اخبار البلدمميز

قطعوا الأشجار وحرقوا البلاستيك والملابس والأحذية … ماذا سيحرق الناس هذا الشتاء؟

مايا يوسف

ينتظر العم أبو سليمان المقيم في إحدى قرى جبلة رسالة المازوت منذ سنتين، فحسب ما ذكر لصحيفة سينسيريا بأنه قطع جميع أشجاره العام الفائت، وحالياً بعدما وصل سعر طن الحطب إلى أكثر من مليون ليرة سورية وهو مرشح للارتفاع، لم يعد باستطاعته إلا ترقب المازوت المدعوم، معقباً بأنه حتى المدعوم لم يعد كذلك بعدما ارتفع من 700 إلى 2000 ليرة كما أن 50 لتر لا تكفي حتى لأسبوعين والمازوت الحر حدّث ولا حرج حسب قوله.

قطع الأشجار

من جهة أخرى يشير أبو أكرم إلى أن الـ 100 ليتر مازوت المدعومة إذا استلمها على دفعتين (إذا بين قوسين) فهي لا تكفي إلا لتشغيل موقد الحطب، الذي يحصل عليه من أرض ورثها عن والده، حيث بيّن أن تلك الأرض مزروعة بالأشجار منذ زمن طويل، واليوم تتحول بحكم الظروف إلى مصدر للتدفئة بدلاً من الثمار.

وحال أبو كرم كحال الكثير من سكان الأرياف حيث انتشرت ظاهرة قطع الأشجار في جميع القرى للنجاة من البرد، ولكن الجميع يسأل إلى متى ستستمر أرضهم بتأمين الحطب؟

أما عن أكثر أنواع الحطب انتشاراً واستخداماَ فيحظى السنديان بالقيمة الأكبر في السعر وجودة الاشتعال أيضاً، فتقول السيدة آمنة أن العود الواحد منه يكفي لزمن أطول، وهذا ما يجعل الطن الواحد منه يتجاوز المليون ليرة، وقد يصل لأكثر من مليوني ليرة في بعض مناطق الريف، ويأتي في المرتبة الثانية حطب الليمون يليه التوت والزيتون الذي لم يتجاوز الطن منهم المليون ليرة سورية.

في حين يتحدث أمجد لسينسيريا وهو صاحب لمعصرة زيتون عن الاعتماد أيضاً على بقايا لُب الزيتون الذي يسمى شعبياً (التمز)، حيث يتمتع بقابلية جيدة للاشتعال ولكن مشكلته بالاحتراق السريع، ولذلك يبقى الحطب يحظى بالأولية لجودة اشتعاله، ونظراً لوصول سعر الطن من بقايا الزيتون إلى أكثر من مليوني ليرة سورية.

الطابع العام للأحياء الشعبية

بدورها تقول سهى أن الحاجة لإيجاد البديل في الريف أوجدت وسائل متعددة من الموجود لديهم، ولكن سكان المدن يحظون بالشتاء الأسوأ حيث لا حطب ليشعلوه ولا مازوت.

سهى وهي طالبة جامعية تقيم في دمشق مع أهلها قالت: أن برد هذه المدينة مؤلم حيث قام والدها الذي يعمل كنجار لتقاسم بقايا الأخشاب (النشارة) وما لم يعد صالحاً للبيع مع عمال المنشرة في العام الماضي، لتكون وسيلتهم المتاحة مع القليل من المازوت، ولكن هذا العام لا يعلمون ما ينتظرهم كون الإقبال على المنشرة انخفض بشكل كبير بسبب الغلاء، أما الأداة الأكثر كرماً بحسب سهى فهي البطانيات، وهكذا سيمضي الشتاء كما كل عام.

فيما يروي محمد وهو من سكان الأحياء الشعبية بدمشق بأن الشتاء الماضي مضى عليه متنقلاً ما بين روائح البلاستيك والأحذية وأكياس النايلون والملابس وبأحسن الأحوال بعض الخشب المهترئ أو المخلوع من أثاث المنازل، مضيفاً بأن هذه الروائح شكلت الطابع العام للأحياء الشعبية في الشتاء الماضي، متسائلاً ماذا ينتظرنا في شتاءنا القادم وماذا سنحرق؟!.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى