ضيف ورأي

الطريق إلى المنافسة

أي منتج سواء أكان تصديري أو مستورد لابد وأن يخضع لفحوصات معينة ومحددة لضمان الجودة وضمان الكميات، فأي علاقة بين طرفيين تجاريين لابد وأن تلبي رغبة المستهلك، أي أن البائع لابد وأن يلبي طلب المشتري، وكضمان للجودة بين الأطراف لابد من تدخل شركات مهمتها التأكد من الجودة التي يطلبها المشتري. وبالنسبة للصادرات السورية محور حديثنا، فنحن نعلم أنه بعد انقطاع المنتج السوري عن بعض الأسواق الخارجية بسبب الظروف الراهنة، فهذا يتطلب منا كمنتجين أن نراقب أنفسنا ومنتجاتنا ونحقق جودة تتوافق مع متطلبات الأسواق الخارجية وحتى تكون منافسة لمثيلاتها من المنتجات المصنعة في الدول الأخرى، وبمعنى آخر بإمكاننا أن نحافظ على الأسواق المفتوحة للمنتجات السورية عندما نعتمد مواصفات جودة محددة ونصدر لها شهادات تثبت مطابقتها للمعاير المطلوبة في الأسواق التي تصدر إليها.

وفيما سبق ذكره، لا نعني أن المنتج السوري لا يعتمد أي مواصفات، بل على العكس هناك معايير مطبقة من قبل الكثير من المنتجين، وفي المقابل هناك معايير أخرى غير موجودة وهي مطلوبة يجب العمل على إيجادها، وهذا الأمر يبدو مهماً من ناحيتين، الول أن نصل إلى مستوى المعايير العالمية، والثاني الدخول كمنافسين أقوياء في زحمة ما ينتج في العالم الذي تحول خلال الفترة الأخيرة إلى قرية صناعية تنتج كل شيء.

والمعروف أن المصدرين في جميع أنحاء العالم وصلوا إلى مستويات مهمة من معايير الجودة الدولية، أما المنتج في سورية فيحتاج أن يصل إلى تلك المستويات حتى يكون منافساً لنظرائه في العالم وإلا لن يكون لمنتجه أي مكان في الأسواق الخارجية، وهذا لا يدعم الصناعة الوطنية السورية باعتبارها صناعة مرموقة عرفت على مر التاريخ، ولكن التطور فرض الكثير من المعايير لابد وأن نلحق بها نكون في صفوف المتقدمين على مستوى العالم. ويجب أن نؤكد على أن بعض المنتجات السورية مثل التفاح وبعض أصناف الخضار وصلت إلى مستوى المعايير العالمية المطلوبة في الجودة، ولكن حتى الآن ما زالت بعض الدول ترفض المنتج الزراعي السوري لاحتوائه على نسبة كبيرة من المبيدات الحشرية، وهنا يأتي دور شركات الرقابة في توجيه المنتج السوري إلى استخدام تلك المبيدات عند مستويات لا يجب تجاوزها، وهنا لابد من التأكيد على أن الشجر السوري المثمر معروف عالميا من حيث خصائصه وجودة الأرض التي يزرع بها، وهذا الأمر جعل الكثير من منتجاتنا منافسة عالمياً.

وفي الختام لابد لكل منتج سوري أن يعلم ما هي المواصفات العالمية المطلوبة حتى يدخل كمنافس في الأسواق الخارجية، والمواصفات لا تقتصر على جانب واحد بل هي شاملة لكل الجوانب، وإن معرفة تلك المعايير والتقيد بها يحقق منافسة قوية ويمهد الطريق نحو صادرات أكثر جودة….

اظهر المزيد