اخبار البلد

انتشار ظاهرة “الخطابة” على منصات التواصل، هل تجد قبولاً؟

 “مرحبا.. عم نخطب لشب عمره 28 سنة ما كمل دراسة بعد البكالوريا وسافر، طلبه صبيّة مجذّبة تكون حلوة ما ضروري العيون الكاشفة وتلبس طويل ودارسة وتقبل السفر”، هذه إحدى عينات المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي “النسائية” التي تذخر بالكثير من المجموعات سواء على موقع فيسبوك أو الواتساب التي تحل محل “الخطابة” أو محل العادات والتقاليد المتبعة في مجتمعاتنا، كما أن المنشورات تفتتح بهاشتاغات (خطبة حلب ، خطبة دمشق، #خطبة_أوروبا، #خطبة_مصر.. إلخ) للدلالة على مكان وجود العريس المنشود.

الفتاة تتحول لسلعة:

ووصفت آلاء هذه الطريقة بأنها سخيفة وغير مناسبة حيث تقدَّم الفتاة على أنها سلعة، مضيفة بأن طريقة الطرح فظة اجتماعياً ولا تتصف بأدنى درجات الاحترام للأنثى، كما أن المنشورات في أكثر الأحيان لا تحوي صفات الشاب “الخاطب” الصحيحة.

وذكرت آلاء مثالاً عن هذه الفكرة بمنشور يقول “أخي في ألمانيا وكان متزوج ومطلق، طلبه بنت بعمر من 20-25 سنة وتكون تشبه الألمان ومن عيلة معروفة” مستغربة هكذا مواصفات.

الاسئلة والمناقشات

وتضيف شهد أن المجموعات النسائية تذخر بالعديد من الأسئلة والمناقشات حول قضايا الخطبة والزواج، كمثال عن شاب أشقر يحب فتاة سمراء ما يعرضها للتنمر من عائلة الشاب، إضافة إلى مهاترات ضمن التعليقات في المجموعات حول مختلف المواضيع التي تنشر، مشيرة إلى ظاهرة سلبية أخرى وهي مكالمات الفيديو لرؤية العروس مع أن العائلتين ضمن محافظة واحدة توفيراً للوقت والجهد.

وترى رغد، بأن الخطبة الالكترونية تمثل في كثير من الحالات استغلالاً من طرف لآخر سواء الشاب أو الفتاة وتتصف الكثير من الحالات بالكذب والخداع، فمثلاً الكثير من الشباب يكونوا متزوجين ولكن لا يفصحون عن هذه المعلومة خاصة إذا كانوا خارج البلد، وكذلك بعض الفتيات تستغل الارتباط بشاب مسافر للخروج من البلد وبمجرد وصولها لبلد أوروبي تترك الشاب الذي ارتبطت به.

حالات غريبة ومضحكة:

وتشير ولاء إلى أن بعض المنشورات والطلبات تكون غريبة ومضحكة نوعاً ما، قائلة: “ذات مرة نشرت إحدى الفتيات منشوراً تخطبُ فيه لأمها البالغة من العمر 50 عاماً”، مؤكدة أنها لا تحبّذ هذا النوع من الزيجات مع أنه منتشر كثيراً.

ويؤيدها صبحي قائلاً: “أنا متزوج وتعرّفت على زوجتي عن طريق الانترنت وتطورت علاقتنا للحب والزواج أما فكرة الخطبة والزواج عن طريق مجموعات وسائل التواصل وعرض مواصفات الشاب أو الفتاة فهي مرفوضة تماماً بالنسبة لي ولا يمكن أن أقبل بها”.

تطور طبيعي للوضع الاجتماعي الحالي.. ولكن؟

الأستاذة في كلية التربية بجامعة حلب والمتخصصة بعلم النفس الاجتماعي الدكتورة فاتن وردة أوضحت أن تطور وسائل الاتصال ومنها مواقع التواصل الاجتماعي أسهم بتطور مهنة “الخطابة” لتلائم التطور الحاصل سواء تكنولوجياً أو في الظروف الاجتماعية الحالية بسبب الحرب التي أفضت إلى سفر الشباب وانتشار السوريين في عدة بلدان عربية وأجنبية ورغبتهم في الزواج من “بنت بلدهم”.

وترى وردة أن لهذه الصيغة الاجتماعية ناحية إيجابية من حيث تسهيل التعارف والتواصل إن كانت من خلال طرق صحيحة خاصة لناحية رغبة العائلات بحفاظ أبنائها على العادات الاجتماعية وتربية الأولاد، مؤكدة أن هذ الزواج أصبح شائع.

الخداع والكذب أبرز سلبياتها:

وفيما يتعلق بالسلبيات، فتشير وردة إلى أن هذا النوع يحمل سلبيات كثيرة أيضاً كالخداع والكذب والتزييف، حيث يظهر الأشخاص أفضل ما عندهم سواء جمالياً أو أخلاقياً، مضيفة بأن ظاهرة أخطر قد تنتج عن هذه الحالة وهي الإباحية التي قد تنتشر من خلال التعارف والذي يؤدي لعواقب أخطر لا تقل خطورة عن عواقب الكذب بهذه الحالات والتي يكون الواقع فيها بعكس كل ما قيل أو نوقش افتراضياً.

وختمت وردة بالقول بأن هذه الظاهرة أصبحت منتشرة سواء قبلنا أم لا لكن الأهم هو أن يكون الشباب وعائلاتهم على قدر من الوعي والمسؤولية لبناء مستقبلهم واختيار شريك حقيقي يكملون معه حياتهم.

اثر برس

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى