«صنع في سورية».. خيارنا إلى العالمية
سامر رباطة.. صناعي
لا يختلف اثنين على أن الصناعة السورية تمر اليوم بضائقة لم تشهد لها مثيل منذ نشأتها، والأسباب حاضرة في ذهن كل مواطن عايش الحرب الكونية التي تشنها قوى الظلام على الدولة ومكوناتها الاقتصادية..
ونحن اليوم لسنا بصدد مناقشة الأسباب، والدخول في تفاصيل باتت معروفة للجميع، لإن إعادة عرضها، وكأنه اختراع للدولاب من جديد، وهذا ليس هدفنا في المرحلة الراهنة، اذ كل ما نعلمه أن الصناعة السورية بحاجة إلى مشجعات للنهوض والاستمرارية.
لقد حفظنا عشرات الشعارات، ولم ننس ألحانها، فالشعارات لم تعد تكفي، والتصريحات التي يعتبر أصحابها أنهم مسؤولون منها، هي كلام ليل يمحوه نهار، الفعل على الأرض هو سيد الأحكام، وهو المحرك الوحيد لعجلة الاقتصاد الوطني ويدفعه للنهوض مجددا…
ماذا نفعل اليوم..؟ وما هي الأدوات التي نمتلكها لإعادة الألق لصناعتنا..؟
الجميع يعلم أن القيود التي فرضت على حركة التجارة السورية، جعلت تأمين المواد الأولية أمرا بالغ الصعوبة، وكذلك ارتفاع سعر الصرف وعدم استقراره يدفع أحيانا الصناعي للتفكير ألف مرة قبل الإنتاج، ولكنه في سبيل أن تعود الصناعة إلى سابق عهدها، فهو يتحمل جميع الصعاب ليثبت أن هناك شيء لم تفقده الصناعة الوطنية، وهو إرادة النهوض، وإرادة الاستمرار، ولكي ندعم هاتين الإرادتين، لابد لنا من إعادة صياغة شعار «صنع في سورية» وربطه بالفعل وليس الاكتفاء بترديده، أو كتابته بخط جميل على اللوحات الإعلانية..
أقصد في إعادة صياغة الشعار، لا التغيير في مفرداته، أو تحويله إلى شعار جديد يحمل نفس المضمون، بل وضع الخطط اللازمة والبرامج العملية لتنفيذه على أرض الواقع، وهنا لابد من تكثيف الحملات، والمبادرات التي تدعو إلى إبراز أهمية المنتج الوطني والتعريف بمواصفاته، وجودته التي تضاهي جودة مثيلاته من المنتجات الأجنبية…
لابد من دعوة الصناعيين إلى الاهتمام أكثر بالجودة، لأنها السبيل الوحيد لاختراق المنتجات السورية أسواق العالم، ومن جهة أخرى لابد أيضا من التعاون مع الجهات والمؤسسات التي تعنى بالتصدير، كاتحاد المصدرين السوري، وهيئة تنمية وترويج الصادرات، لأنهما المفتاح الذي يعرف الصناعي السوري بخصائص الأسواق العالمية ونوعية المنتج الذي تتطلبه، وفي المقابل، نحن بأمس الحاجة اليوم إلى إقامة ندوات تعريفية بأهمية الجودة، وإيجاد الثوابت للتمسك بها، فهي طريق الصناعي إلى العالم، وهي تعزز من مسؤولياته الاجتماعية والاقتصادية تجاه بلده… فخيارنا الوحيد هو مقاطعة الجمود والتحرك لنثبت للعالم أننا ما زلنا أحياء وقادرون على «الصنع في سورية».