استهجن مربو الدواجن في السويداء التصريحات الأخيرة حول نية الحكومة استيراد الفروج لتوفير مادة اللحوم البيضاء للمستهلك، مؤكدين أن هذه الخطوة هي ضربة لقطاع الدواجن في البلد وستؤدي بالضرورة إلى إغلاق مداجنهم وحرمانهم من باب رزقهم الوحيد.
وأكدوا أن هذه الخطوة تعتبر خطوة غير مدروسة وغير منطقية، مطالبين الحكومة الاقتصادية بالنهوض بواقع القطاع الإنتاجي الزراعي بشقه الحيواني عن طريق تأمين مستلزماته من محروقات وأعلاف لا أن يتم تأمين البدائل بذرائع وحجج واهية لأن قطاع الدواجن في سورية يعتبر رافداً أساسياً للاقتصاد الوطني حيث يشغل 11 بالمئة من اليد العاملة في البلاد.
بدوره الاستشاري بصحة ومراقبة اللحوم والمشرف على عدد من مداجن السويداء الدكتور البيطري مروان عزي أكد أن قطاع الدواجن يعاني من الوضع الاقتصادي الحالي ومن غياب شبه كامل للمحروقات ومستلزمات الإنتاج الأخرى وعلى رأسها المواد العلفية وغياب القدرة الشرائية للمواطن التي شكلت عاملاَ ضاغطاَ على كل الصناعات الوطنية إضافة لغياب التصدير ونظراً لغياب التنظيم الحكومي للدورات الإنتاجية وجد تذبذب حاد في الأسعار وذلك يرهق كاهل المنتج والمستهلك معاً.
واعتبر أن وجود نية باستيراد الفروج تحت ذريعة تخفيف الأعباء الاقتصادية عن المستهلك وتخفيض أسعار المادة في حال تنفيذه هو ضرب لهذا القطاع بالصميم وتدمير يمكن وصفه بالممنهج، مضيفاً: إن كانت تكاليف الإنتاج في سورية مرتفعة عن دول الجوار فذلك مرده للسياسات الاحتكارية المطبقة على مستلزمات الإنتاج وعلى رأسها الأعلاف حيث إن انخفاض التكاليف بالدول المجاورة عائد لفروق أسعار الأعلاف الكبيرة بين سورية وبين هذه الدول حيث أن أسعار الأعلاف بالدول المجاورة لا تتجاوز 60 بالمئة من أسعارها في سورية والحل الأمثل إن أراد الفريق الاقتصادي تطبيقه في حال الرغبة بخدمة المستهلك هو رفع الاحتكار عن المواد العلفية واستيرادها بأسعار حقيقية وتأمين المزيد من الإنتاج الذي يحسن القدرة الشرائية للمواطن لا العكس باستبدال المنتج الوطني بمنتج خارجي يضغط على قيمة الليرة ويعرض طبقة عاملة للعطالة إضافة لكون الانخفاض السعري المؤقت الناتج عن ذلك ستليه موجات ارتفاع جنونية نتيجة غياب المنتج الوطني عن المنافسة لاضطراره للتوقف لكون الأسعار أقل من تكاليف الإنتاج وبالتالي المزيد من تحكم المستوردين بالسوق المحلية.
ولفت عزي إلى أن السياسات الاقتصادية المطبقة حالياً أنتجت تحولاً للمنتجين بكل مسمياتهم إلى مجرد وسطاء بين المنتج الأجنبي والمستهلك السوري وهذا يؤدي إلى تكديس الثروات بإيدي قلة من التجار على حساب المنتج والمستهلك بآن معاً.
رئيس فرع نقابة الأطباء البيطريين في السويداء الدكتور وائل بكري أشار إلى انهيار قطاع الدواجن في المحافظة جراء خروج مداجن تربية الدجاج في السويداء عن الاستثمار بسبب غلاء مستلزمات العملية الإنتاجية وأهمها الأعلاف التي تشكل 70 بالمئة من تلك المستلزمات، مؤكداً أن الحل يكمن بتأمين قروض للمربين في القطاع الخاص لجميع المداجن لاستجرار الأعلاف عن طريق المؤسسة العامة للأعلاف.