نبض السوق

مواطنون في سعي يومي للبحث عن الأرخص في الأسواق … هامش ربح يبلغ 50 % في السلعة الواحدة … والفرق بين البائع وجاره قد يصل 15 ألف ليرة سورية

خاص

الحديث عن الأسعار يكاد يكون الشغل الشاغل للجميع، فترى الجار يسأل جاره من أين اشتريت السكر والزيت وأخر يخبرك بأن البائع الفلاني يبيع الرز بسعر أقل من غيره، وعلى هذا نجد جميع المواطنون في سعي يومي للبحث عن أخفض الأسعار للسلع والمواد الغذائية، وهي متفاوتة ما بين محل وجاره وليس فقط بين سوق وأخر.

 

فوارق سعرية

ومن خلال الجولة التي قامت بها صحيفة سنسيريا استعرضت المفارقات العجيبة في الأسعار بين المتجر والآخر حيث وجدنا أن بعض المحلات تبيع كيلو السكر بـ 6500 ل.س، بينما كان في محلات أخرى بسعر 7000 ل.س، وفي محل أخر وجدناه بسعر 6300 ل.س وهو الأرخص في السوق، ومثله بالنسبة للرز الصيني القصير فكانت الأسعار من 7700 ل.س وحتى 8500 ل.س.
وحول هذا التفاوت تحدث مازن لصحيفة سنسيريا (صاحب محل تجاري صغير في بلدة معربا): إذا ما قمت بجولة صغيرة في السوق لتسأل عن سلعة واحدة ستجد أن الكيلو الواحد من القهوة الفرط على سبيل المثال ً قد يختلف سعره بين محلٍّ وآخر بفارق ١٥ ألف ليرة سورية كأعلى تقدير وهذا التباين المخيف سببه انعدام الرقابة التموينية وعدم وجود أسعار ثابتة للمادة إضافة إلى تسلِّط حيتان التجارة على رقاب النا س.
في ذات السياق أكدت المدرسة آمال لصحيفة سنسيريا أن فرق السعر بين المحل والآخر جعلها مضطرة للسير لمسافة بعيدة للحصول على أسعار معقولة للسلع، وأردفت بالقول أن المحل الذي بجانبنا يبيع الكيلو الواحد من السكر بـ 7200 ل.س بينما إذا ذهبتُ إلى محل الجملة في منتصف السوق أشتري الكيلو ذاته بـ 6600 ل.س، أي بفارق 800 ليرة لكيلو فقط، وهذا الأمر على سعلى واحدة، فكم سيكون الفرق كبيراً عندما أشتري فاتورة كاملة.

الموزع مظلوم!

ومن جانب أخر قال أحد موزعي الجملة لصحيفة سنسيريا: “أن ما يشاع عن الموزعين بأنهم يضعون الأسعار وفق مزاجهم غير صحيح” موضحاً بأنه ملزم بهامش ربح ضئيل كي لا يمتنع صاحب المتجر عن أخذ البضائع، لإن أصحاب المتاجر يشترطون على الموزع أن يبيعهم بأقل سعر ممكن للسلعة، وبالمقابل يضعون هامش ربح يصل إلى 50 % على السلعة الواحدة وإذا ما سألهم الزبون يقولون الموزع رفع أسعاره، مضيفاً: “نحن نعمل ليل نهار لتأمين قوت يومنا بينما يقوم صاحب المتجر ببيع طرد زيت واحد ربحه يعادل عمل يومين كاملين”.

شهر للاستغلال

في المقابل قال أحد الزبائن لصحيفة سنسيريا خلال جولتها في الأسواق أن شهر رمضان بالنسبة للتجار هو بمثابة موسم للاحتكار والاستغلال على حدِّ تعبيره، وأردف: في اليومين الماضيين دفعت ما يقرب 350 الف ليرة سورية لشراء فاتورة تتضمن كل من (5 كيلو غرام سمن نباتي و2 كيلو زيت زيتون، و 5 كيلو معكرونة ومثلهم شعيرية، و 4 كيلو أرز مصري، وكيلو رب البندورة ومجموعة صغيرة من البهارات)، مضيفاً كل هذا ولم اشتري بعد التمور وغيرها، وعندما نسأل عن سبب هذا الغلاء الفاحش لا أحد يجيب وكله يضع اللوم على غيره.

اظهر المزيد