اقتصاد و فوبيامميز

كولسترول أم أحمد

معد عيسى

مناشدات عدة أطلقها عدد من المزارعين في الساحل السوري لوقف زراعة الموز على حساب الزراعات الأخرى ولا سيما أن الشريط الساحلي من أكثر الأماكن المناسبة للزراعات التكثيفية”عدة محاصيل في السنة ” ولا سيما الخضار.

طبعا المزارع لم يتوجه الى الموز وغيره من النباتات الاستوائية راغبا ولكنه امام ارتفاع مستلزمات الانتاج وارتفاع التكاليف وجد نفسه مرغما على البحث عن بدائل اقل تكلفة واعلى مردود .

حرص حقيقي

 

المناشدات التي أطلقها البعض نابعة من خبرة وفهم عميق للواقع ومن حرص حقيقي على كل مزارع و على الجميع التعامل معها بجدية قبل أن تحل بهم الكوارث و حينها لن ينفع الندم و لا كل أشكال التعويض والدعم الخجولة، فالموز سريع العطب ولا يمكن تصنيعه ولا تخزينه ولا تصدير ه، والأسعار المناسبة اليوم لن تكون مناسبة في سنوات قادمة .

الظروف الصعبة

 

ادخال اصناف ومحاصيل وزراعات جديدة للتكيف مع الظروف الصعبة من جهة و التغيير المناخي من جهة ثانية يجب أن يكون مدروسا بدقة على أسس اقتصادية واجتماعية وبحثية كي لا يتشتت الإنتاج الزراعي ويفقد دوره كقطاع اساس للغذاء والصناعة.

الحرير الطبيعي الذي كان يشكل مصدر دخل لكثير من العائلات ويعطي ميزة للنسيج والصناعة السورية التي وصلت إلى قصور الملوك والنبلاء في أوربا والغرب انقرض بمؤامرة تجار وتواطؤ أصحاب قرار قبل عدة عقود فشلت الدولة في اعادته رغم المحاولات الكثيرة و هكذا سيكون مصير اي محصول نتخلى عنه اليوم.

زراعة الموز

 

المشكلة أكبر من نجاح زراعة الموز ، فقد نجحنا في زراعة الحمضيات ولكن فشلنا في تسويقها و تصنيعها مع ان مواصفاتها أفضل بكثير،مقاومة للمناخ وقابلية للتصنيع والتخزين ويُمكن المنافسة بها .. المشكلة تسويقية ، تصنيعية فليس هناك من وقت و وفرة لنعيد تجارب فاشلة وخاسرة ولها انعكاس سلبي كبير على الاقتصاد الكلي.

التغير سهل ولكن العودة صعبة كثيرا ، ولكن ما بين التغيير والعودة نخسر هويتنا وخصوصيتنا وميزتنا التنافسية وبالمحصلة نخسر اقتصادنا ونتحول من بلد إنتاج إلى بلد استهلاك تعصف به الأزمات.

ام احمد كانت تقول : طول عمرنا نعمل فرشات ولحف من الصوف والقطن وما نشعر بالبرد ، بس من وقت جابولنا بطانيات ولحفات ” كولسترول ” قصدها بولستر عمرنا ما عاد شبعنا الدفا “.

اظهر المزيد