اخبار البلد

هل أصبح طب الأعشاب بديلاً عن الدواء؟ … معالج شعبي لسينسيريا: لا أقدم الوصفة إلا بطلب من الطبيب أو الصيدلي … طبيبة: عامل مساعد وليس رئيسي بالشفاء

عمر محمد علاء الدين

في ظل الارتفاع المتواتر في أسعار الدواء، تحول بعض السوريين هذه الأيام إلى الأعشاب الطبية كبديل متوفر ورخيص الثمن عن الأدوية، التي ارهقت جيب المواطن، عدا عن صعوبة توفير العديد من الأصناف الدوائية.

صحيفة سينسيريا القت (سامر) أحد المرضى الذين أخذوا الاعشاب الطبية كدواء، حيث أكد أنه بناء ً على نصيحة الطبيب بدأ بتناول الأعشاب للعلاج، حيث قال: حدد الطبيب إصابتي بتصلب أحد شرايين القلب وبناءً على ما ارشدني إليه بدأت بشرب زهر الزعرور، لفترة منتظمة وعلى مدار سنتين كاملتين، وبمتابعة دورية مع الطبيب تمكنت من التغلب على المرض، واكتسبت صحة جيدة واستغنيت جزئياً عن الدواء أثناء فترة العلاج حتى شُفيتُ تماماً، وينصح سامر كل من يريد الحصول على صحة جيدة بشرب الزهورات بمختلف أنواعها فإنها علاج وقائي من أي مرض مستقبلي.

عامل مساعد بالشفاء

العطَّار والمعالج الشعبي محمد عبد الرزاق وهو صاحب محل صغير في ريف دمشق بيّن لصحيفة سينسيريا بإن الإقبال على الأعشاب الطبية ازداد بشكل ملحوظ في ظل ارتفاع أسعار الأدوية، وقال بأن التداوي بالأعشاب يعتمد في المقام الأول على عامل الاستمرارية في تناول العلاج لضمان الشفاء التام من المرض ويختلف اسلوب العلاج من مريض لأخر، وذلك تبعاً لنوع المرض وشدة خطورته.

ويختلف سعر الأعشاب الطبية وفقاً لعبد الرزاق من حيث النوع والطلب حيث يتصدر البابونج كأعلى سعر لعشبة طبية بـ 120 ألف ليرة للكيلو الواحد، ومع ذلك فإن المريض يحتاج لكميات قليلة على المدى الطويل، أي 3 آلاف ليرة من البابونج قد تكفي لعلاج الزكام، أما بقية الأنواع فيتراوح الكيلو الواحد منها بين 45 ألف ليرة و75 ألف ليرة، مع العلم أن كمية قليلة من هذه الأعشاب قد تفي بالغرض وتحقق الشفاء.
أما الأعشاب المعبأة ضمن ظروف صغيرة فيتراوح سعر العلبة منها بين 8 آلاف ليرة و12 ألف ليرة، فيما ينصح المعالج العشبي بالمواد الفرط فهي رخيصة الثمن وقوية المفعول.

وأردف عبد الرزاق: رغم خبرتي الطويلة في هذا المجال لا يمكن اعتبار التداوي بالأعشاب بديلاً تاماً ونهائياً عن الدواء الكيمائي، فالأعشاب الطبية في شكل عام هي عامل مساعد على الشفاء وقد لا تكون نافعة في حالة الأمراض المزمنة كالسكري والسرطانات وأمراض الجملة العصبية، أما في الأمراض الأخرى المحصورة ضمن الجهازين الهضمي والتنفسي وآلام المفاصل فالأعشاب الطبية دواء مقبول نسبياً ورخيص مقارنة بأسعار الدواء الكيميائي.

وختم محمد عبد الرزاق بالقول لا أقدم أي وصفة إلا بطلب طبيب أو صيدلي ولا يمكن الجزم أو التأكيد بأن الدواء العشبي قد يكون فعالاً بشكل دائم، حيث أنه وفقاً للتجربة فإن بعض الأشخاص لا تنفع معهم الأعشاب الطبية لأنهم ذوي اعتبارات صحية مختلفة، تفرض عليهم توخي الحذر من تناول المنتجات العشبية، لأنها قد تحتوي بعض المواد ذات التأثير السلبي

رأي الطب

في هذا الصدد أكدت الطبيبة وإخصائية التغذية آلاء المصري في حديثها لصحيفة سينسيريا أن الأضرار الجانبية لطب الأعشاب تكون منخفضة في أغلب الأحيان، لكن بعضها وليس كلها ولا شك أن الطب الحديث هو أكثر كفاءةً وأماناً.
وشددت الطبيبة على أنه لا يمكن في الوقت الحالي استبدال الدواء بالأعشاب، لأن الدواء يوضع تحت اشراف عدد كبير من الأطباء ويحمل الكثير من الدراسات العالمية، إضافة إلى أن الطب الحديث يعتمد على كتب ومراجع تفسر الجسم وآلية عمله وأمراضه وكيفية علاجه.

ونوهت بأن طب الأعشاب من الممكن أن يلبي بعض الاحتياجات البسيطة والمحدودة كعلاج الأمراض المزمنة والحادة والمشاكل المختلفة كـ أمراض الالتهاب والمشاكل الهضمية ويستخدم أيضاً في علاج أمراض عديدة مثل الأنفلونزا وآلام المعدة والاكتئاب.

برأي الطبيبة آلاء فإن طب الأعشاب هو مقدمة للطب الحديث ولعملية تطوير الأدوية بشكل أساسي، حيث يتم إنتاج العديد من الأدوية الحالية بشكل غير مباشر من النباتات، وذلك لإن بعض الأعشاب تحتوي على مكونات قوية التركيز يجب تناولها بنفس مستوى الحذر، كالأدوية الصيدلانية تماماً، وهناك أمثلة عديدة على مستحضرات طبية تم استخلاصها من الأعشاب.

وأوضحت الطبيبة آلاء المصري حديثها مع سينسيريا بإن استخدام الأعشاب ينحصر بكونه عاملاً مساعداً على الشفاء وليس عاملاً رئيسياً، حيث أن مهمة الأعشاب هي إعادة الجسم لنظامه الطبيعي، إذا اختل اختلالاً بسيطاً بينما وظيفة الأدوية هي علاج المشاكل المزمنة وطويلة الأمد.

اظهر المزيد