*رسالة المسجد بين الزعيمين التاريخيين الأسد وعبد الناصر*
*رسالة المسجد بين الزعيمين التاريخيين الأسد وعبد الناصر*
-(بين الاستنفار والانتصار)-
الزعيم عبد الناصر أعلن من المسجد الاستنفار..
والزعيم الأسد أعلن من المسجد الانتصار…
▪︎صحيح أن الرئيس جمال عبد الناصر سبق وأن خطب من على منبر الأزهر إلا أن ذاك الخطاب كان حالة خاصة لمواجهة العدوان الثلاثي وإعلان النفير وسط ظروف كانت فيه فكرة القومية العربية في أوج ازدهارها، عدا عن ذلك لم نعرف في عصرنا الحديث كله قائدا أو زعيماً خاطب الشعب والأمة من داخل المسجد كمافعل الرئيس والزعيم التاريخي الدكتور بشار الأسد من قلب الجامع الأضخم والأهم في حلب وهو جامع الصحابي الجليل وابن عم رسول الله سيدنا عبد الله بن عباس في أول أيام العيد
وسط تجمع وطني إيماني وجماهيري غير مسبوق وفي فترة تكالبت فيها الأعداء على مفهومي العروبة والإسلام تشويهاً وحقداً وتآمراً…
الخطاب من حيث مضمونه ومكانه وتوقيته ومعانيه كان تاريخياً بامتياز..
إنه القائد الوحيد الذي اختار أن يخاطب الناس من خلال الإيمان بمعانيه الحقيقية السامية ومن خلال رسالة المسجد الذي لم يكن عبر التاريخ إلا جامعاً وموحداً للناس وموطن خير وسكينة وأمان للمجتمع لا كما حاول أعداء الوطن أن يستخدموه أو يوظفوه
في زيارة القائد لحلب على مدار يومين قبل العيد وإطلاقه لبعض المشاريع و المنشآت الصناعية الهامة يتبادر للأذهان سؤال:
لماذا اختار القائد أن يخاطب شعبه ومن ثم العالم من داخل الجامع في حلب؟
▪︎كعادته سيادة الرئيس في أي خطاب يختار الزمان والمكان المناسبين لإيصال الرسائل المحورية،
فمن الجامِع الجامع لكل أهل حلب اختار منبره
لنقرأ في خطاب سيادته :
بأن المساجد التي أردتموها منبراً للهدم والإفساد هي اليوم منابر لإعادة الإعمار،إعمار البنيان وإعمار الانسان..
▪︎أعاد سيادته للمسجد دوره المحوري في قيادة الأمة وريادتها وأعاد البوصلة لزمانها ومكانها معللا قول الله تعالى:
*لَّمَسۡجِدٌ أُسِّسَ عَلَى ٱلتَّقۡوَىٰ مِنۡ أَوَّلِ يَوۡمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِۚ فِيهِ رِجَالٞ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْۚ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلۡمُطَّهِّرِينَ*
ففي السابع عشر من رمضان الماضي قال سيادته بلقائه مع كوادر التعليم الشرعي:
*المسجد لا يأتي إليه إلا المؤمن*
واليوم خرج سيادته ليخاطب الناس من الصلاة في الجامع ويعلن نهاية حقبةِ الارهاب ونفض غباره وانهاء حالة الفوضى التي أرادها أعداؤنا من المساجد، وبدء العمل للنهوض الصناعي والاقتصادي واعمار سوريه انطلاقا من المسجد.
معلناً نهاية عصر العربدة الأردوغانية حينما وعد أردوغان الإخوان المجرمين واتباعهم بأنه سيصلي في المسجد الأموي بدمشق بعد أن هدم الجامع الأموي في حلب عبر مرتزقته..
ويبقى بين السطور في خطاب سيادته واختياره الجامع رسالة موجهة واضحة للأخوان المجرمين والتنظيمات الإرهابية الأصولية والرديكالية التي جيشت و اتهمت قيادة سورية تارة بالالحاد وأخرى بالكفر. ليعلن سيادته بأننا نحن أصحاب الرساله السمحاء ، نبني المساجد ونعمرها ونقيم الصلاة فيها لتسقط ورقة القرضاوي وشركاه الأخيرة بأن المؤمنين يُمنعون من أداء فرائضهم في سوريه ، وأن القيادة البعثية تُغلق المساجد بالقوة ، ولايسمح للناس بأداء صلاتهم فيها..
فها هو أمين البعث وقائد الأمة يطلق خطابه من جامع ترجمان القرآن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما
فالجوامع والمآذن بيوت الله عزوجل هي وإن كانت للعباده ونشر الخير والفضيله وتعاليم الشريعة ومقاصدها ، فهي اليوم للإعمار والسلم والإيمان بين الناس وتوحيد صفوفهم ، وليس كما أرادها الأعداء أن تكون مراكز لنشر التطرف والارهاب وتصدير العنف …
▪︎من المسجد وضع سيادته قواعد المجتمع السليم
فلا أخلاق بلا إيمان ولاسعادة بلا منهج سليم متكامل معلناً أنه لا ينبغي بشكل من الاشكال أن ينفصل دور المساجد عن واقع الامة ومعاناتها ..
الكاتب: نجدو العلي