علي محمود سليمان
كشف المدير العام للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية السورية الدكتور مضر الأعرج أن حجم الدمار الذي أصاب شبكة الخطوط الحديدية منذ بداية الأزمة وحتى الآن من أعمال تخريبية شملت النهب والسرقة والتدمير الممنهج لا يمكن احصاءه بشكل دقيق، كون هناك مناطق ما تزال خارج السيطرة
تدمير ممنهج للخطوط الحديدية
موضحاً في حديثه لصحيفة سينسيريا بأن شبكة الخطوط السكك الحديدية في سورية تبلغ ٢٥٥٠ كم، وتقدر نسبة المدمر منها بحوالي ٨٠%، أي أن معظم خطوط الشبكة الحديدية مدمرة وخارج الخدمة.
لافتاً إلى أن التخريب والتدمير الممنهج لم يقتصر على خطوط السكك الحديدية بل شمل كل ما يتعلق بها من بنية تحتية من المستودعات ومراكز الصيانة والإصلاح، والمحطات المنتشرة على كافة الشبكة بكافة منشآتها من أبنية محطات وأبنية سكنية وجميعها تم تدميره.
بالإضافة إلى الدمار والسرقة للقاطرات والآليات والعربات والروافع، ونهب وتخريب التجهيزات الالكترونية والكهربائية.
المحطات والجسور
ولفت الأعرج إلى أن الاعتداءات على السكك الحديدية تمت من قبل الجماعات الإرهابية المسلحة من داعش والنصرة وغيرها ومؤخراً ميليشيات قسد المدعومة أميركياً قامت بالتعدي والنهب والتخريب في مناطق سيطرتها شرق الفرات، ضمن عملية ممنهجة لسرقة مكونات الخط الحديدي وكافة مكوناته بالكامل.
حيث أن ميليشيا قسد وبدعم من الاحتلال الأمريـكي مستمرة في تفكيك وسرقة الخطوط الحديدية ببنيتها التحتية ومنشآتها وتجهيزاتها إضافة إلى القاطرات والشاحنات والآليات في المناطق التي تحتلها بمحافظتي دير الزور والحسكة.
ومنها ما تم رصده بتفكيك محطات الخط بدءاً بمحطة نقل الركاب في حي الحسينيّة ومحطة الشحن بالقرب من صوامع الحبوب، وصولاً إلى محطة الطابية المُخصصة لنقل غاز معمل كونيكو وتفكيكها في تشرين الثاني من عام 2021، وقيامها بسرقة مواد وتجهيزات ومحطات سكة حديدية قيد الإنشاء بين دير الزور والبوكمال للربط مع العراق.
ومن خلال تحالف قسد والاحتلال الأميـركي قام الطيران الأمـريكي باستهدافه جسور السكك وآخرها الجسر الكبير على نهر الفرات في بلدة الرمادي.
الربط السككي
وأوضح الأعرج بأن هذا التخريب الممنهج من قبل قسد يقف عائق أمام خطة الربط السككي مع العراق التي باشرت به المؤسسة منذ ما قبل الحرب وانجزت أعمال ضخمة منها خط دير الزور – البوكمال للوصل مع العراق عبر القائم، حيث تم بناء الجسور والمحطات وتمديد الخط الملحوم، ولكن قس وبالتعاون مع الطيران الأميركي المعادي قامت بتدمير المحطات والجسور.
تكلفة بالمليارات
وحول تكلفة إعادة البناء والتأهيل لخطوط السكك الحديدية بيّن الدكتور مضر الأعرج بأن الخط الحديدي في سورية يحتاج لإعادة انشاءه من جديد بالنسبة للبنية التحتية ، ووفق الأسعار الحالية فإن كل كيلو متر من السكة الحديدية يحتاج إلى ما يعادل ١٥ مليار ليرة سورية وفق التكاليف العالمية الرائجة حالياً.
أما فيما يخص العربات والقاطرات والشاحنات والتجهيزات فهناك مبالغ ضخمة تصل لعشرات المليارات، لإعادة ما كان موجود قبل الأزمة وما كان مستثمر مع الإشارة إلى أن جميع البنى التحتية للشبكة على كامل الجغرافية السورية بنيت من أموال الشعب السوري.
وحول إمكانية تغيير مسار السكك لتفادي الاعتداءات عليها، أوضح الأعرج بأنه لا يمكن تغير مسارها كونها مدروسة بشكل يلبي المعايير والمواصفات الهندسية الخاصة بالسكك الحديدية.
وفي ختام حديثه لصحيفة سينسيريا قال المدير العام للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية السورية الدكتور مضر الأعرج: إن هذا التدمير الممنهج للسكك الحديدية يتم بغطاء وحماية ودعم أمـيركي متواصل لأدواتها وعملائها ويأتي ضمن مخططاتها الدنيئة بمنتهى اللصوصية والإجرام لسرقة لثرواتنا النفطية والزراعية والمائية لزيادة الضغوط الاقتصادية على الشعب السوري وضرب مقدراته.