سنسيريا
تتدهور الأوضاع الاقتصادية والخدمية في سوريا يوما بعد يوم، لاسيما الجانب الاقتصادي، فقد ارتفاع أسعار المواد الغذائية وجميع المواد الاستهلاكية مؤخرا، بالإضافة إلى نقص بعض المواد كالزيوت النباتية، خاصة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا منذ شهر، وتداعيات ذلك أثر بشكل سريع على الاقتصادي السوري.
كما انخفض سعر الليرة السورية أمام العملة الأجنبية، حيث وصل الدولار الواحد إلى عتبة أربعة آلاف ليرة سورية، بحسب موقع “الليرة اليوم” المتخصص بأسعار العملات.
تغيير مجلس إدارة مؤسسة “الدواجن”
أوضح رئيس لجنة مربي الدواجن نزار سعد الدين في تصريح صحفي، اليوم الاثنين، أن الهدف من إعادة تشكيل مجلس إدارة المؤسسة العامة للدواجن إنقاذ قطاع الدواجن من الانهيار.
وأشار سعد الدين، إلى أن المجلس الجديد ضم 3 أشخاص جدد وهم رئيس المجلس أسامة الحمود وسامي أبو الدان ورائد حجازي.
وكان قد أصدر رئيس مجلس الوزراء حسين عرنوس قرارا بإعادة تشكيل مجلس إدارة المؤسسة العامة للدواجن برئاسة أسامة الحمود، وعضوية عدد من الأشخاص الآخرين.
وعزا سعد الدين سبب الارتفاع اليومي لأسعار الفروج والبيض للارتفاع المفاجئ للأعلاف في الأسواق، وفق تعبيره للصحيفة المحلية.
وهناك تصريحات متضاربة لمسؤولين، بعضهم يقول إن لدى الحكومة مخزونا كافيا والبعض يقول إن البلاد ستتأثر بالتأكيد، لا سيما بعض واردات سوريا من السوق الروسية والأوكرانية، وأهمها مادة القمح والذرة الصفراء التي تعد المادة الأساسية للأعلاف.
ارتفاع في أسعار “البيض”
في حين ارتفع سعر صحن البيض، الذي وصل سعره اليوم لحدود الـ 14 ألف ليرة سورية، وعن أسباب هذا الارتفاع، قال عضو لجنة مربي الدواجن حكمت حداد أن نسبة كبيرة من مربي الدواجن يقومون بذبح الدجاج البياض بسبب الخسارة التي يتعرضون لها وفقا للأسعار الحالية في السوق.
وأشار حداد إلى أن ذبح الدجاج البياض بدأ بعد ارتفاع أسعار الأعلاف ووصول سعر كيلو الذرة الصفراء منذ أيام لحدود 2800 ليرة سورية وسعر كسبة فول الصويا لحدود 3600 ليرة.
ونوّه أن ما بين 40-30 ألف دجاجة بياضة في سوريا تذبح يوميا خلال الفترة الحالية وتباع لحما الأمر الذي أدى إلى انخفاض الإنتاج حاليا وقلة العرض في الأسواق، وحذر حداد خلال تصريحات للصحيفة المحلية، من أنه إذا استمرت أسعار الأعلاف في الارتفاع فسوف نتجه نحو كارثة ستؤثر على قطاع الدواجن.
وحول أسباب قيام مربي الدواجن بذبح الدجاج البياض، أوضح عضو لجنة مربي الدواجن، أن سعر البيض منخفض ولا يغطي التكلفة حاليا.
وعليه، إذا لم تجد الحكومة حلولا لهذه المعضلة، فسنشهد انهيارا في قطاع الدواجن وبالتالي ارتفاع أسعار الدجاج والبيض. كما سيتم فتح الباب لاستيراد الدواجن من الخارج وهذا الأمر سيكلف أضعافا وسيؤثر حتما على الظروف المعيشية في سوريا.
وفي تصريحات سابقة، أشار حداد، إلى أن ما يقارب 80 بالمئة من المربين في القطاع الخاص عاطلون عن العمل وتوقفوا عن العمل، بالإضافة إلى أن هناك حالة من التفرد في السوق من بعض تجار الأعلاف واحتكار المواد في المستودعات، مبينا أن الزيادات الأخيرة في أسعار الأعلاف غير مبررة.
كذلك، الارتفاع اليومي في أسعار الأعلاف بما في ذلك الذرة الصفراء كمكون رئيسي لغذاء الدواجن، ترك أعداد كبيرة من مربي الدواجن العمل بسبب تغير أسعار العلف مما أدى إلى عدم قدرتهم على تأمين تكاليف الدواجن الذي بات أغلى من تسعيرة الدجاج، وهذا الأمر أثر على ارتفاع أسعار البيض والفروج الذي شهدته الأسواق مؤخرا, مما جعله خارج موائد غالبية السوريين.
ارتفاع في أسعار “الفروج”
و قال حداد، أن المؤسسة السورية للتجارة لا تستجر خلال الفترة الحالية الفروج من مربي الدواجن بسبب غلاء سعره، مبينا أن كلفة الفروج على المربي اليوم قريبة من 8 آلاف ليرة وهناك هامش ربح بسيط بالكيلو.
وحسب تقدير حداد، أنه سوف يرتفع سعر الفروج وقطعه خلال شهر رمضان القادم أكثر من الأسعار الحالية المتداولة في الأسواق نتيجة زيادة الطلب.
حيث وصلت أسعار الفروج، فقد وصل سعر كيلو الشرحات في أسواق دمشق لحدود 17 ألف ليرة سورية وسعر كيلو السودة لحدود 16 ألف ليرة وكيلو الوردة لحدود 13.5 ألف ليرة والدبوس لحدود 13 ألف ليرة والكستا لحدود 14.5 ألف ليرة.
وبحسب مراقبون، يبدو أنه مع اقتراب شهر رمضان ستكون هناك موجة أخرى في ارتفاع الأسعار، الأمر الذي سيحرم العائلات السورية التي اعتادت على تناول اللحوم بأنواعها كطبق رمضاني رئيسي، لتتحول هذه المائدة إلى مائدة رمضانية نباتية ربما.