تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية عمقت من الأزمة المعيشية لـ السوريين
عقد ونيف مضى على الحرب في سوريا خلف ورائه أزمات إنسانية واقتصادية مازال السوريون يدفعون ثمنها.
وفي مشهد مأساوي عمقت الحرب الروسية في أوكرانية من الأزمة المعيشية وزادت من ارتفاع أسعار كافة السلع إضافة لشح بعض المواد.
غلاء الأسعار وتدني الأجور بات سمة بارزة في المشهد الاقتصادي تزامناً مع انخفاض القدرة الشرائية لليرة السورية والتي وصل سعرها إلى نحو 4000 مقابل الدولار الواحد في السوق غير النظامية.
ارتفاع سعر صرف الليرة مقابل الدولار دفع بالمصرف المركزي السوري لخفض سعر العملة رسمياً إلى ما يقارب 3000 ليرة للدولار الواحد.
الفروقات بين سعر صرف العملة المحلية الرسمي وغير النظامي لا يعكس أسعار السلع في الأسواق السورية وكأنها تسعر في بورصة أخرى من قبل بعض التجار الذين يضيفون على هوامش أرباحهم سلسلة طويلة من الرسوم بدءاً من أجور النقل وليس انتهاء بالرسوم الجمركية يتحمل عبئها جيوب السوريين، وخلال الأشهر الماضية قفز سعر لتر الزيت من 8 آلاف ليرة إلى 14 ألف ليرة.
في المقابل أقرت الحكومة السورية خطة لاحتواء تداعيات الحرب الروسية على الأسواق تضمنت إدارة المخازن المواد الأساسية وتشديد الرقابة على أسعار الصرف وترشيد الانفاق على المشتقات النفطية، وعلى الرغم من أن المستوردات السورية من أوكرانيا لا تشكل أكثر من 2.5% من إجمالي مستورداتها إلا أن تأزم الوضع المعيشي في سوريا يأتي مدفوعاً بتبعات الأزمة على قطاع الشحن، حيث ارتفعت أسعاره بنحو 6 أضعاف منذ بداية العام.
واليوم، ومع ارتفاع معدلات التضخم عالمياً إلى مستويات قياسية يزيد التضخم أزمة بلة ويبخر مدخراتهم ويلتهم أجورهم دافعاً بهم للتخلي عن العديد من السلع، فموجة الغلاء الحالية لم تعهدها سوريا منذ نحو 30 عاماً والتي وصفت يوماً بأنها من الدول المكتفية ذاتياً.
CNBC