نبض السوق

“زينة الميلاد” بين ناريين الغلاء والعادات التقليدية

 

سنسيريا-خاص
إبراهيم مخلص الجهني

زينة وأضواء أعادت الحياة إلى شوارع مدينة دمشق تزامناً مع بداية موسم الأعياد التي تمتد من ٢٥ حتى ٣١ من شهر كانون الثاني، حيث ﺗﺴﺘﻌﺪ ﺍﻟﻤﺤﺎﻝ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ للأعياد ﺑﺄجواء مميزة وفريدة، لتقوم بعرض زينة وهدايا ﺭﺃﺱ السنة ﻣﻦ ﺯﻱ بابا نويل وشجرة الكريسماس.

أسواق مشتعلة

وفي جولة ل “سنسيريا” على المحال شهدت الأسعار ارتفاعات متفاوته. حيث سجلت شجرة عيد الميلاد ذات القياس الصغير من ٢٠ ألف إلى ٥٠ ألف ليرة سورية. إما شجرة الميلاد ذات الحجم المتوسط كانت بين ٨٠ إلى ١٠٠ ألف ليرة سورية. والشجرة ذات الحجم الكبيرة سجلت بين ١٠٠ إلى ١٥٠ ألف ليرة سورية.

“جورج”صاحب احد محلات الزينة في باب توما. أكد ل “سنسيريا” أن أشجار الزينة المعروضة هي من الأنواع البسيطة، لتتناسب إلى حد ما مع إمكانيات المواطنين المادية لأن الأنواع المميزة يصل سعرها في بعد الأحيان إلى ٥٠٠ الف ليرة سورية، وحتى أن بعضها قد تجاوز المليون ليرة سورية.

وأشار جورج إلى أن الأقبال هذا العام ضعيف جداً. بسبب اعتماد أغلب الناس إلى استخدام الأشجار و الزينة القديمة، وعدم قدرتهم على تحمل المزيد من الأعباء المادية.

وكان وضع الأسعار مختلف في أحد محلات الزينة التي تصنف من المحلات الفخمة، حيث أوضحت “مريم” أحد العاملات في المحل أن بضائعهم مختلفة عن باقي المحلات، وهي مميزة وذات ماركات معروفه عالمياً، حيث تراوح سعر شجرة الميلاد البسيطة الصغيرة من ١٠٠ إلى ١٥٠ ألف ليرة سورية، بينما المتوسطة بين ٢٥٠ و ٣٠٠ ألف ليرة سورية. والكبيرة أكثر من مليون ليرة سورية، وذلك يختلف حسب بلد المنشأ والنوعية.

احتفالات متواضعة

“مايا” طالبة جامعية قالت ل “سنسيريا” أن الأضواء وأشجار الزينة كانت تنتشر بالمكان. والشوارع تعج بالاحتفالات التي تسبق ليلة الميلاد. مشيره أن في هذا العام. قد سرق الغلاء والأوضاع الاقتصادية القاسية الفرح من قلوب الناس. وباتت الاحتفالات خجولة وتقليدية.

وأكدت “مايا” أﻥ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ ﻭﺍﻟﻔﻘﺮ جعلت الناس يقتصرون على الاحتفالات في المنازل دون بهرجة.

بينما “جوزيف ” فقد أوضح لسنسيريا أن ﻃﻘﻮﺱ ﻋﻴﺪ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ عادةً تترافق مع تحضير أصناف مميزة من اللحم والفاكهة، ودعوة للأصدقاء والأقارب ﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻡ لن يكونوا قادرين على ترتيب هذه الأجواء، ﻭسيكون الاحتفال متواضعاً.

ﻭتابع “جوزيف” أن ﺍﻧﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎء لفترات ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺳﺎﻫﻢ ﻓﻲ نشر ﺍﻟﻜﺄﺑﺔ ﻋﻠﻰ طقوس هذا العيد، ﺇﺿﺎﻓﺔ للظروف الاقتصادية التي تلاحق السوريون هذه الأيام.

ﻭيشار أن محافظة دمشق والعديد من الكنائس والجمعيات والشركات كانت تنصب أشجار ميلاد عملاقة في الساحات والشوارع، إلّا إنها اختصرت هذا العام وانخفض عددها بسبب الظروف الصعبة التي تمر فيها البلاد.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى