اقتصاد زراعي

تأخر تسعيرة العنب و”الفطور” أرهقت فلاحي حمص… رئيسة دائرة الوقاية: التسعيرة جيدة وقلة الاهتمام تُفاقم المرض

يعاني مزارعو العنب في عدد من مناطق حمص جملةً من الصعاب، حيث اشتكى بعضهم من تأخر صدور قرار تسعيرة المحصول وتأخر موعد استلامه، في وقت أحرقت أشعة الشمس الكروم نتيجة الحرارة العالية، كما أشار بعضهم إلى انتشار مشكلات وأمراض “الفطور” التي ساهمت في تيبيس قسم كبير من العناقيد.

واضطر أغلب الفلاحين وخاصة ممن يعانون الفاقة أو يخشون من سرقات كرومهم المتكررة لبيع المحصول قبل صدور التسعيرة بأسعار لا تتجاوز الـ1400 ليرة لعدد من المعامل الخاصة لتصنيع العنب.

زراعات أخرى

 

وأكد عدد من الفلاحين بأن ما يحصل هذا العام يجبرهم على التوجه نحو زراعات أخرى ذات أهمية قليلة وربح سريع ومخاطر قليلة، مؤكدين بأن تكاليف الكيلو الواحد تجاوزت الـ3000 ليرة من فلاحة وسماد ورش مبيدات، إضافة إلى تكاليف الاعتناء والتقليم والتعشيب، مطالبين بدعم الفلاح بالسماد والمازوت، في حين اشتكى البعض من غلاء التكاليف التسويقية إذ وصل سعر الصندوق البلاستيكي إلى 7000 ليرة.

وأوضح مصدر في الشركة العامة لتصنيع العنب في حمص  بأن اختبارات درجة حلاوة العنب هي التي تقرر تاريخ استلام المحصول، نافياً حدوث أي تأخير في الإجراءات التي تتم بشكل اعتيادي سنوياً.

ولفت مصدر في مديرية زراعة حمص إلى أن المحصول المقدّر في المحافظة يبلغ نحو 45 ألف طن من معظم الأصناف، مؤكداً بأنه تم تقديم كل الدعم لمزارعي العنب، إذ تم توزيع 187 ألف ليتر مازوت زراعي وبالسعر المدعوم.

البرامج الاستراتيجية

 

وتابع: تم الاهتمام بالمحصول ووضعه ضمن أحد البرامج الإستراتيجية الزراعية، لتطوير القطاع الزراعي وتقييم الأصناف، والتوسع بزراعة الأصناف المناسبة، كما يتم تكثيف عملية الاعتماد على زراعات الكرمة في مزارع عضوية، ورفع الإنتاجية عبر اعتماد مشاريع الري الحديث والطاقات البديلة في عددٍ من المناطق المحافظة.

من جانبها، الدكتورة محاسن السليمان رئيسة دائرة الوقاية في مديرية الزراعة بحمص أكدت بأن السعر المحدد لمحصول العنب جيد ومدروس وليس فيه أي ظلم للفلاح.

وبينت بأن أمراض “فطور” العنب مشكلة قديمة وليست بالجديدة، ولكن في سنوات معينة تساعدها الظروف الجوية على الانتشار والاستفحال، مؤكدةً بأنه وخلال جولات مهندسي الدائرة على حقول الكرمة لوحظ بأن الفلاحين قاموا بمكافحة تلك الأمراض والاهتمام بحقولهم، والتي كانت شبه خالية من الأمراض وتحمل كميات جيدة.

وتابعت: إن الدائرة قامت بعدة جولات إلى الريف الشرقي للتقصي والتحري عن الأضرار الواقعة على الكرمة الأرضية عند بعض المزارعين الذين يعزون سبب الضرر إلى ارتفاع درجات الحرارة، وبنتيجة الجولات وبعد لقاء أصحاب الحقول تبين بأن نسبة الحقول المتضررة لا تتجاوز الـ1%، وأن الإنتاج جيد بالعموم.

سبب الضرر

 

ولفتت إلى أن سبب الضرر يعود إلى استفحال الإصابة بمرض “البياض الدقيق” لتوفر الظروف المناخية المناسبة لظهوره في شهر نيسان من العام الجاري، مؤكدةً بأن ارتفاع تكاليف المحروقات والأسمدة والمبيدات ساهم أيضاً في انتشار المرض لأنه انعكس سلباً على أداء عمليات خدمة الكروم من سقاية ومكافحة فطرية وحشرية وتسميد النبات بالعناصر الغذائية المطلوبة، وأردفت: مع ذلك كله فإن أغلب مزارعي الكرمة مهرة وتغلبوا على جميع الصعاب بخبراتهم التراكمية وحرصهم على الإنتاج جيد.

غلوبال

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى