طقم الولادي يبدأ بـ 60 ألف ولا يقف عند 185 ألف ليرة سورية … أرباح مضاعفة بحجة الضرائب والأجور … الألبسة تحلق ما بين أسواق طرطوس
آية محمد
عادة ومع اقتراب حلول عيد الفطر من كل عام تشهد الأسواق ازدحاماً شديداً من الزبائن الراغبين بالحصول على كسوة العيد لهم ولأولادهم، ولكن الأسواق اليوم ومع اقتراب العيد ما تزال خجولة بزبائنها، مقارنة بذات الفترة للأعوام الماضية.
سوق النسوان
صحيفة سينسيريا قامت بجولة في عدة أسواق بمحافظة طرطوس حيث تبيّن قلة في المتفرجين والمشترين، وكانت الجولة الأولى في سوق النسوان وهو من أهم الأسواق الشعبية بالمحافظة ويشتهر بأنه سوق للجميع كون بضاعته تعد الأكثر توازناً من الناحية السعرية، أو هذا ما كان عليه الحال سابقاً.
حيث تبيّن بأن سعر بنطلون الجينز النسائي يتراوح ما بين ٦٠ – ٧٥ ألف ليرة سورية، وسعر الكنزة النسائية بين ٤٥ -٥٠ ألف ليرة سورية، وأي طقم ولادي لا يقل سعره عن 60 ألف ليصل لأكثر من 70 ألف ليرة سورية، فيما تراوحت أسعار الأحذية ما بين 60 إلى 90 ألف ليرة سورية.
وعند سؤال بعض أصحاب المحلات عن سبب تفاوت الأسعار أوضحوا بأن السعر يكون بناء على نوعية القماش وجودته، معيدين سبب ارتفاع الأسعار إلى تسعيرة الجملة التي يفرضها تاجر الجملة حين توزيع البضائع، فيما هم (أي بائعي المفرق) تتراوح نسبة الربح لديهم ما بين 10 إلى 20% في القطعة الواحدة، (على ذمتهم)
(الشاطر بدو يربح الضعف والرقابة عدم) هذا ما تحدثت زبونة في إحدى المحلات، حيث قالت: كنت أحضر أولادي لأشتري لهم كسوة العيد ولو بالحد الأدنى (قطعة لباس لكل ولد) ولكن هذا العام ومع هذه الأسعار قد لا أتمكن من شراء قطعة واحدة، موضحة بأن فارق السعر ما بين العام الحالي والعام الماضي وصل للضعف، لافتة إلى أن السوق الشعبي لم يعد كذلك مع هذه الأسعار، موضحة بأن لديها طفلين وإن أرادت كسوتهم ستحتاج ما يزيد عن 300 ألف ليرة سورية لملابس الطفلين، فيما راتبها الشهري لا يصل 100 ألف ليرة سورية.
أسعار مضاعفة
ومن ضمن جولة صحيفة سينسيريا وصلنا إلى سوق شارع هنانو ومن بعده سوق الوكالات وهما من الأسواق المشهورة بأسعارها كونها تبيع أشهر الماركات من الألبسة والأحذية، ولكن ما كان ملفتاً بأن جزء من البضائع المعروضة هي ذاتها المعروضة في سوق النسوان وعدة أسواق شعبية أخرى، حتى لناحية نوعية القماش وجودته وقد تفحصنا عدة قطع من الألبسة وتبيّن بأنها ذات الماركة والاسم التجاري للبضائع المعروضة في باقي الأسواق.
ولكن المفارقة بأن السعر كان مضاعفاً، فسعر بنطال الجينز النسائي يصبح ما بين 150 إلى 200 ألف ليرة سورية، والكنزة النسائية ما بين 50 إلى 100 ألف ليرة سورية، والحذاء لا يقل عن 100 ألف ليصل إلى 150 ألف ليرة سورية، فيما كانت الصدمة بأسعار الألبسة الولادية، فأقل سعر للطقم الولادي 140 ألف ليرة وقد يصل لأكثر من 185 ألف ليرة سورية لأنواع أخرى بحسب الماركة والموديل.
سوق للأغنياء
وعند سؤال أحد أصحاب المحلات في شارع هنانو عن سبب غلاء أسعارهم عن باقي الأسواق علماً بأنها ذات البضاعة، كان الجواب الجاهز بأنها الضرائب، حيث تفرض عليهم ضرائب مضاعفة عن الضرائب التي تفرض على باقي الأسواق.
فيما أصر صاحب محل في سوق الوكالات بأن بضاعته أجانبية وليست وطنية، ولا مثيل لها في الأسواق (مع العلم لا يوجد استيراد ألبسة لدينا)، مضيفاً بأن أجور محلاتهم أعلى بكثير عن باقي الأسواق، وهذه التكاليف المضاعفة من ضرائب وأجور ستنعكس حكماً على البضاعة المباعة للزبائن.
(هذه سوق للأغنياء وليس لنا نحن الفقراء) هذا ما قاله أحد المارة في سوق هنانو عند سؤاله عن وجوده في السوق، موضحاً بأنه يأتي للفرجة لا أكثر فهو يعلم سلفاً بعدم قدرته على شراء أي قطعة من هذا السوق، فيما عبر باقي الناس في الأسواق بأن الغلاء فاحش يعمي القلوب ويسودها.