400 ليرة وسطي سعر الحبة الواحدة والمقشر المجفف بـ 140 ألف للكيلو
مزارعو الجوز لسينسيريا: نبيعه أخضر بـ 4 آلاف للتاجر وفي السوق يباع بـ 20 ألف ليرة سورية
مايا يوسف
صبغة الجوز الأخضر حناء الأيدي الحالي في الساحل السوري، فأينما ذهبت وإلى أي بيت نزلت في الريف ستجد أصابع سوداء والكثير من الجوز.
حيث يعتبر الجوز المحصول الأقرب لقلوب المزارعين في عدد من قرى جبلة لأنه على حد تعبيرهم الأريح والأقل تكلفة نسبياً مقارنة بغيره من المحاصيل كما أنه يعود بمردود جيد إذا سلم الموسم.
للحديث أكثر حول هذه الشجرة ودورها كمحصول رئيسي لسكان الجبال، التقت صحيفة سينسيريا عدد من المزارعين في ريف جبلة، اللذين أجمعوا على أهمية الموسم، فهو لا يتطلب الكثير من العناية، كما أن تكاليفه منخفضة إذا قارناه بغيره مثل الدخان والخضروات التي تحتاج أنواع كثيرة من المبيدات الحشرية والمركبات العضوية.
أسعار متفاوتة
وحول الأسعار لموسم الجوز تحدث أبو علي لسينسيريا بأن السعر المعلن لحبة الجوز البلدية يتراوح ما بين 200 إلى 500 ليرة سورية وذلك تبعاً للنوع والحجم والبائع، ولكن وسطي الأسعار هو 400 ليرة سورية.
أما كيلو الجوز الأخضر يباع بقشره من المزارع بـ 4 آلاف ليرة سورية، في حين يصل للأسواق بين 7 آلاف وحتى 20 ألف ليرة سورية، أما كيلو الجوز المقشر اليابس (المجفف) فلا يقل عن 140 ألف ليرة سورية.
وبحسب العم أبو علي فإن كيلو الجوز البلدي بالحبة المجففة (بنت الموسم) يعادل قرابة 100 حبة بلدية بحسب الحجم، أما كيلو الجوز والحبة بقشرتها فيتراوح ما بين 60 و70 حبة بحسب حجم الحبة وسماكة القشرة، فيما يحتاج كيلو الجوز المقشر (المجفف) ما بين 150 إلى 250 حبة جوز بلدي من الحجم الكبير.
وفي جولة مماثلة للأسواق في دمشق تبيّن أن سعر كيلو الجوز الأخضر يباع ما بين 15 إلى 25 ألف ليرة، أما الجوز بالحبة المقشرة يباع ما بين 30 إلى 40 ألف ليرة سورية، فيما تراوحت أسعار الجوز المقشر المجفف ما بين 100 إلى 140 ألف ليرة سورية وذلك بحسب النوع وإن كان جديد أم قديم.
سينسيريا التقت السيدة أم حسن في إحدى قرى جبلة والتي قالت: “استشهد زوجي وترك لنا بستان الجوز وفيه حوالي 20 شجرة جوز، نعتني بها أنا والأولاد لتكون معيل لنا في تأمين جزء من تكاليف المعيشة”
موسم مريح بدون إهمال
بدوره أوضح المهندس الزراعي جابر يوسف لصحيفة سينسيريا بأن الموسم المريح والمنخفض التكاليف لا يعني الإهمال التام لهذه الشجرة، مشيراً إلى أنه لكي تحصل على موسم مقبول وثمرة جيدة، تحتاج لرشها مرتين في السنة، المرة الأولى بداية تشكل الورق عند الربيع، حيث ترش بمركب نحاسي لتفادي المرض البكتيري، والمرة الثانية فترة نمو الثمرة في أيار أو حزيران حيث يكون الرش للوقاية من دودة الثمار والحفارات.
وعن أسعار هذه المبيدات يجيب يوسف أن سعر أقل نوع للمركب النحاسي الوطني 130 ألف ليرة سورية.
أما عن التربة الأفضل لزراعة شجرة الجوز، وما إذا كانت تحتاج للمواد الكيمياوية والحيوية للنمو، يبيّن المهندس الزراعي أن جميع أنواع التربة يمكن أن تكون صالحة للزراعة، ولكن الجوز يفضل الترب الثقيلة والعميقة (قليلة الصخر)، فهو يملك جذور قوية وتحتاج لمكان مناسب كي تمتد وتحصل على الماء الكافي، ولا تحتاج أكثر من الماء كي تتغذى ولكن يمكن إضافة المغذيات الأخرى إذا احتاجت التربة.
تحكم التجار بالأسعار
وبالنسبة للمشاكل التي يعانيها المزارعون مع هذا المحصول يجيب أبو سالم وهو أحد سكان القرى في ريف جبلة بأن هذه الشجرة تقتل مساحات كبيرة لا يستطيعون الزراعة فيها بسبب الجذور القوية والممتدة لمسافات ضمن الأرض، ولكنه يعود ليؤكد بأن هذه المشكلة تكاد لا تذكر عند القطاف، فهو يعود بمردود جيد مقارنة بتكاليفه.
ولكن المشكلة الأكبر التي أجمع عليها المزارعون دائماً، فهي استغلال التجار، حيث يقومون بجمع المحصول من المزارعين في بداية بأسعار رخيصة نسبياً، ويقومون بتخزينه ليعاودوا بيعه بعد انتهاء الموسم بسعر مرتفع متحكمين بعملية البيع، حيث أن المزارع يضطر للبيع لتأمين احتياجاته المعيشة، ولو كان لديه القدرة لتخزين الجوز لما باعه بأسعار رخيصة في بداية الموسم كما يجري معه كل عام.