للأسف … الاحتفال بعيد الأم أصبح من الكماليات
دانا برجاس
منذ مدة طويلة وأنا أخطط لإهداء أمي قطعة ملابس جديدة ولكن غلاء الأسعار كان يفاجئني في كل مرة بأرقام صعبة عجزت محفظتي عن حملها.
بهذه الكلمات عبرت منى (موظفة بمؤسسة حكومية) عن صدمتها من أسعار التخفيضات التي تعلنها المحلات بينما هي مجرد ملصقات على واجهات المحلات لجذب الزبون وفي المحل يقف الزبون عاجزاً عن إمكانية الشراء كون السعر بعد التخفيض يبقى مرتفعا جداً بحسب رأيها.
وأكملت منى حديثها لصحيفة سنسيريا قائلة: الأم تمضي عمرها تحرم نفسها من أبسط الأشياء، منتظرة أن يكبر أولادها لتفرح بهم، وهم ينتظرون بفارغ الصبر ليردوا ولو جزء بسيط مما قدمته لهم، ويجدون في هدية عيد الأم الفرصة الأجمل، ولكن مع الأسف يجد الأبناء صعوبة كبيرة في شراء هدية يقدمونها بعيد الأم، مع استمرار ضعف القدرة الشرائية الشديد لهم بمقابل ارتفاع أسعار غير منطقي في البلاد.
الاحتفال بالأم
فيما رأى صاحب سوبر ماركت في ريف دمشق أن الاحتفال بالأم لم يعد ممكناً كما كان سابقاً، حيث شهدت الأسواق ارتفاعات غير مسبوقة تجعل الإنسان عاجزاً أمامها، مضيفاً بحديثه لصحيفة سنسيريا أن الاحتفال بعيد الأم أصبح من الكماليات.
سعاد ربة منزل تقيم في ريف دمشق قالت: أنا غير قادرة عن إقامة حفلة بسيطة في المنزل للاحتفال بأمي، لأنه وبحسبة بسيطة تكلفة تحضير عشاء (من قريبه) مع هدية ستكلف قرابة ٣٠٠ ألف ليرة سورية، وهو مبلغ خارج إمكانياتنا، لذا سنكتفي أنا وزوجي بزيارة معايدة للأم.
“لمّتنا الحلوة أحلى هدية” هكذا عبر الموظف أحمد عن إمكانية الاستغناء عن الهدية والاكتفاء باللمة، حيث رفض فكرة الاستغناء عن الاحتفال بهذا اليوم المقدس وفق رأيه، مضيفاً بأن مجرد إمكانية تواجده مع أخوته في منزل العائلة بهذا اليوم يعد كافياً ولا حاجة للهدايا منهم.
تكاليف السفر
راما تغص بالدموع وهي تجيب عن سؤال الاحتفال بعيد الأم، وتقول لصحيفة سنسيريا إن تكاليف السفر المرتفعة أصبحت عائق كبير أمام أي مناسبة وليس فقط عيد الأم.
بالإضافة إلى أن وقوع عيد الأم في منتصف الأسبوع ودون إعطاء عطلة أكثر من يوم واحد، لا يسمح لمن يرغبون بزيارة أهلهم في المحافظات الأخرى بالسفر، كون السفر ليوم واحد مرهق جداً إن توفرت وسائل نقل ليوم واحد، ولذلك “سأكتفي بمعايدة أمي على الهاتف” كما قالت راما.
ومما سبق بات من المؤكد أن الاحتفال بعيد الأم عند السوريين غير متاح كما كان في السنوات السابقة، وفي كل عام تزداد الصعوبات وتضعف الإمكانيات مع استمرار استغلال بعض التجار ضعاف النفوس لهذه المناسبة المقدسة ورفع أسعارهم المستمر مستغلين الإقبال على الأسواق في هذه المناسبة، فأصبح المواطن يواجه الأسواق بجيوب فارغة دائماً.