في لبنان أرخص … المنتج السوري من أغلى المنتجات في العالم … نائب رئيس غرفة صناعة دمشق وريفها لسينسيريا: قريباً قرارات لدعم الصناعي بالمنافسة في الأسواق الخارجية
جوليانا الكويفي
بيّن نائب رئيس غرفة صناعة دمشق وريفها طلال قلعجي أن السبب وراء ارتفاع سعر المنتج السوري التصديري يكمن بسبب ارتفاع تكاليف انتاجه من حوامل الطاقة والنقل والتعبئة والمواد الأولية. موضحا بتصريحه لصحيفة سينسيريا أن الاجتماع الذي تم اليوم في مقر غرفة صناعة دمشق وريفها جرت فيه مناقشات عن الإمكانيات المتوفرة والآليات المطلوبة لدعم الصناعي. معلناً بأنه في وقت قريب سيتم إصدار قرارات ستساعد الصناعيين والمنتج الصناعي السوري في المنافسة بالأسواق الخارجية وتمكنه من العودة لسابق عهده التصديري.
تنافسية المنتج السوري
ومن المعروف بأن سورية كانت من الدول التي حققت الاكتفاء الذاتي، إضافة إلى اعتبارها وجهة تصديرية لكثير من الدول العربية والغربية. وكانت أسواق لبنان والأردن والعراق ودول الخليج هي الوجهة الرئيسية للمنتجات السورية. وهذا يدل على أن المنتج السوري ذو كفاءة وجودة وسعره يتناسب مع البلدان الأخرى.
إلا أنه في ظل ما نشهده من نزاعات وحروب اقتصادية، باتت معادلة التصدير في سورية تنحدر نحو منحى أخر. إذ أنه من المفروض أن يكون المنتج التصديري في سورية ذو سعر منخفض مقارنة بالبلدان الأخرى باعتباره منتج يمتلك أغلب مواده الأولية بالإضافة إلى توفر الخبرات واليد العاملة الجيدة والرخيصة.
مقارنة سعرية
وعلى سبيل المثال في سورية فإن كلا من دبس البندورة والمحارم ومسحوق الغسيل من المواد التي يتم تصنيعها محلياً وتملئ الأسواق الداخلية كما أنها تصدر، وعليه يفترض أن تتوافر للمواطنين بسعر مناسب ومريح. لكن اليوم فأن هذه المواد تسجل أسعاراً مرتفعة وبدون توقف، حيث وصل سعر كيلو دبس البندورة المعلب إلى 13 ألف ليرة سورية. بينما علبة المحارم وزن 500 غرام سجلت سعراً بـ 12 ألف ليرة سورية، أما مسحوق الغسيل فقد بلغ سعر الكيلو 11 ألف ليرة سورية. وهي الأسعار الوسطية لهذه المنتجات الثلاثة، وهي تتوفر بماركات متعددة وأنواع مختلفة.
ومن خلال مقارنة لأسعار هذه المواد مع أقرب دول الجوار إلينا وهو لبنان.
وباعتباره بلد يعيش ظروف اقتصادية سيئة ومشابهة لوضعنا من ناحية انخفاض القدرة الشرائية للمواطن. وتدني مستوى المعيشة وارتفاع في سعر الصرف، ودائماً يعتبر وجهة تصديرية للمنتجات السورية.
بالمقارنة التي قامت بها صحيفة سينسيريا تبين أن سعر كيلو دبس البندورة المعلب لا يزيد عن 10 آلاف ليرة سورية وذلك بعد احتساب سعر الصرف لعملة البلدين. فيما سجلت علبة المحارم في لبنان سعراً بـ 10 آلاف ليرة سورية أيضاً، ومسحوق الغسيل بـ 11 ألف ليرة سورية. أي أن المنتجات في لبنان أرخص من سورية، والمفارقة أن الاخوة في لبنان كانوا يقصدون الأسواق السورية بشكل شهري للتبضع وتأمين احتياجاتهم المنزلية من المنتجات السورية كونها الأرخص والأفضل من ناحية الجودة. ولكن الحال انقلب فأصبحت منتجاتنا أغلى ومن ناحية الجودة هناك مؤشرات لانخفاضها.
وبالتالي فإن المنتج السوري بسعر أعلى من المنتجات المماثلة في أقرب دول الجوار والتي كانت واجهة تصديرية للمنتجات السورية. وهذا ما يجعل فرص المنتجات السورية تتضاءل من الناحية التصديرية وتضعف منافستها في الأسواق الخارجية. مع العلم بأن المقارنة مع الأردن أو العراق لا تصب في مصلحة المنتج السوري بأي شكل.
وفي هذه الخصوص تحدث الصناعي رفعت حجو لصحيفة سينسيريا بأن المنتج السوري مرغوب ومستهلك في جميع دول العالم. ولكن اليوم بسبب تكلفة إنتاجه المرتفعة بات يشكل عبء في تصديره. فيمكننا القول بأن المنتج السوري هو من أغلى المنتجات في العالم اليوم. وأوضح حجو أن تكاليف استيراد المواد الأولية وتغطية احتياجات المصانع باتت ذات تكلفة هائلة.