في سورية، ووجود مكاتب ونشاط أهلي ساعد على ترسيخ هذه التجارة، ساهم ذلك النشاط بجعل سورية من الدول ذات المستوى المهم في زراعة وتجارة الكمون.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى