عمر محمد علاء الدين
في ظل توقعات لشتاء قاسٍ لهذا العام، بدء المواطنون البحث عن بدائل للمحروقات الغائبة في رسائل لا يعلم أحد بموعد وصولها وإذا وصلت فإن خمسين ليتر مازوت لا تقي برودة عدة أيام شتوية باردة.
التحضير للشتاء
صحيفة سينسيريا توجهت لعدة مدن وقرى بريف دمشق حيث أكد المواطنون عدم قدرتهم على تأمين أي وسيلة تدفئة للاستعداد للشتاء، وخاصة بأن المازوت المدعوم بات من الأمنيات بانتظار رسالته التي قد لا تأتي كما حدث للعديد من العائلات في الشتاء الماضي، فيما أن مجرد السؤال عن المازوت الحر يصيب الناس بالانزعاج، كون أسعاره لا تطاق وفي ارتفاع مستمر.
وفي أحدث بورصة للمازوت الحر فقد وصل سعر البدون سعة 20 ليتر إلى 300 ألف ليرة سورية، أي أن الليتر بـ 15 ألف ليرة سورية، فيما سعرت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك ليتر المازوت المدعوم بـ 2000 ليرة سورية، مع بدء التسجيل على المخصصات عبر تطبيق وين والتي حددت بـ 100 ليتر موزعة على دفعتين، 50 ليتر لكل دفعة.
وعن بدائل المازوت أشار المواطنون في قرى ومدن ريف دمشق بأن الحطب كان البديل المتاح في السنوات السابقة، حيث كانت أسعاره ضمن الممكن، إلا أن سعر طن الحطب الواحد وصل اليوم إلى 2.5 مليون ليرة سورية، مع توقعات بارتفاع سعره مع اقتراب الشتاء وازدياد الطلب.
أبو أحمد (فلاح من الغوطة الشرقية) أكد لسينسيريا أنّ طن الحطب الواحد لا يكفي سوى لخمسين يوم كحد أدنى ومع ذلك فإن ثمنه مرتفع جداً، مشيراً إلى أنه “سلَّم أمره للسماء” على حد تعبيره.
روث البقر (الجلَّة) كبديل
في حين نوه المزارع أبو وائل أن البديل المتاح للتدفئة اليوم هو روث البقر (الجلّةَ)، وكان قد بدء يستخدم هذه المادة منذ سنتين تقريباً كبديل عن الحطب والمازوت لتفادي الشتاء وعلى الرغم من سلبيات (الجلة) كالرائحة القوية، والحاجة لتنظيف غرفة المدفأة عشرات المرات يومياً، إلا أنه يحصل عليها مجاناً أو بشكل رمزي من بعض مربي الأبقار.
لافتاً إلى أن تحضير الجلة يتم بعدة مراحل حيث يتم أولاً وضع الروث في قالب بلاستيكي وترطيبه بقليل من الماء ثم يتم تنشيفه بأشعة الشمس لمدة ١٠ أيام على الأقل، ثم يتم تخزينه ضمن أكياس محكمة الأغلاق لاستخدامه في فصل الشتاء.
أثر المحروقات على التحطيب
بائع الحطب عبد السلام محفوظ من مدينة الزبداني أكد في حديثه لسينسيريا أن تكلفة التحطيب مرتفعة حيث أرجع أسباب وصول ثمن طن الحطب الواحد لمليونين ونصف المليون لعدة أسباب، منها ارتفاع أجرة النقل والعمالة المرتفعة، بالإضافة إلى تناقص كميات الحطب الممكن الحصول عليها، نتيجة الاستجرار الجائر للحطب من الأحراج والأشجار.
بالإضافة إلى أن كلفة تقطيع الحطب ارتفعت حيث يحتاج طن الحطب الواحد إلى ٢٥ ليتر بنزين كحد أدنى في حين أن الليتر الحر قد وصل إلى ٢٠ ألف ليرة سورية، موضحاً بأن الطلب على الحطب بدء منذ فترة حيث تسعى العائلات لتأمين الحطب قبل دخول موسم الشتاء وازدياد الطلب على الحطب ما يؤدي لقلة توفره وارتفاع سعره، مشيراً إلى أن يسجل على دفتر طلبات الحطب بشكل يومي.