اخبار البلد

آثار الزلزال في حلب … ناجون لم يصحوا من هول الفاجعة وآخرون ينتظرون مفقوديهم وآخر يحتفل بعيد ميلاد طفله في مركز الإيواء

خاص – أنطوان بصمه جي

تتوالى أخبار الهزات الارتدادية التي تتأثر بها المحافظات السورية والتي شردت مئات الآلاف ويتمت المئات ودمرت آلاف الأبنية التي كانت تشعر الناس بالأمان فيها، ليجدوا أنفسهم بعد 40 ثانية من الزلزال مشردين في العراء أو قاطنين في مراكز الإيواء.

اللجوء للحديقة

قصص كثيرة تسمعها هنا وهناك لكن الكثير منهم لم يستوعب حتى الآن ما حدث ساعة ضرب الزلزال فجر الاثنين، صحيفة سنسيريا جالت في عدة أحياء بمحافظة حلب والتقت عدد من المتضررين.

وممن التقينا بهم كانت السيدة أم أيمن التي قالت بأنها لجأت إلى حديقة باب الله المطلة على حي الشيخ خضر المنكوب مع أسرتها، غير مستوعبين لهول ما حدث لهم فكان مصابهم أكبر من أن يقرروا إلى أين الملجأ، فكانت الحديقة مأواهم بانتظار من يقدم لهم الطعام والدفء جراء الشتاء القارس.

ميلاد طفله

في حين يحمل أب طفله بين يديه وابتسامته لا تنقطع وهو يلاعب طفله في أسواق غرفة التجارة والتي كانت مخصصة للمعارض في جمعية المهندسين بحلب إلى مركز للإيواء، وأوضح بأن اليوم يتوافق مع عيد ميلاد طفله الأول، مبيناً أنه سيحتفل بعيد ميلاد طفل مع الجيران المتضررين القاطنين في السوق، مشيراً أن لا المال ولا الذهب ولا البيت تساوي فرحته مع أطفاله من خلال نجاتهم من الزلزال المدمر.

أحد القاطنين في حي الميسر قال إنه عند حدوث الزلزال فجر الاثنين تعرض منزله للتشققات وعند حدوث الهزة ظهراً من يوم الاثنين شعرت قطته بالخوف ماهي إلا ثواني تساقطت جدران الأسقف، واستطاع انتشال أطفاله والهروب قبل تعرضهم للأذية، وبدأوا بنصب الخيم في الشارع بحي قاضي عسكر للحصول على ما يقيهم البرد والمطر حتى حال بهم المطاف إلى أسواق غرفة التجارة في جمعية المهندسين، ليستطيعوا الحصول على مأوى.

غرفة تجارة حلب

ومن جانبه أوضح أيمن الباشا خازن غرفة تجارة حلب بتصريحه لصحيفة سنسيريا أن مجلس إدارة الغرفة منذ اللحظات الأولى من تداعيات الزلزال المدمر الذي ضرب محافظات سورية عديدة منها مدينة حلب تم افتتاح مركز إيواء سوق الحرير المخصص للمعارض واحتضانه لأكثر من 2000 متضرر بالإضافة إلى افتتاح مركز ضهرة عواد الذي يضم 100 شخص متضرر.

وأضاف خازن الغرفة نحاول بكل جهدنا التخفيف عن معاناة أهالينا وتقديم الغذاء والسكن واللباس وتم وضع نقطة طبية بالتعاون مع الهلال الأحمر وتم تقديم كل ما يلزم للأسر المتضررة من مستلزمات لحف وبطانيات وفرشات بالإضافة لتوزيع مدافئ كهربائية والعمل على توفير الكهرباء قدر الإمكان، مضيفاً أن المسؤولين على إدارة السوق مع المبادرات الأهلية والمنظمات الحكومية وغير الحكومية يمدون يد العون للأسر المتضررة بالإضافة إلى وجود متطوعين من النزلاء يعملون على تحرير إحصائيات رقمية مسجلة بالعوائل وتخصيص موظفين للحفاظ على نظافة الأسواق، والعمل على توفير مياه الشرب والنظافة وتم تلافي جميع الأخطاء التي حدثت في اليوم الأول.

كنيسة مار إلياس

في حين تختلط المشاعر بين الحزن والتفاؤل في مركز كنيسة مار إلياس للروم الأرثوذكس بعد وصول عدد كبير من المتضررين جراء الزلزال العنيف، فحول معها المساجد والكنائس والمدارس الحكومية والخاصة لمراكز إيواء، السيدة دولي عوض تعرض منزلها للتشققات والتصدعات ولجأت إلى مركز كنيسة النبي إلياس، قالت: إن زيارة السيد الرئيس رفعت الكثير من المعنويات من خلال تواجده من المتضررين خصوصاً أن جميع المتواجدين لديهم خوف من العودة من منازلهم وما أصابهم من ضرر نفسي وبالتالي كانت الزيارة لعودة الثقة والأمل.

يوسف جرجي صائغ خسر منزله في حي السليمانية وتضرره بشكل كبير جراء الزلزال المدمر ولجأ منذ 5 أيام لمركز الكنيسة، يحاول حتى اليوم استيعاب ما حدث ويسرد عن وضع منزله وما أصابه وتفكيره في إعادة ما تدمر.

على المقالب الآخر ينتظر أهالي المفقودين في الشارع حتى الآن على خبر يريح ضميرهم من خلال فرق الإنقاذ السورية والعربية التي تعمل في حي المشارقة، مع كل صرخات الأصوات يقف المجتمعون على أرجلهم بانتظار رؤية من تم انتشالهم من تحت الأنقاض لعله يكون أحد ذويهم.

  

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى