اخبار البلد

خسائر بمئات الملايين من الدولارات جراء قصف المعابر… خبير اقتصادي: جمود مطبق وتقدير الخسائر الاقتصادية رهن بطول أمد الحرب على لبنان

يمضي الهاربون من لبنان سواء كانوا من السوريين أو اللبنانيين مشياً على الأقدام نحو الاراضي السورية في محاولة للنجاة من ويلات القصف الاسرائيلي .. فقصف المعبر عند منطقة “المصنع ” ينطوي على تأثيرات بالجملة على البلدين سورية ولبنان .. خاصة بالنسبة لسورية التي قامت بتقديم كل امكانياتها لاستيعاب الهاربين ” الذين وصل عددهم بحسب الهجرة والجوازات الى حتى الامس 86 وأكثر من 233 ألف عائد سوري ” في محاولة استيعاب النزوح قدر الإمكان .

ضرب المعابر وشلها بين سورية ولبنان سيحمل في طياته آثاراً اجتماعيةً واقتصاديةً وسياسيةً كبيرة وفقا للباحث الاقتصادي الدكتور عمار يوسف .. فآثار قصف المعابر هي أهداف محددة وخبيثة لاسرائيل

الأثار الاقتصادية

 

وإن كان مشهد انتقال الناس مشياً على الأقدام يشكل الأثر الاجتماعي والانساني فإن الأثار الاقتصادية المتبادلة ستذهب نحو التزايد مع كل يوم يمضي على تعطل المعابروخاصة المعبر الرئيسي بين البلدين ” المصنع “
مشيراً إلى أنّ قطع شريان التواصل الأهم بين البلدين حمل معه انعكاسات سلبية في كل الاتجاهات مثل :
– توقف السفر عن طريق مطار بيروت الذي كان يعتمد عليه الكثير من السوريين في أسفارهم على اعتبار أن محطات مطار دمشق الدولي محدودة
– من كان لديهم لقاءات ومواعيد مع السفارات في بيروت ضاعت أو تأجلت بما حملت معه من خسارات مادية ونفسية
الحركة اليومية بين سورية لبنان التي تقوم على التداخل و التشابك العميق في المصالح وبما لايمكن تصوره .. توقفت تماما –
لقد تحول نزوح الناس سيراً على الأقدام الى مشهد يبعث على الألم والوجع .. وربما ما يخفف عنهم هو استعداد الجانب السوري والتسهيلات التي يقوم بها ما أن يصل النازحون سواء من الجانب السوري او اللبناني كتوفير الرعاية الصحية وتسهيل اجراءات الدخول والنقل المجاني وتوفير مراكز الإيواء الى أخره وهنا علينا أن نقدر تصرف الدولة السورية وتحركها الفوري الى احتواء مشهد النزوح ..
الأن “يتابع الدكتور عمار يوسف حديثه ” : إذا أردنا الحديث أكثر عن الآثار الاقتصادية : فإنّ الامر مرهون بالزمن الذي سيتوقف فيه النقل والانتقال بين البلدين ليس لضرب المعابر فقط وانما نتيجة الحرب .. فكل هذا سيؤثر على المصالح المتشابكة بين البلدين .. ستتأثر سلاسل التوريد بالنسبة للكثير من المشاريع والمصانع السورية التي كانت تحصل على احتياجاتها و المواد الاولية عن طريق لبنان خاصة الصناعات الدوائية والصناعات الكميائيةوالكثير من المشاريع الأخرى التي كانت تجد احتياجاتها من لبنان أو عن طريق لبنان نتيجة العقوبات المفروضة على سورية .

خسائر للبنان

 

أيضاً توقف حركة الترانزيت من لبنان باتجاه العراق وهذا سيؤدي الى خسائر للبنان عبر توقف التصدير منه وسورية عبر خسارة رسوم الترانزيت
الدكتور يوسف قال : أن هناك مايزيد عن عشرة آلاف شخص يعملون على خطوط نقل الركاب و الشحن وأعمال تتعلق بالانتقال الدائم بين البلدين توقفت أعمالهم كليا وبالتالي اصبحت حياتهم مرهونة بعودة المعابر و توقف الحرب ولاننسى الحديث عن حركة رجال الاعمال بين البلدين وتضرر مصالحهم
الصادرات السورية الى لبنان وخاصة المواد الغذائية والحليب والأجبان ومواد مُنعة وغيرها توقفت وهناك الكثير من العقود ستخصع للتوقف أو التأجيل وغالبا ستتوقف لتغير الأولويات وهذا يعني خسارات بملايين الدولارات ..
وهنا يتوقع الدكتور يوسف ان تكون خسائر الاقتصاد السوري بمئات الملايين من الدولارات فيما لو استمر الوضع الحالي لأشهر قادمة هذا عدا عن تكاليف استضافة القادمين من لبنان.

علاقات البلدين

مشيراً إلى أن شدة تداخل اقتصاد وعلاقات البلدين تجعل من الصعب احصاء الخسائر ولكن قد يبدو واضحا أن كل شيء قد تعطل الآن , فكل الاعمال توقفت بما في ذلك التهريب الذي كان يؤمن في جزء منه احتياجات مهمة للاسواق السورية كالوقود أيضا كان يتم الاعتماد على لبنان لتأمين تجهيزات ومعدات ومواد اولية للصناعة تحايلاً على قانون العقوبات , لافتاً الى هذا الأمر يمكن استيعابه لفترة محدودة
مؤكداً أنّ الأمور وتطوراتها واتجاهها نحو التعقيد وحجم الخسائر مرهونة بزمن الحرب وكلما طال الوقت أعتقد أن الاثار الاقتصادية الى تزايد و تعمق وخاصة في موضوع الوقود والغاز , وعلينا أن نعترف هنا أن هناك الكثيرين فقدوا عملهم اليوم نتيجة توقف التهريب.
مشيراً الى أنّ بقاء الوضع الحالي لمدة 3 أشهر “لاسمح الله ” فإننا سنتحدث عن خسائر من مرتبة النصف مليار دولار علماً أنّه من الصعب حساب الخسائر الاقتصادية خاصة على الجانب السوري , مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ خسائر لبنان كبيرة من قصف وتوقف المعابر والحركة التجارية والتبادلية مع سورية ولكن لاتشكل شيئاً أمام الخسائر المتحققة بسبب القصف.

سيرياستيبس

اظهر المزيد