الشتاء يدق الأبواب.. وعبقرية “البطاقة الذكية” تحت اختبار طقطة أسناننا برداً؟
ناديا سعود- سينسيريا
أثلج صدورنا توارد تلك الأنباء حول عدم وجود محسوبيات وواسطة في توزيع المازوت بحيث لا يفضل زيد عن عبيد في الحصول على هذه المادة التي لا يستطيع المواطن المغلوب على أمره مالياً شرائها إلا بموجب دوره النظامي في قوائم التوزيع، ما يضمن تخفيف نسب الفساد الذي تقوى شوكته وتكبر أسنانه عند توزيع المازوت، ليكون الحل للقضاء على هذا الداء البطاقة الذكية، التي كما يقول مسؤولينا الأفاضل وخاصة في وزارة النفط أنها ستقطع دابره وتضمن العدالة في التوزيع، ولكن مهلاً الشتاء على الأبواب فأين هذه البطاقة الفائقة الذكاء، وما هي المعايير التي اعتمدت في توزيع هذه البطاقة لسين من العباد دون غيره، فحتى اليوم لم نعرف آلية توزيعها ولا كيفية التسجيل عليها، وهل سيتم توزيعها بسرعة بشكل يحفظ لمواطن كرامته وخاصة أن الجميع ينبري للتحدث عن همومه وأحواله دون إيجاد حلول تنصفه وتضمن حقوقه، أما كالعادة ستجعل من يوزعها “يتمقطع” به ويذيقه المر أشكال وألوان بعد تكبد مرارة الانتظار أمام طوابير الدور كي يحصل على ما يقيه برد الشتاء، والأهم من هذا وذاك هل ستكون هذه البطاقة عادلة تساوي بين مستحقي الدعم وبين من يأخذها كمكسب إضافي يضاف لسجل مزاياه.
البطاقة الذكية يا سادة أوجدها مسؤولينا بديلاً عن قسائم المازوت، فهل ستحقق الغاية المنشأة لأجلها أم أنها كسابقتها من الحلول ستثبت عدم جدواها لغايات أهل الفساد والمال، وخاصة أنها صممت بذكاء كاف يؤهلها لتوزيع كميات المازوت المحددة بعدالة والسرعة المطلوبة وجاءت بعد تفتق ذهن المعنيين على حلول لضمان راحة المواطن والسهر على راحته، وهذا ما لا يفرح قلوب أصحاب المصالح وجيوبهم المتعطشة للمال دوماً دون التفكير بشأن عام أو خاص.
أسئلة كثيرة تدور في أذهان السوريين المقبلين على شتاء لا أظن أنه أقل برودة ومعاناة من سابقيه إذ لم يتم تدارك هذه النقاط وتحقيق توزيع عادل في توزيع المازوت يضمن إيصال إلى كل بيت سوري يستحق أن ينعم بالدفئ وراحة البال بعد صبر أيوب على حال أن وقع على جبل لنطق من قسوته وشدة هوله.