دراسات و تحقيقات

بحثاً عن الأرخص … مهنة تصنيع المنظفات الفرط تنتشر بالأسواق وبأسعار منافسة … مدير تموين دمشق لسنسيريا: حجم مخالفات التزوير والغش للمنظفات بلغت 15%

جوليانا الكويفي

في ظل استمرار مؤشر الأسعار بالاتجاه صعوداً، بمقابل توالي انخفاض القدرة الشرائية للمواطن. فقد بات المواطنون يبحثون عن أخفض الأسعار للمنتجات وإن كان على حساب الجودة والنوعية. وعليه فإن البحث عن منتجات رخيصة السعر قد خلق مهن جديدة بدأت تغزو الأسواق بالسلع الرخيصة السعر وغير معروفة المصدر. أو ما تسمى بالمنتجات الفرط.

ومن بين هذه المنتجات المنتشرة حالياً في الأسواق تتصدر المنظفات الفرط القائمة. ويكاد لا يخلو سوق أو محل من منظفات معبئة يدوياً ومجهولة المصدر أو معبأة في ورشات ويتم بيعها في الأسواق. ومنها منتجات عليها لصاقات تدل تتضمن معلومات بسيطة عن المنتج. ولكن لا يوجد ما يضمن بأن هذه المنشآت مرخصة ومطابقة للمواصفات والمقاييس.

التصنيع يدوي

صحيفة سنسيريا قامت بالبحث عن مصادر هذه المنتجات، حيث تبينّ بأن هناك محلات مختصة في أسواق دمشق تقوم ببيع المواد الأولية الداخلة في صناعة هذه الخلطات من المنظفات. وبأن هناك أشخاص وعائلات تمتهن تصنيع هذه المنتجات بعد شراء موادها الأولية من الأسواق. حيث وجدت في المهنة فرصة لتأمين دخل إضافي.

أبو لؤي موظف في دائرة رسمية وقد عانى من البحث طويلاً عن عمل ثاني بعد انتهاء دوام وظيفته. ليؤمن مصدر دخل إضافية لعائلته التي يعمل جميع أفرادها ولكنه غير كافي. وبعد نصيحة أحد الأصدقاء توجه إلى سوق البزورية في دمشق. وبدأت بتعلم مهنة صناعة المنظفات الفرط وبيع ما ينتجه في المحلات أو البسطات.

وفي حديثه لصحيفة سنسيريا أوضح بأن التصنيع يتم يدوياً والبيع بالكيلو في أغلب الأحيان. وبأسعار رخيصة ولا تقارن بأسعار المنظفات ذات الماركات المعروفة.مضيفاً بأن هذا الأمر يعود بالفائدة على البائع والشاري على حد تعبيره. فالبائع يبحث عن مصدر دخل لنفسه، والشاري يبحث عن سلعة بأسعار رخيصة تتناسب مع دخله الضعيف.

وفي شرحه لطريقة العمل أوضح أبو لؤي بأنه يشتري مواد أولية من محلات مختصة ببيعها في الأسواق وبأسعار مقبولة. ومن أهم المواد الأولية التي يحتاجها للتصنيع هي (زفتة، قطرونة، تكسابون، عطر، صبغة، مجمد أو مكثف). دون أن يدخل في تفاصيل الكميات والمعايير التي يتبعها للتصنيع للحفاظ على أسرار المهنة على حد تعبيره. مضيفاً بأن البعض ممن يصنعون هذه المواد يمكن أن يقللوا في المعايير أو يختصروا بعض المكونات للتوفير في التكلفة ولكن على حساب الجودة حيث تصبح فعالية المنتج أقل.

فروق الأسعار

وفي جوابه لصحيفة سنسيريا عن الأسعار فقال أبو لؤي بأنها أقل بفارق جيدة عن أسعار المنتجات المعروفة والمرخصة وخصوصا الماركات المشهورة. مشيراً إلى أن البيع يكون للخلطات بكميات الجملة، حيث خلطة سائل الجلي تباع بـ 25 ألف ل.س ويمكن تعبئة 10 كيلو سائل جلي من الخلطة الواحدة، وبالتالي سعر الجملة للكيلو الواحد يبلغ 2500 ل.س. أما بالنسبة لسعر خلطة الكلور المنظف يبلغ سعرها 7 آلاف ل.س، وخلطة بلسم الشعر تباع بـ 15 ألف ل.س وينتج عنها 4 كيلو بلسم، أي بسعر 3750 ل.س للكيلو.

وفي جولة لصحيفة سنسيريا على بعض الأسواق والمحال الشعبية التي تبيع المنظفات الفرط فقد تراوح سعر الكيلو من سائل الجلي ما بين 2500 ل.س إلى 6 آلاف ل.س، وكيلو المعكر بـ 4 آلاف ل.س. بينما دواء الغسيل سجل سعر الكيلو منه من 6 إلى 8 آلاف ل.س.

وبالمقابل تسجل أسعار المنظفات من الماركات المعروفة من 6 إلى7 آلاف ل.س لعبوة سائل الجلي وهي بسعة 700 ملم. والمعطر بـ 6500 ل.س، أما دواء الغسيل يسجل سعر الكيلو الواحد منه من 11 ألف حتى 14 ألف ل.س. وذلك تبعا لاختلاف الماركة.

المخالفات والغش

 

ولمتابعة باقي التفاصيل تواصلت صحيفة سنسيريا مع مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بمحافظة دمشق تمام القعدة حيث بينّ أن دوريات حماية المستهلك تقوم بشكل مستمر بسحب عينات من كافة المواد المنظفة. حيث تم سحب أكثر من ثلاثين عينة للمنظفات خلال شهري كانون الثاني وشباط من أسواق دمشق. وبحسب التحاليل كان منها خمس عينات مخالفة للمواصفات القياسية من حيث نقص بالمادة الفعالة أو زيادة كمية الملح أو قرائن التحليل الأخرى.

وأشار العقدة أنه في حال كانت نتائج هذه العينات مخالفة يتم إحالة صاحب العينة إلى القضاء المختص وإغلاق المنشأة المنتجة للمادة. إضافة إلى معاقبة المخالف وفق أحكام المرسوم التشريعي رقم /8/ لعام 2021 بالحبس لمدة سنة على الأقل وغرامة تقدر بـ خمسة ملايين ليرة سورية في حال كانت نتيجة التحليل تنطوي تحت بند الغش.

وأوضح العقدة أنه مقارنة بين إجمالي العينات المسحوبة ونسبة المخالفات لها. نرى أن حجم المخالفات لهذه المادة المنظفات تبلغ حوالي 15%.

أما في حال كان هناك تقليد أو تزوير العلامة الفارقة لأي منتج، أفاد العقدة أن عناصر ضابطة حماية المستهلك تقوم بمتابعة موضوع تقليد البيانات والتزوير لكافة المواد وتنظم الضبوط العدلية اللازمة وحجز البضاعة ثم الإحالة إلى القضاء.

اظهر المزيد