فلندعم صناعاتنا ونحميها من المتسلقين
بقلم: سمير الشامي
عضو مجلس اتحاد المصدرين
لا يمكن لأحد أن يتنكر لتاريخ سورية في الصناعة، ولا يمكن لذلك التاريخ العريق أن يمحو من ذاكرته الجودة التي تميزت بها صناعتنا وأوصلتها إلى العالمية، فللمنتج الوطني حكاية لا تنتهي مع أسواق العالم ..
اليوم يتعرض ذلك التاريخ إلى سرقة علنية، والصناعة السورية تتعرض لنهب واستغلال عالمي بأبشع أشكاله، كما بعض التجار الذين يأتون بمنتج أجنبي ويبيعونه على أنه منتج سوري، هناك من يسرق جهد الصناعي السوري ويضع على منتجه علامة أجنبية أو يروج له على انه صنع في بلد أجنبي..
إنهم يسرقون شعار صنع في سورية، ليس لأن السارق ليس لديه صناعة، بل لأن جودة المنتج السوري أصبحت علامة فارقة في العالم الصناعي، وإذا تساءلنا عن السبب لن يخطر ببال أحد أننا مقصرين في حماية منتجنا، وإننا لم نحسن التسويق له وإبرازه بل وتمييزه عن مثيله في دول العالم…
صحيح أن الحرب وضع أوزارها، وعملت آلة الإرهاب عملها في تخريب المصانع والمعامل، ولكننا ما زلنا صامدين وننتج، وننقذ ما تبقى من بقايا الآلات والأدوات، ونعيد بث الحياة في عجلاتها لنخرج منتجاً يتصدر واجهات الأسواق العالمية ولكن بشعارات غير سورية، “صنع في إيطاليا، أو في الصين أو الهند..
والأمثلة على ذلك كثيرة، فما يحصل في قطاع الصناعات الكيميائية وخاصة صناعة الجلود خير دليل وأكبر برهان على ضعف التسويق للمنتج الوطني، فرغم امتلاك سورية لمقومات هذه الصناعة واولها توافر المواد الأولية، وخاصة الجلود، ورغم استمرارها بمقومات وإمكانيات فرضها الواقع الراهن، إلا أننا نرى ما ينتج لدينا، يباع في أسواق العالم على انه من إنتاج دول أخرى، فالحذاء الإيطالي سوري، والحقائب الإيطالية من إنتاج محلي، وإن لم يكن من إنتاجها، فموادها الأولية وطنية بامتياز، وهذا الأمر ليس غريباً..
إن سورية تمتلك ثروة وطنية حقيقية في مجال الجلود، ولكن ما يقارب 12000 جلد غنم يصدر يومياً إلى الصين رالهند وإيطالياً من أصل 15000 جلد ينتج في اليوم، لذلك يتم العمل على دعم هذا القطاع ومنحه قيمة مضافة عبر تصنيع ما ينتج من جلود كحقائب أو جاكيت، أو أحذية، ومن جهة أخرى تشغيل أكبر عدد من اليد العاملة، فضلاً عن استمرار تشغيل المعامل والورش المتبقية، وإعادة إحياء ما توقف منها بسبب الظروف الراهنة، لينعكس ذللك على دفع الاقتصاد الوطني باتجاه النمو والانتعاش.
فمنذ سنوات ننادي بحماية هذه الصناعة كباقي الصناعات الوطنية الأخرى، ولكننا لم ننفذ بقدر ما تحدثنا، أما اليوم فيوجد حوالي ٨٠ معمل قائم جاهز لصناعة الجلود، كمادة أولية للصناعات الجلدية، ولكن المعوق الوحيد لإنعاشها وتحقيق أكبر قدر من صادرات هذه الصناعة هو كيف ندعم الصناعيين الصغار والمتوسطين، ومحاولة تشجيعهم على المشاركة في المعارض الداخلية والخارجية، فنحن عاقدين العزم لأن نعيد إحياءها ولدينا أمل لأن تستعيد تواجدها في أسواق العالم تحت شعار صنع في سورية.