عيد الحب كما يجب أن يكون
خاص – دانا برجاس
بعد كارثة يوم الاثنين الماضي كان لوزارة السياحة دور إيجابي بإلغائها كل الحفلات التي كانت مبرمجة في فنادق سورية حتى إشعار آخر منها، وإلغاء مختلف الموافقات الممنوحة لإقامة الحفلات، وباعتبار اليوم “عيد الحب” أصدرت الوزارة تعميماً ذكّرت فيه بإلغاء الحفلات تحت طائلة اتخاد الإجراءات القانونية (الإغلاق الفوري).
دم الضحايا
ليأتي عيد الحب هذه السنة مختلفاً عن باقي السنوات فاللون الأحمر لم يكن للورد والهدايا، حيث كان النصيب هذا العام للأرض التي تزينت بدم ضحايا وشهداء الزلزال.
كما تبدلت أشكال التعبير عن الحب بعد كارثة الزلزال، فتآلفت قلوب السوريون والعرب بعد اثني عشر عاماً من الجفاء، وجمعتهم مشاعر المحبة واللهفة في أسمى قيم الإنسانية.
وبالرغم من إلغاء جميع الحفلات الفنية للفنانين السوريين والعرب، كان لهم دوراً كبيراً وواضحاً في حملات التبرع لعائلات ضحايا الزلزال. نذكر البعض. منهم:جورج وسوف 1.5 مليار ليرة، ناصيف زيتون 360 مليون، تيم حسن 107 مليون ليرة، بسام كوسا ١٥ مليون ليرة، حسام جنيد و إمارات رزق ٢٠٠ مليون ليرة، وائل رمضان وسلاف فواخرجي 21 مليون ليرة، سارية السواس 140 مليون ليرة، عمر السومة 150 ألف دولار للضحايا في سورية.
وجهة نظر مختلفة
أما بالنسبة للفنان غسان مسعود كان له وجهة نظرة مختلفة في التبرع وبالرغم من تبرعه لمنظمة الهلال الأحمر العربي السوري إلا أنه رفض الإعلان عن المبلغ الذي تبرع به قائلاً “أنا أحترم وأقدر كل من أعلن عن المبلغ الذي قدمه، لكن بالمقابل كنت أشعر أن هذه الطريقة تسبب بعض الحرج لنسبة لا يستهان بها من زملائنا وزميلاتنا الذين يشتغلون ليل نهار ليؤمنوا كفاف يومهم، فلو تبرع أحدهم بـ 50 ألف أو 100 ألف سيكون هذا أمراً رائعاً وسيشكل فارقاً، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها”.
فيما ذهب بعض الفنانين إلى الإعلان عن إقامة حفلاتهم المقررة في عدد من الدول على أن يعود ريع هذه الحفلات لضحايا الزلزال في سورية كتعبير منهم عن تضامنهم ومحبتهم للشعب السوري ونذكر منهم الفنانين محمد مجذوب، ميريام فارس، نانسي عجرم وأخرون.
حفلات عيد الحب
يذكر أن تذاكر حفلات عيد الحب كانت ستتراوح بين 300 ألف إلى 750 ألف للشخص.
ووفقاً لما نشرته إدارة أحد الفنادق عبر صفحتها على “فيسبوك” كان سيحيي كل من الفنانين هاني شاكر، مروان خوري، وفيق حبيب، وهادي خليل، حفلات الفالنتاين بأسعار تذاكر تتراوح ما بين 275 حتى 750 ألف ليرة.
وبالنهاية الحب الحقيقي اليوم هو لرجل الإطفاء الشهم الذي أنقذ الأطفال والمسنين من تحت الأنقاض وأعاد الأمانات لأصحابها في حلب، الحب الحقيقي لتلك الأم التي طبخت لأهل مدينتها (جبلة) بالرغم من الإمكانيات الضعيفة، الحب الحقيقي للرجل الذي فقد أولاده و لم ييأس فذهب لمساعدة جاره بالبحث عن أسرته المتواجدة تحت الأنقاض، كل الحب لتلك السيدة المسنة التي تبرعت بكامل راتبها التقاعدي، وكل من بادر وقدّم حسب إمكانياته لمساعدة المنكوبين
والحب كل الحب لفرق الإنقاذ والإغاثة الوطنية السورية والعربية التي هبت منذ اللحظات الأولى لإنقاذ المنكوبين وإعلاء صوت المحبة في أرض السلام والمحبة.