الاقتصاد الأصفر
كتب الدكتور عامر خربوطلي
لم يعد خياراً هذا الاقتصاد بل أصبح حاجة ملحة.
وبخاصة للبلدان التي تعاني نقصاً في الطاقة التقليدية فكيف بالنسبة للاقتصاد السوري. الذي توقفت العديد من محركاته الذاتية وبخاصة الصناعية. نتيجة صعوبة تأمين الوقود التقليدي. إنه حاجة لإعادة إقلاع المشاريع الزراعية والصناعية بصورة مستمرة وغير مكلفة على المدى الطويل وبخاصة استرداد رأسمال التجهيزات الصفراء المطلوبة.
فما هو هذا الاقتصاد الأصفر؟
يمكن تعريف الاقتصاد الأصفر بأنه الاقتصاد الذي يهتم بدراسة الطاقة الشمسية. وكيفية الاستفادة منها لتحقيق التنمية المستدامة. لكونها تمثل المصدر الرئيسي لمعظم مصادر الطاقة كما أنها مصدر مجاني وغير محدود للطاقة. علاوةً على أنها طاقة مأمونة المصدر ويمكن وصولها إلى المناطق النائية التي لا يمكن لأي مصدر آخر من مصادر الطاقة الأخرى الوصول إليه.
ولا يمكن احتكارها والسيطرة عليها كالوقود الأحفوري. وعدم مساهمتها بأي شكل من الأشكال في حدوث التلوث البيئي. وذلك بهدف الحفاظ على حق الأجيال الحالية والقادمة في مجالات الطاقة غير المتجددة كالفحم والبترول والغاز الطبيعي. وجعل فترة الاستفادة من هذه الثروات طويلة الأمد وبطريق مستدامة.
تتميز الطاقة الشمسية بخصائص عديدة تجعلها الأفضل مقارنةً بجميع أنواع الطاقة الأخرى. فهي طاقة نظيفة وغير ملوّثة للبيئة بخلاف مصادر الطاقة الأخرى التي تحدث انبعاثات ملوّثة للبيئة. هذا بالإضافة إلى أنها تعتبر مصدراً مجانياً للحصول على الطاقة التي لا تنضب.
والأهداف التي يحققها الاقتصاد الأصفر الطاقة الشمسية في سبيل التنمية:
1. مضاعفة الإنتاج الزراعي:
يتضح من علم فسيولوجيا النبات أن الطاقة الشمسية. هي المحدد الرئيسي للإنتاج الزراعي. ومن ثم فإنه يمكن تكثيف المحاصيل وتحميلها على بعضها بما يتيح لكل محصول منها الحصول على حقه من الطاقة الشمسية. متمثلة في عدد الساعات الضوئية التي يحتاجها كل محصول. مما يفتح المجال الآن لعمل الأبحاث اللازمة للتكثيف والتحميل لأنواع متعددة من المحاصيل لتحقيق أقصى استفادة من الطاقة الشمسية.
2. تنويع مصادر الطاقة:
يؤدي الاستخدام اللاواعي لمصادر الطاقة التقليدية إلى مشكلتين هما (الاستنزاف- والتلوث). علاوةً على محدوديتها في دول العالم. لذا وجب التنبيه والإشارة إلى ضرورة توازنها في الطبيعة من حيث الاستخدام. وهو ما يؤدي إلى الأخذ بالتنمية المستدامة لمصادر الطاقة للحفاظ على حق الأجيال القادمة. وذلك يكون عن طريق البحث والدراسة والاستفادة من تجارب الدول التي سبقت في هذا المجال. فضلاً عن أن تنويع مصادر الطاقة يقلل من اعتمادها على البترول والفحم والغاز الطبيعي. حيث تحتل نسبة كبيرة من الطاقة المستغلة في دول العالم.
كذلك يمكن للطاقة الشمسية أن تخفض من كميات البترول. والغاز الطبيعي المستخدمة في إنتاج الكهرباء والاستفادة منها في مجالات أخرى تدر عائداً أكبر هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى يجب العمل على تصحيح سياسات دعم الطاقة التقليدية. حتى يتم ترشيدها والحفاظ عليها وتعظيم الاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
3. تطوير الميزة التنافسية للطاقة الشمسية:
تستمر تكلفة الطاقة الشمسية في الانخفاض بفضل التطور التكنولوجي. كما أنه إذا استمرت أنماط التكلفة على نحو هذا الانخفاض التاريخي. فإنه يمكن توقع انخفاض تكاليف تركيب الألواح الضوئية ما بين معدل (3-7% سنوياً) خلال الأعوام المقبلة. وبذلك يمكن أن تصبح تكلفة الطاقة الشمسية عبر الألواح الضوئية غير المدعومة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أكثر تنافسية مع تكلفة إنتاج الكهرباء باستخدام الغاز الطبيعي في الفترة من 2015 – 2020.
4. المحافظة على البيئة:
يساعد استخدام الطاقة الشمسية على خفض نسبة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. ومواجهة التغير المناخي وتساعد على حل مشاكل البيئة. فمناطق العالم المختلفة تواجه ارتفاعاً كبيراً وسريعاً لمستويات التلوث المختلفة. وترافقه تكاليف عالية وتدهور لنوعية الحياة. وعند مقارنة مصادر الطاقة المختلفة ينبغي أيضاً الأخذ في الاعتبار تكلفة انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون.
5. توفير فرص عمل جديدة:
إن توجه الدول نحو بناء محطات طاقة شمسية جاء من واقع جدواها الاقتصادية. مدفوعةً بتوقعات بارتفاع الطلب على الكهرباء عالمياً. مع تطور النمط المعيشي الذي بات يعتمد بشكل كبير على الطاقة. إضافة إلى حاجتها على مراكز تدريبية وبحوث تطبيقية مما يعني توليدها للعديد من الوظائف.
6. تحقيق التوازن بين الأجيال الحالية والقادمة:
يُعد الاقتصاد الأصفر الطاقة الشمسية هو الوسيلة المثالية لتوليد طاقة نظيفة على مستوى العالم. يمكن عن طريقها تحقيق المساواة بين الأجيال الحالية والقادمة. فاستخدام الطاقة الشمسية اليوم لن يقلل من نصيب الأجيال القادمة بل إن الاعتماد على الطاقة الشمسية سيجعل مستقبل الأجيال القادمة أكثر أماناً.
ما يهمنا في سورية الآن وقبل فوات الأوان وضع إستراتيجية واضحة المعالم. لاستخدام وإدخال الطاقات المتجددة في منظومة الطاقة الحالية. الاستفادة ما أمكن من إمكانيات الاقتصاد الأصفر والألوان الأخرى في تعزيز تأمين الطاقة لتحقيق تنمية اقتصادية وخدمات اجتماعية مستدامة في بلد تسطع فيه الشمس أغلب أيام السنة.
المرجع : نظرية الاقتصاد الأصفر من كتاب ألوان الاقتصاد العشرة لل د/ اسلام جمال الدين شوقي