أرقام سورية

الواقع الدوائي في السويداء ما بين انقطاع أنواع وعدم ثبات السعر … نقيب صيادلة المحافظة لسينسيريا: الحل بنشرة أسعار دورية كل ثلاثة أشهر لمنع الفوضى

السويداء_هيا أبو يزبك

تعاني محافظة السويداء من تدهور قطاع الصحة بشكل عام وأزمة غلاء وانقطاع الدواء بشكل خاص، مما ينعكس سلباً على الوضع الصحي للمواطنين في المحافظة وخاصة الذين يعانون من أمراض مزمنة كالسكري والضغط وغيرها من الأمراض، التي يحتاج المريض فيها لدواء بشكل دائم بدون انقطاع.
كما أن هناك معاناة عدم توفر الكثير من أنواع الأدوية والمستلزمات الطبية ولوازم الأطفال مثل الحليب والحفاضات، مما يضطر البعض اللجوء إلى صيدليات في محافظة دمشق أو شرائها من دول مجاورة عن طريق التهريب.

تكاليف دوائية مرتفعة

وللوقوف على الواقع الدوائي في السويداء جالت مراسلة صحيفة سينسيريا في المحافظة حيث أكد العديد من المواطنين بأنهم يعانون صعوبة تأمين الدواء بالإضافة لارتفاع أسعاره، فقالت صالحة (مريضة سكر) بأن الدواء الذي وصفه الطبيب (نيوفيلدو عيار 50) لا يتوفر في الصيدليات لعدم استهلاكه بشكل كبير، مما يضطرها إلى التعامل مع صيدلية واحدة في كل المحافظة أو شرائه من محافظة دمشق، بالإضافة إلى ارتفاع سعره حيث وصل سعر العلبة إلى 7700 ليرة سورية، وهي تكفي لأسبوع واحد.

بالإضافة إلى وداء (نيوكرون بلس) بسعر 4500 ليرة سورية للعلبة الواحدة، ومنظم سكري (دياكول بلس عيار 12.5) سعرها 6900 ليرة سورية، وتكفيها لمدة 10 أيام، وبالتالي تحتاج لمبلغ يقارب 60 ألف ليرة سورية شهرياً، وهذا لا يتناسب مع دخلها.

 

فيما بيّن هشام (يعاني من داء الغدة الدرقية) أن الدواء يصعب إيجاده في الصيدليات وثمنه 30 ألف ليرة سورية، مما يساهم في زيادة المرض وعدم الاستمرار في معالجته، فيما أشار المواطن بشير إلى ان مشكلة توفر الدواء لطفله الصغير أمر ليس بالسهل، مما يدفعه لشراء أدوية بديلة، كما أن هناك مشكلة عدم توفر أنواع الحليب بالشكل المستمر وسعر العلبة في الصيدليات 26 ألف ليرة سورية، والتي تصل تهريباً من لبنان يتجاوز سعرها 46 ألف ليرة سورية، بالإضافة إلى غلاء أسعار الحفاضات للأطفال حيث لا يتراوح السعر بين 25 ألف و27 ألف ليرة سورية بحسب النوع والمقاس، وهو عبء كبير وزائد في هذه الظروف المعيشية.

عدم ثبات السعر

وبالتوجه للصيدليات في محافظة السويداء، قالت الصيدلانية جمانة في حديثها لصحيفة سينسيريا بأن قطاع الأدوية يعاني من مشاكل عديدة ومن أهمها ارتفاع الأسعار الكبير والغير متوقف، وخاصة مستلزمات ومستحضرات التجميل ومعجون الأسنان، فلا يوجد سعر ثابت لها، كما أوضحت بأن هناك احتكار تقوم به بعض شركات تصنيع الدواء بحجة ارتفاع أسعار المواد الأولية للأدوية التي تقوم باستيرادها من الخارج، فتقوم بتصنيع واحتكار الأدوية وتخزينها ولا توزعها، للضغط على وزارة الصحة لترفع الأسعار.

وهذا هذا السياق أشار الصيدلاني مهيب إلى مشكلة انقطاع الأدوية، وخاصة أدوية الأطفال والحليب التي تباع بالطريقة النظامية بأسعار تتراوح بين 39 ألف و46 ألف ليرة سورية، وعند انقطاعها يلجأ المواطن لشرائها بطرق غير نظامية، بأسعار خيالية مما يزعزع الثقة بين المواطن والصيدلاني، كما أن هناك انقطاع لأدوية الأمراض المزمنة مثل الضغط والسكري وبعض أنواع القطرات مما يخلق أزمة للمرضى وعائلاتهم.

نشرة دورية

ولمعرفة ما يجري في القطاع الدوائي تحدث نقيب الصيادلة في محافظة السويداء أسد الأشقر لصحيفة سينسيريا بأن المشكلة الأساسية التي تواجه قطاع الصناعة الدوائية، هي عدم ثبات قيمة سعر الصرف للقطع الأجنبي مع العملة المحلية، والزيادة الجنونية لكافة مراحل تكاليف الإنتاج بدءاً من المادة الأولية المستوردة إلى أجور حمل المادة الأولية وتغليفها وتعليبها وأجور الأيدي العاملة وأجور حوامل الطاقة وأجور النقل والتوزيع.
معتبراً بأن هذا الأمر يتطلب دراسة وافية ودقيقة للتكلفة من قبل وزارة الصحة والمجلس الأعلى للصناعات الدوائية للوصول إلى الحد الأدنى للتكلفة، مؤكداً بأن مصانعنا الوطنية لم تتوقف خلال سنوات الحرب والدمار والحصار وتخريب البنى التحتية.
أما بالنسبة لنقص بعض أصناف الأدوية أوضح بأنه يتم تداركه عن طريق الاستيراد أو توفير بديل، وعن الحلول الممكنة لتجنب انقطاع بعض الأصناف وما تخلفه من فوضى، رأى الأشقر بأن الحل يكون في إصدار نشرة دورية لأسعار الدواء من قبل وزارة الصحة، بمعدل مرة كل ثلاثة أشهر بشكل يتناسب مع سعر الصرف لمنع الفوضى وإمكانية الاستمرار بالتصنيع وعدم انقطاع بعض الزمر الدوائية.

مبادرات خيرية

بدوره بيّن مدير فرع مؤسسة التجارة الخارجية بالسويداء سامر درويش بانه تم استجرار أدوية بقيمة 295 مليون ليرة سورية لصالح الجهات الصحية العامة، شملت الأدوية على سوائل تغذية وأدوية التهاب وانتانات، وتم إرسالها إلى مديرية الصحة ومشفى صلخد لتوفيرها للمرضى، بما يخدم الاحتياجات الموجودة في المحافظة.

وفي ظل هذه الأزمات ما زالت بعض الجمعيات تسعى لتأمين مجموعة من أنواع الأدوية بصورة مجانية لتغطية الاحتياجات قدر المستطاع، فتعمل جمعية نور للإغاثة على تأمين مجموعة من الأدوية تشمل أدوية الاطفال وأدوية مرضى السكري وأدوية الالتهاب وأيضاً اللوازم الطبية (النسائية والتعقيم مثل شاش -قطن – كحول طبي – فيتامينات ومقويات للأطفال).

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى