نفط و طاقة

أكبر زيادة شهرية في إنتاج النفط الأمريكي منذ 16 عاما

بعد تراجع حاد في إنتاج أمريكا من النفط خلال شهر شباط الماضي، عاد الإنتاج ليقفز محققا أضخم زيادة شهرية في 16 سنة.

وقفز إنتاج الولايات المتحدة من النفط الخام 14.3% إلى 11.2 مليون برميل يوميا في  آذار من 9.8 مليون برميل يوميا في شباط، وفقا للبيانات الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية اليوم الجمعة.

وتعد زيادة الإنتاج بنحو 1.4 مليون برميل يوميا في آذار هي الأضخم شهريا على بيانات إدارة المعلومات التي ترجع حتى عام 2005.

ويأتي تراجع الإنتاج في شباط الماضي، عندما تسبب البرد القارس في تجمد آبار النفط والغاز الطبيعي وانقطاع الكهرباء عن الملايين في تكساس وولايات أخرى بجنوب ووسط البلاد.

إنتاج الغاز

وقفز إنتاج الغاز الطبيعي في ولايات البر الرئيسي الثماني والأربعين قفزة قياسية بلغت 7.8 مليار قدم مكعبة يوميا في آذار ليسجل ذروته في 11 شهرا عند 102.6 مليار قدم مكعبة يوميا بعد تراجعه القياسي 8.1 مليار قدم مكعبة يوميا في فبراير/شباط إلى أدنى مستوى في 31 شهرا عند 94.8 مليار قدم مكعبة يوميا.

كان إجمالي إنتاج الغاز الطبيعي بلغ ذروته عندما سجل 107.1 مليار قدم مكعبة يوميا في كانون الأول 2019.

أسعار النفط

ورغم زيادة الإنتاج الأمريكي، إلا أن خام برنت ظل متماسكا قرب مستوى 70 دولارا للبرميل، حيث تفوقت التوقعات بانتعاش الطلب العالمي على مخاوف حيال زيادة الإمدادات من إيران عند رفع العقوبات.

وبحلول الساعة 06:17 بتوقيت جرينتش، سجل خام برنت نحو 68.93 متراجعا من 69.70 دولار للبرميل في التعاملات الصباحية.

وسجل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 66.47 دولار للبرميل متراجعا من 67.20 دولار للبرميل في التعاملات الصباحية.

وقال أويجن فاينبرج المحلل لدى كومرتس بنك “بدعم البيانات الاقتصادية الجيدة والإقبال على المخاطرة من جانب المستثمرين في الأسواق المالية، يتجه برنت من جديد إلى مستوى 70 دولارا للبرميل المهم نفسيا”.

وأضاف “المخاوف بشأن الطلب بسبب الجائحة تنحسر بفعل التفاؤل في ضوء العودة السريعة للمستهلكين”.

ويتجه برنت وغرب تكساس الوسيط كلاهما لتسجيل مكاسب أسبوعية 5% و6% على الترتيب.

الطلب على النفط

يتوقع المحللون أن يرتفع الطلب العالمي على النفط إلى ما يقرب من 100 مليون برميل يوميا في الربع الثالث من العام بدعم موسم السفر الصيفي في أوروبا والولايات المتحدة، وذلك بعد برامج التطعيم الواسعة النطاق باللقاحات المضادة لفيروس كورونا.

وقال محللون من إيه.إن.زد في مذكرة “الطلب على البنزين يتجاوز حاليا مستويات 2019 في بعض المناطق”.

وقدمت بيانات اقتصادية قوية من الولايات المتحدة، أكبر اقتصاد ومستهلك للنفط في العالم، الدعم أيضا، إذ انخفض عدد الأمريكيين المتقدمين بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة إلى أدنى مستوى منذ منتصف آذار 2020، وهو ما جاء أفضل من التوقعات.

فيما قالت ريستاد إنرجي الاستشارية، اليوم الجمعة، إنه ثمة حاجة إلى الآلاف من آبار النفط والمئات من الحقول الجديدة لتلبية الطلب العالمي حتى إذا تراجع تراجعا حادا بحلول منتصف القرن.

تتناقض رؤية محللي الشركة التي مقرها أوسلو تناقضا صارخا مع استنتاجات وكالة الطاقة الدولية، التي قالت الأسبوع الماضي إن على المستثمرين عدم تمويل مشاريع النفط والغاز والفحم الجديدة إذا أراد العالم الوصول إلى صفر صافي انبعاثات بحلول منتصف القرن.

يتوقع تصور وكالة الطاقة تراجع الطلب على النفط إلى 24 مليون برميل يوميا بحلول 2050، بينما تتوقع ريستاد انخفاضه إلى 36 مليون برميل يوميا.

وقالت الشركة الاستشارية في مذكرة “في ضوء تراجع إنتاج آبار النفط أكثر من 20% سنويا في المتوسط، فإن صناعة النفط العالمية ستحتاج إلى حفر آلاف الآبار الجديدة، إضافة لتطوير 900 بئر نفط جديدة بموارد إجمالية نحو 150 مليار برميل.”

وأضافت أن معظم تلك المشاريع من المتوقع أن يكون إعادة تطوير أو توسعات، مما يعني أن الاستثمارات الضرورية ستكون متوسطة مع إعادة استخدام البنية التحتية القائمة بالفعل.

وقالت ريستاد إن المشاريع ضرورية لإضافة نحو 10 ملايين برميل يوميا في ثلاثينيات القرن الحالي، إذ تتوقع معدلا أبطأ لتراجع الطلب عما تتوقعه وكالة الطاقة، التي قالت الشركة الاستشارية إنها تبالغ في تقدير نمو الوقود الحيوي والتغيرات السلوكية.

وتابعت أنه حتى إذا استقر الطلب النفطي عند 36 مليون برميل يوميا في 2050، فسيظل من الممكن تحقيق هدف الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض عند 1.5 درجة مئوية مقارنة مع الحقب ما قبل الصناعية.

وتقول منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) إن عدم الاستثمار في مشاريع جديدة قد يفضي إلى مزيد من تقلبات الأسعار.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى