وزارة الزراعة” تتجه إلى حصاد المياه في المناطق الريفية …و”خرائب سالم” تسبح على كنز عائم بطور الاستثمار!
سينسريا-لارا عيزوقي
لطالما شكل استثمار مقومات خيرات أرضنا ميزة تفضيلية، بقيت خارج الاهتمام المطلوب، إلا ما ندر، بشكل قلل من انعكاس فوائدها الجمة على الاقتصاد عموماً وأهل المناطق القاطنين في هذه الأراضي، التي يعد استثمارها من المشاريع المجدية اقتصادياً وخاصة أن اقتصادنا زراعي بالدرجة الأولى.
ومؤخراً تم الانتباه إلى هذه النقطة الجوهرية، سواء من المعنيين أو من الأهالي أنفسهم، فمثلاً في قرية خرائب سالم، حسب ما يذكر مصدر خاص في مديرية الموارد المائية في اللاذقية سعت الحكومة إلى استثمار خيرات هذه المنطقة ليستفيد منها أبناء المنطقة مع ضمان تثبت الفلاح بأرضه بتوفير المياه اللازمة له، عبر إقامة مشاريع تجميع المياه السطحية، حيث قامت وزارة الزراعة ” مشروع التنمية الريفية” باستصلاح الاراضي مجانا في منطقة خرائب سالم التي ترتفع 1200 م عن سطح البحر.
ويذكر أن هناك شح في المياه استعان أهالي المنطقة على حصاد المياه البدائي عن طريق حفر البركة الصغيرة لتجميع مياه الامطار وبناء خزانات المياه الصغيرة ضمن المنازل للاستخدام مياهها في الاستعمالات المنزلية والشرب وخزانات في الاراضي الزراعية لسقاية المزروعات. وتأتي بركة خرائب سالم لتكون حل لأبناء القرية، حيث قامت مديرية الموارد المائية في اللاذقية بتوسيع وتأهيل البركة حيث كانت أبعادها حوالي 70 * 20 وأصبحت حالياً 120* 25 وبحجم تخزين 14000 م3.
وذكر المصدر أن بناء الخزانات الصغيرة الذي اعتمد عليه بعض سكان المناطق الريفية في الجبال العالية ذات التضاريس الصعبة والمساهمات الصغيرة والملكية المحدودة، إحدى وسائل المياه الناجحة لتأمين احتياجاتهم منها لكافة الاستخدامات المنزلية وري المزروعات وسقاية المواشي.
وهذه الخزانات إما أن تكون ضمن المنازل الريفية في المنطقة المذكورة عن طريق تجميع مياه أسطح المنازل أو مياه الينابيع الموسمية القريبة وتستخدم للشرب والاستعمالات المنزلية أو تبنى في الأراضي الزراعية وتتناسب أحجامها مع المساحة المحيطة بها. ونوعية المحاصيل المتوقع زراعتها.
وتعتمد المنطقة في زراعتها على نبات التبغ وبطريقة الزراعة الكثيفة (100) شتلة لكل (1)م2 حيث تحتاج الشتلة الواحدة أثناء الزراعة إلى (1_0.5) ليتر إلى رية تكميلية أخرى بواقع (1) ليتر للشتلة، بالتالي الدونم يحتاج إلى حوالي (200) م3 ماء في الموسم، وذلك بطريقة الري التقليدية، وهذه الكمية يمكن تأمينها بخزان بأبعاد (4*5*12)م.
وبحسب المصدر تتراوح الملكيات الممكن زراعتها في هذه المناطق بين /300 و 3000/ م2. فهذا يعني أنه يمكن تأمين الري المناسب لهذه المساحات بعدد قليل من الخزانات. ويمكن زراعتها بالخضار البعلية للاكتفاء الذاتي كالبندورة والخيار والخضار الورقية. كما أنه يمكن إدخال زراعات بديلة أو مساعدة ( زراعة النباتات العطرية) وبأساليب ري حديثة كاري بالتنقيط، أو ادخال (الزراعة بدون تربة) كزراعة حديثة احتياجاتها المائية قليلة.
وعليه سيكون هذا المشروع دعم كبير لأبناء المنطقة لتثبيتهم في قراهم واستثمار الأراضي الزراعية التي استصلحت من قبل الدولة في هذه المناطق، وتثبيت التربة من الانجراف، والجزء الأهم تأمين جزء من الاحتياجات المعيشية اليومية للأسرة الريفية من بيئتها دون الاعتماد على المناطق الأخرى.