اقتصاد زراعيمميز

ما بين تراجع الإنتاج وموجات الحرارة … جوهر لسينسيريا: موسم الزيتون سيتأثر بانخفاض معدلات النمو وحجم الحبة ومردود الزيت

آية محمد

أوضحت مديرة مكتب الزيتون في وزارة الزراعة عبير جوهر أن الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة سيكون له تأثير على موسم الزيتون للعام الحالي، خاصة بإن درجات الحرارة المرتفعة تستمر لفترات طويلة ومتكررة، حيث أن ارتفاعها في نقاط حرجة من مراحل نمو الثمار، حيث أن الثمار في مرحلة تتطور خلال هذه الفترة ونمو لحجم الثمرة وزيادة عدد الخلايا.

وبيّنت جوهر بتصريحها لصحيفة سينسيريا بأن ارتفاع درجات الحرارة سيؤثر على مواصفات الثمرة بشكل مختلف وسيظهر بشكل كبير تجعد لثمار وعطش شديد وأن عمليات لاصطناع الحيوي للزيت ستتأثر بشكل كبير بدرجات الحرارة المرتفعة حيث والذي يبدأ بعد تصلب النواة.
موضحة بأن الاصطناع الحيوي عبارة عن عمل أنزيمي يتم به تكوين الزيت، ابتداءً من مواده الأساسية، وهذا النظام يحتاج لدرجات حرارة معينة، إذ تؤثر درجات الحرارة المرتفعة بشكل سلبي على عملية الاصطناع الحيوي بشكل يخفف من معدلاته ويقلل من احتواء الثمرة على الزيت.

تأثير الحرارة بالأمراض

 

وكشفت جوهر بأن الحرارة تؤدي أيضاً إلى تأخر في نضج ثمار الزيتون، إضافة إلى نضج قسري لثمرة نتيجة العطش تتلون الثمار وهي غير ناضجة، كما أن الحرارة تتسبب بتحفيز أمراض معينة يزداد نشاطها في الجفاف، ومنها (النيرون والحفارات) بشكل عام، ما يزيد من مدة تأثير هذه الأمراض، وبالتالي تؤثر على الشجرة وإنتاجها وحيويتها، فيما لا يؤثر على جودة الثمرة بل يؤثر بالشجرة لأنه يصيب جذع الشجرة، فيتسبب في خسارة المجموع الخضري لشجرة ويباسها.

حيث أن الجفاف بشكل عام يؤثر على الزيت من حيث الطعم والنكهة، ويظهر الزيت بطعم مرّ وحاد ويؤثر على المذاق، دليل على أن الثمرة يكون لونها أخضر غير مكتملة، على الرغم من أن الطعم المر ليس سلبي بالمطلق، وبالعكس هو دليل على احتوائه على مضادات أكسدة في الزيت تحمي الزيت خلال تخزينه لسنوات.

لافتة إلى وجود بعض العوامل الإيجابية للحراة المرتفعة تحد من نشاط بعض الحشرات التي يمكن أن تؤثر على نوعية الزيت مثل حشرة ذبابة الزيتون التي تنشط نتيجة وجود حرارة ملاءمة ورطوبة عالية فيزداد نشاطها ويصبح عالي، وبالتالي عندما تزداد درجات الحرارة يخف نشاطها ويخفف من إصابة ثمرة الزيتون بالحشرة فنحصل على ثمرة أفضل لأن الحرارة تؤثر سلباً على نشاط الذبابة وبالتالي لا تصيب الثمرة فتحافظ على جودتها وجودة الزيت داخلها.

خسائر الحرائق

وفي سياق متصل أوضحت مديرة مكتب الزيتون عبير جوهر بأنه حتى الآن لم يتم تقدير المساحات بشكل كامل لحرائق بساتين الزيتون التي كانت ضمن مجمل مساحة الحرائق التي وقعت مؤخراً، لكن تم إخمادها والسيطرة عليها من قبل الكوادر الفنية في وزارة الزراعة، حيث استنفرت كامل الكوادر في وزارة الزراعة للمساهمة في هذه عمليات الإخماد.

مضيفة بأن هناك خسائر كبيرة في أشجار الزيتون وغيرها من الأشجار المثمرة، حيث أن التقديرات الأولية الإنتاجية لم تصل بعد، لافتة إلى أن الأشجار التي احترقت لم تكن تحمل الثمار لأن هذه السنة معاومة للزيتون (عدم حمل أو أقل) في أغلب مناطق اللاذقية، ولكن هذه الحرائق ستشكل خسارة كبيرة للقطاع الزراعي والوحدات الإنتاجية بدرجة كبيرة خلال الأعوام القادمة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى