ما نتائج تعدد نشرات صرف المركزي؟ … فضلية لسينسيريا: الحل بإعادة النظر بمستوى أسعار الدولار الجمركي بمختلف تسمياته

علي محمود سليمان

حالة من عدم الاستقرار تشهدها الأسوق منذ عدة أشهر، إن كان لناحية الارتفاعات السعرية المتوالية يومياً للسلع والمواد المنتجة محلياً والمستوردة على حد سواء، أو لاستمرار القدرة الشرائية للمواطن بالتلاشي تدريجياً، وصولاً إلى مراحل أصبح فيه شد الأحزمة غير ذو جدوى في التعامل مع التضخم اليومي، وأصبح لسان حال المواطن مع كل صباح قوله “الله يسترنا من اللي جاي”، في ظل عدم وجود برنامج أو خطة حكومية معلنة وواضحة للتعامل مع تنامي التضخم بمقابل تدني القدرة الشرائية.

كل ما سلف تزامن مع خطوات كان قد بدء بها مصرف سورية المركزي لجهة تعديلات نشرات الصرف، حيث شهدنا رفع لسعر صرف الحوالات اليومية بما يقارب السعر في السوق الموازي، في خطوة سعى بها المركزي لجذب أكبر كم ممكن من الحوالات من السوق الموازي وتصريفها عبر الأقنية الرسمية بما يعود بالفائدة على خزينته، كما تم تعديل نشرات سعر الدولار الجمركي ودولار التصدير ودولار تمويل المستوردات، حيث بات لدينا عدة نشرات لسعر الصرف صادرة يومياً عن المصرف المركزي.

الخبير الاقتصادي الدكتور عابد فضلية أوضح بأن رفع أو تخفيض سعر دولار الحوالات هو إجراء سليم من حيث المبدأ، ولو أن هذا الرفع والتخفيض لا يقترب بما يكفي من سعر السوق الموازية.

موضحاً في حديثه لصحيفة سينسيريا بأن ضعف تأثير هذا الإجراء من قبل المصرف المركزي يعود في الغالب إلى تلاعب تجار سوق العملة وسلوكيات المضاربة العشوائية والكيفية والمصلحة التي يتبعونها.

الأسباب

أما فيما يتعلق بالدولار الجمركي ودولار تمويل المستوردات فإن رفعها (كما حدث مؤخراً) هو من أهم الأسباب المباشرة وغير المباشرة لارتفاع أسعار السلع المستوردة والمنتجة محلياً بمدخلات إنتاج ومواد أولية مستوردة.
مضيفاً بأن رفع السعر الاسترشادي لدولار التصدير (كما تم مؤخراً أبضاً) تسبب بإضعاف إمكانية التصدير، وضيق الخناق على القدرات التنافسية للمنتجات التصديرية السورية.

وبحثاً عن إيجاد حلول ممكنة للواقع الراهن وتعدد نشرات سعر الصرف وتأثيرها على الأسواق، اقتراح فضلية إعادة النظر بمستوى أسعار الدولار الجمركي بمختلف تسمياته، مع ضرورة تشديد الرقابة على أنشطة ومضاربات السوق السوداء للقطع.
على أن يتوازى هذا الإجراء مع مزيد من التدخل المباشر وغير المباشر بهذه السوق من قبل مصرف سورية المركزي، حيث أن هذا التدخل من شأنه بالطبع أن يكون أكثر قوة وفعالية في حال انسجمت وتناغمت وتضافرت معه السياسات والإجراءات المالية والاقتصادية الأخرى.