إزالة البسطات في طرطوس لأنها مصدر للإزعاج “على ذمة المحافظة” … أصحاب البسطات لسينسيريا: نتلقط رزقنا ولا نزعج أحد والبعض تسبب بمشاجرة فذهب الصالح بالطالح
طرطوس – آية محمد
شهدت محافظة طرطوس مؤخراً إطلاق حملة تم فيها إزالة الاشغالات والبسطات من عدة أسواق، ومنها سوق النسوان، وذلك رداً على شكاوي أصحاب المحال التجاري بتجاوز البسطات للمساحات المقبولة لها وزيادة عددها بشكل كبير، ما تسبب بعرقلة السير وحركة المواطنين، بالإضافة إلى أنها تعتبر من اقتصاد الظل الغير ملتزم ضريبياً، كما هو الحال بالنسبة للمحال التجارية الحاصلة على تراخيص نظامية لممارسة المهنة وتسدد الرسوم والضرائب الواجبة عليها.
ووفق المحافظة فإن الحملة مستمرة لإزالة جميع المخالفات والاشغالات غير النظامية في كل شوارع وأسواق طرطوس دون استثناء أحد، مع أنه لم يتم تجهيز مواقع بديلة للبسطات، وفي حال توفير مكان بديل سيتم تخصيصه لأصحاب البسطات، حيث يقوم مجلس مدينة طرطوس بدراسة الموضوع.
لا نزعج أحد
ما ذكر هي وجهة النظر الرسمية من محافظة طرطوس، ولكن لأصحاب البسطات رأي أخر، وأثناء جولة مراسلة صحيفة سينسيريا في أسواق طرطوس التقت بعدد من أصحاب البسطات التي تم إزالتها، حيث تحدث أبو محمد لصحيفة سينسيريا أن البسطة هي مصدر رزقه الوحيد، حيث كان يبيع عليها بعض الملابس المستعملة، ولم يكن يزعج أحد ويحاول أن يتلقط رزقه على حد تعبيره، لكي يعيل أسرته، وحالياً أصبح بلا عمل.
أبو محمد أكد بأنه سيعود ويسترزق ويفتح بسطته “ما باليد حيلة ولن أسمح بأن أجوع أولادي يوماً”.
سيدة في الستين من عمرها تتنقل من هنا إلى هناك ببعض أكياس الخضار هرباً من الدوريات، قالت لصحيفة سينسيريا: أعمل في هذا السوق منذ ١٠ أعوام وفي نفس المكان لأكسب رزقي من بيع الخضار وأعيل بها زوجي العاجز.
أم حسن قالت بأنها تنزل يومياً من قريتها لبيع الحشائش والبيض البلدي وتتخذ من زاوية أحد الأرصفة مكاناً لها ولا تشغل أي مساحة تزعج بها أحد، وهي على هذه الحال منذ سنوات طويلة بعد وفاة زوجها ولا معيل لها ولأولادها سوى ما تبيعه، والآن تبحث عن مكان جديد تعرض فيه بضاعتها دون أن تصادر.
أكثم شاب في الثلاثين من عمره قال لسينسيريا بأنه يبيع الشواحن والوصلات وسواها من الاكسسوارات التي تخص الموبايلات، ويحصل على بضاعته من المحلات التي تبيعه ما يزيد لديها من بضائع لم تباع، ولم يحدث أن اشتكى عليه أحد من قبل، والآن ينتظر أن تزول هذه الغيمة على حد وصفه للعودة إلى عمله.
أبو علي كان له رأي آخر وهو صاحب محل عصرونية في سوق النسوان حيث قال لسينسيريا: أنه تصرف سليم من البلدية لمنع الفوضى من الشارع والضوضاء والأصوات المرتفعة وحتى تظهر وتتوضح واجهات المحلات التي أصبحت محجوبة من البسطات.
ظاهرة مزعجة
مدير المهن والشؤون الصحية في محافظة طرطوس المهندس إياد ملحم بيّن إن المديرية قامت بإزالة جميع البسطات من دون استثناء، مشيراً في حديثه لصحيفة سينسيريا بأن سبب إزالة الاشغالات والبسطات في مدينة طرطوس هو كثرت التعديات على الممتلكات العامة من أرصفة شوارع وأملاك عامة ومسطحات خضراء وحدائق.
وأضاف بأن هؤلاء الشاغلين يقومون باستباحة الشوارع والأرصفة ما يتسبب بإعاقة لحركة السيارات والمشاة وأصحاب المحلات التجارية وأيضا المكاتب الهندسية والعيادات وكافة المهن في أنحاء المدينة، متابعاً بأن هذه الاجراءات طبيعة ومنطقية لأن هذه الظاهرة تشكل مصدر إزعاج.
السبب الحقيقي
عدد من أصحاب البسطات تحدث لسينسيريا بأن البسطات موجودة من ثلاثين عاماً ولم يتم الحديث بإزالتها سابقاً، وكل الحديث عن أنها تسبب الإزعاج وعرقلة الحركة والسير هي مجرد ادعاءات، وما حدث فعلياً بأن خلاف نشب بين عدد من أصحاب البسطات وأحد المواطنين كان يبحث عن موقف لسيارته، وتطور الخلاف بينهم وحدثت مشاجرة، وعلى ما يبدو فإن المواطن صاحب السيارات من أصحاب النفوذ (على حد قول أصحاب البسطات) وقام باتصالات وتحريك الجهات المعنية، وعلى إثر ذلك انتشرت الدوريات في الأسواق وقامت بإزالة البسطات، وذهب الصالح بالطالح.