الأسد في الصين للتأكيد بأن سورية جزء من مبادرة “الحزام والطريق”
فضلية لـسينسيريا: يمكن أن نشهد حراك استثماري صيني لمشاريع إعادة الإعمار والطاقة الكهربائية
ابراهيم مخلص الجهني
استقبل السوريون خبر زيارة السيد الرئيس بشار الأسد إلى الصين بكثير من التفاؤل والتوقعات حيث اعتبر الخبراء والمحللون والفعاليات الاقتصادية الزيارة فرصة تاريخية لإنقاذ الاقتصاد السوري في هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها البلاد.
تطورات عالمية
وفي هذا الصدد رأى الخبير الاقتصادي الدكتور عابد فضلية أن هذه الزيارة تأتي في إطار التطورات العالمية الأخيرة التي اتضحت جلياً في اجتماع قمة مجموعة دول البريكس في جوهانسبرغ بجنوب إفريقيا والذي عقد منذ حوالي بضعة أشهر، وأعقبه عدة اجتماعات قمة أممية لدول الشرق مثل قمة الـ 70 ودول الغرب مثل قمة الـ 20 وغيرها.
ويضاف إلى ذلك الاتفاق الذي أعلنت عنه السعودية منذ أسابيع قليلة حول مشروع إنشاء خط شحن وعبور دولي ما بين الهند وأوروبا يمر من منطقة الخليج العربي والسعودية ويصل إلى فلسطين المحتلة ينفذ منها عبر المرفأ للوصول عبر البحر إلى الجانب الأوروبي.
مشيراً أنه باعتبار أن هذا المشروع هو بديل جزئي لإحدى طرق مبادرة (الحزام والطريق) الصينية، فإن هذا المشروع قد حرض الصين على تسريع تفعيل الخطوات الأولى من هذه المبادرة ليتأكد رسمياً أن سورية جغرافيا واقتصادياً وسياسياً هي جزء منها.
انعكاسات
وبيّن فضلية أن زيارة السيد الرئيس بشار الأسد إلى الصين تأتي في الإطار الأوسع والأشمل لمجرد علاقة بين بلدين، لذلك وصف الرئيس الصيني هذه الزيارة أنها في أطار التعاون الاستراتيجي، منوهاً أن انعكاسات هذه الزيارة هو التأكيد الرسمي على أن تطوير العلاقات الاقتصادية والاستثمارية هو من أولويات ومصلحة البلدين، وأن تبعاتها الإيجابية المباشرة وغير المباشرة لن تكون على المدى القصير بل على المديين المتوسط والطويل والاستفادة الكبرى منها ستبدأ وتظهر على المدى المتوسط بالنسبة لكلا البلدين وسورية أولاً، وعلى المدى الطويل لكلا البلدين والصين أولاً باعتبار أن التجارة البينية والاستثمارات الصينية من الممكن أن تتحرك فورا لتأتي نتائجها على المدى المتوسط وأن حراك بديل طريق الحرير سيأتي نتائجه على المدى الطويل.
الحراك الاستثماري
وتابع الدكتور فضلية أن كلاً من البلدين يمكن أن يبدأ ويستفيد فوراً من تفعيل العلاقات التجارية البينية، وأن يبدأ فورا الحراك الاستثماري الصيني ومشاريع إعادة الإعمار لتظهر نتائجه خلال عدة سنوات، وكل ذلك سيكون بالتوازي مع خطوات متفق وسيتفق عليها ويتم تنفيذها تباعاً عبر السنوات في إطار مبادرة (الحزام والطريق) ليستفيد منها على المدى الطويل كلا البلدين وكافة البلدان الأخرى التي يمر بها هذا الطريق والتي تقع بالقرب منه.
وحول ما ينتظره الاقتصاد السوري من المشروعات الاستثمارية الصينية في هذه المرحلة قال فضلية إن أبرزها هو مشروعات الطاقة الكهربائية والأحفورية والبديلة بكافة أشكالها ومستوياتها، كما تم الإعلان عنه خلال اللقاءات الرسمية في الصين، ويضاف إليها الصناعات الكيماوية المتعلقة بمخرجات عملية تكرير النفط ومشروعات تصنيع الأسمدة والجرارات والمعدات الزراعية واللقاحات والمستلزمات البيطرية وتكرير وتنقية وتحلية المياه وبناء السدود والسدات المائية.
واختتم الخبير الاقتصادي الدكتور عابد فضلية حديثه لصحيفة سينسيريا أن ما تم التوقيع عليه من وثائق تتعلق بالتعاون الاقتصادي خلال هذه الزيارة هو ليس كل شيء، بل سيتبعه في الوقت المناسب توقيع المزيد مما تم الاتفاق عليه في إطار هذه الزيارة التاريخية للسيد الرئيس.