سعر الجزمة النسائية إلى 400 ألف… رئيس جمعية صناعة الأحذية بحماة: مصانع الأحذية تحقق أرباحاً خيالية وتسبب تلاشي الورشات
أسعار خيالية يفاجأ بها المستهلك بحماة عند توجهه إلى أسواقها لشراء أحذية الشتاء، فالأسعار تشابه أسعار دمشق رغم تباين التكاليف وأجور المحال وبشكل مريب ينم عن غياب الدور الرقابي الذي يحكم تلك الأسواق بلا مبرّر، فسعر الحذاء الرجالي بين 25-100 ألف ليرة، وسعر الجزمة النسائية من 50-400 ألفاً “حسب الجودة ونوع المواد”، وسعر الشاروخ اليدوي بين 150-400 ألف، والصناعي بنحو 75 ألفاً “نوع تجاري قليل الجودة”.
وقال أسعد شمسو، رئيس الجمعية الحرفية لصناعة الأحذية بحماة: في الحقيقة إن معظم أسعار المواد الأولية ارتفعت بلا مبرّر أو أدنى رقابة تموينية عليها، وخاصة مادة المشمع، كما أن المعامل تنتج بشكل ضخم يفترض تقليل نسب ربحها على القطع المنتجة، ولكن العكس تماماً هو ما يحدث.
السماح بالاستيراد
فالمعمل الآن تم دعمه بشكل رهيب، وخاصة من خلال السماح باستيراد وجه الأحذية من الصين، فما على المعمل سوى تركيب السفل عبر مكنات الحقن الآلية، والتي لا تحتاج أيدي عاملة حتى، وبمعدل إنتاج 4 آلاف جوز أحذية يومياً.
وذكر شمسو أن الورشات عملها شبه متوقف بعد أن أصبح السوق برمته لتلك المعامل، فالورشات تعمل في المواسم والأعياد، وبما لا يجاوز 3 – 4 أشهر عمل سنوياً، وبمعدل إنتاج 30-40 زوجاً من الأحذية يومياً.
وفي ظل هذا الوضع- والكلام لرئيس الجمعية- فإن نحو 15-20% من الورشات أغلقت أو تحولت إلى أعمال أخرى، ونحو 50% سيغادرون هذا القطاع قريباً، وخاصة أن ضرائب المالية عالية جداً وتحسب على أساس 300 يوم عمل فعلي سنوياً، رغم أن عمل الورشات جزئي ومتقطع ولا يتجاوز ثلث هذا الرقم في أفضل حالاته، كما تقدّر الأرباح دون الأخذ بالاعتبار وجود قطع سيئة وتالفة خلال التصنيع، وأعطال للآلات، وتأمين رأس المال، دون الالتفات إلى أي عنصر سوى الربح الصافي.
سعر اللصاقة
فاليوم الحرفي يحسب حتى سعر اللصاقة وكيس التغليف، لافتاً إلى أن الحل في تخفيف الضرائب، وضبط أسعار المدخلات من حماية المستهلك، والمنتج هو الأقل ربحاً فهو يتعب ويبذل الجهد ويبيع القطعة مثلاً بـ20 ألف ليرة وبمربح لا يتعدى 1500-2000 ليرة، بينما البائع يربح بنسب قد تصل إلى 200%، وفي نهاية الموسم يتذرّع بالتخفيضات والعروض وخسائرها، رغم أنه يبيع بسعر الشراء كحدٍّ أدنى بعد فترات من الربح.
وبين رئيس الجمعية أن أغلب أعضاء الجمعية لا يطالبون بمخصصاتهم من المازوت لأن ذلك يحتاج تكليفهم ضريبياً، ما يسبب لجوئهم لشراء المادة بالسعر الحرّ حتى يتم تشغيل المولدات التي تحتاج للكهرباء في كل مراحل التصنيع من تشغيل لآلات الدرز وموتورات الهواء، أما الطاقة الشمسية فليس باستطاعة الجميع تركيبها، لأن ورشة مؤلفة من 3 مكنات تحتاج منظومة توليد كهرضوئية بكلفة 100 مليون ليرة.
ونوه شمسو بأن مبادرات التسويق والمهرجانات جميعها تهتم بكبار الصناعيين والمعامل، وللأسف لا تلتفت للحرفيين، وحتى الحاضنة التراثية في “رستم باشا” بمدينة حماة خُصصت لهم ولوزارة السياحة دون الالتفات للحرفيين، وهذه الأوضاع المتفاقمة تسبب اختفاء بعض المهن التراثية مثل صناعة الشاروخ الذي كانت تشتهر به أسواق حماة، فاليوم توجد 4-5 ورشات تختص بصناعته على مستوى كامل المحافظة، بعد أن كان يشكل نحو 50% من حجم إنتاج الورشات.
غلوبال