شهادات حية لعناصر فوج إطفاء حلب حول توثيق عمليات الإنقاذ في حي المشارقة بحلب

أنطوان بصمه جي

باسم السيد الرئيس بشار الأسد قام محافظ حلب حسين دياب بزيارة رجال فوج إطفاء حلب والدفاع المدني ومنظومة الإسعاف السريع وتكريمهم ، لما بذلوه من جهود استثنائية خلال مشاركتهم في عمليات الإنقاذ ورفع الأنقاض وانتشال الضحايا ، جراء الزلزال الذي ضرب مدينة حلب.

“إطفاء حرائق، إنقاذ أحياء، انتشال ضحايا، تسليم أمانات” جميع تلك الأعمال أداها عناصر فوج إطفاء حلب، شهادات حية لم تكشف من قبل أدلى بها عناصر مركز المعري في فوج إطفاء حلب لصحيفة سنسيريا عما حدث منذ اللحظات الأولى لتوجهم إلى الأحياء المنكوبة.

التوقيت الحرج

الإطفائي خالد مقرش من عناصر فوج إطفاء حلب مركز المعري بيّن لصحيفة سينسيريا أنه بتاريخ 6 شباط وبتوقيت 4:17 دقيقة ضرب الزلزال المدمر المحافظات السورية وبالأخص مدينة حلب.

مضيفاً بأن التوقيت كان حرج بالنسبة لعناصر الإطفاء وأبلغنا عن طريق غرفة العمليات بالتحاق العناصر فوراً للفوج وتوجهنا إلى حي المشارقة نتيجة هبوط مبنيين سكنيين وتم توجيه نجدة إطفاء السليمانية إلى مكان الحادث، وتوجهت بشكل مباشر من منزلي إلى حي المشارقة للمشاركة في فرقة الإنقاذ لانتشال الأحياء.

عمل مزدوج

ويتابع الإطفائي مقرش بعد 10 دقائق كنت في مكان الحدث وكانت المفاجأة بوجود حريق في الطابقين السفليين إضافة لانهيار المبنى الأمر الذي جعل العمل مزدوج وهي كانت المرة الأولى في حياتي المهنية، إطفاء حريق بوجود عالقين أحياء والعمل تحت الردم نتيجة انهيار المبنى، حيث تم انتشال 8 أشخاص أحياء وآخرهم تم إنقاذه بعد مضي 41 ساعة وللأسف تم انتشال ٥٨ جثة من الموقع.

الأمانات

وعلى الرغم الصعوبة بوجود كثافة سكانية في المباني المنهارة وظلمة المكان، يكمل الإطفائي مقرش، إلا أن عناصر فوج الإطفاء تمكنوا من العثور على الأموال وإخراجها، وهي تقدر بملايين الليرات إضافة للمصاغ الذهبية، كما تم العثور على أسطوانات غاز وتسليم الأمانات لقسم الشرطة المختص في الحي.

وتم تنسيق العمل مع عناصر فوج الإطفاء لفتح ثغرة بين الأنقاض للوصول إلى مصدر الحريق وإخماده دون الضرر بالأشخاص العالقين واختناقهم، حيث تم الاستعانة بأليات الحفر التي استغرقت ساعات طويلة ولكن تم الوصول إلى جميع نداءات الاستغاثة.

أنين طفل

يتابع الإطفائي توثيقه للكارثة بالقول “سمعنا صوت أنين طفل خلف المبنى المنهار ولدى شهادة أحد الجوار تم تحديد موقع خاطئ وتم الحفر والوصول إلى مصدر الاستغاثة والعثور على طفل قيد الحياة عمره 7 سنوات”.

فرز الفرق

في حين قال آمر الزمرة في فوج إطفاء حلب الإطفائي خالد المصري لصحيفة سينسيريا أن وقوع الزلزال فجراً رفع عدد الضحايا كون المواطنين كانوا نياماً في منازلهم.
مضيفاً بعد ورود نداء توجهنا بشكل مباشر الى حي المشارقة لنتفاجأ بحريق ضخم تحت الأنقاض، ويضيف كان تعاملنا سريعاً من خلال فرز الفريق إلى قسمين، قسم لإخماد الحريق لتجنيب الناجين من خطر التسمم وقسم آخر لإنقاذ الأحياء وكان عددهم في حصيلة أولية ثلاثة مواطنين من بينهم شاب يحتضن عائلته المتوفية.

خمسة أيام

ويضيف المصري “كان عددنا قليل مقارنة بحجم الكارثة لذا اعتمدنا على المواطنين في مساعدتنا بعد توجيههم، وعملنا لمدة خمسة أيام متواصلة ولم نغادر المكان حتى انتهاء عملية الانقاذ ولكن ما لفت انتباهي استغاثة أحد المواطنين بسبب فقدان مبلغ مالي ضمن معطفه الذي بقي تحت البناء المنهار وهو تعب أشهر، واستطعنا الوصول بعد إعطائنا المكان المحدد واكتشفنا وجود كمية كبيرة من المبالغ وتم تسليمها الى قسم الشرطة المختص إلى جانب العديد من أسطوانات الغاز وبيدونات البنزين والمازوت”.

فرق الإنقاذ العربية

وتشكر فوج الإطفاء جميع فرق الإنقاذ العربية وبالأخص الحماية المدنية الجزائرية والتونسية والهلال الأحمر وأهالي الحي والفعاليات المدنية التي ساهمت بمد يد المساعدة للوصول بأسرع وقت إلى الناجين بسبب قلة الكوادر البشرية والآليات.

وقد اكتسب عناصر فوج إطفاء حلب احترام أهالي حلب نتيجة الجهود الجبارة رغم الكثافة السكانية في المباني المنهارة، إلا أنهم التزموا بشعارهم وتفانوا بعملهم وأمانتهم.

Exit mobile version