السياسة ظاهرة في كارثة الزلزال … فضلية لسنسيريا: نواجه حالياً سلوك (العداء الإنساني) … طيفور: المساعدات فرصة للتقرب من سورية والدخول من باب الإنسانية
خاص – دانا برجاس
لم يتمكن وقوع آلاف الضحايا وانهيار مئات المباني في سورية من فصل السياسة عن الإنسانية. فقد كان التباين واضحاً في التعامل الإنساني وإيصال المساعدات إلى كل من تركيا وسورية. بعد الزلزال المدمر الذي ضرب البلدين فجر الأمس بقوة ٧.٧ درجة على مقياس ريختر.
حيث عرضت أكثر من ٤٠ دولة تقديم المساعدات لتركيا، بينما الوضع في سورية كان مختلفاً. ولم تعلن سوى 20 دولة استعدادها لتقديم المساعدة. إلا أن عدد كبير من شركات الشحن الجوي امتنعت عن الهبوط في المطارات السورية خشية العقوبات الأمريكية والأوروبية.
خرق الحصار
ولكن كما يقول المثل “إذا خليت خربت ” إذ لم تمنع العقوبات بعض الدول الصديقة من خرق الحصار دون الخوف من الولايات المتحدة الأمريكية. وقامت بإرسال المساعدات إلى سورية بشكل فوري. وهي الجزائر والعراق وتونس والإمارات وإيران ومصر وروسيا. فيما تتحضر دول الصين وعُمان والبحرين لإرسال المساعدات وفق ما صدر من تصريحات رسمية عنها.
المدير السابق لهيئة الأوراق والأسواق المالية الدكتور عابد فضلية أكد في تصريح لصحيفة سنسيريا بأن إعاقة الجهود لإغاثة منكوبي الزلزال في سورية ليس مجرد إعاقة بل هو منع وصد مع سابق الإصرار والترصد كما يقال. ونحن لا نستغرب هذه السلوكيات العدوانية الأمريكية الغربية التي تدعي كذباً ورياءً بأنها حاضنة للديمقراطية وحقوق الإنسان.
العداء الإنساني
وأردف فضلية: لقد كان واضحاً للسوريين ومنذ سنوات بأن هذه الدول تستهدف الشعب السوري بكل مكوناته وشرائحه وطوائفه. ولا صحة لما تدعيه بأنها تستهدف بحصارها وعقوباتها حكومات وسلطات وأكبر دليل على ذلك ما يتم منعه على العائلات السورية من مواد ومستلزمات طبية وغذائية وتصنيعية بحجة تطبيق أحكام (فرمان قيصر).
وأضاف فضلية لصحيفة سنسيريا بأن ما يُثلج صدور السوريين أن لهم أصدقاء كثر في العالم تحاول دولهم تقديم الدعم والإغاثة، إلا أن الغرب (المتوحش) يمنعهم من ذلك سياسياً وقسرياً ليصبح القول أن سورية قيادةً وحكومة وشعباً تواجه (الإرهاب الاقتصادي)، كما نواجه حالياً ما يمكن تسميته بسلوك (العداء الإنساني) الذي لا يمكن حتى لقوانين الحروب بين الدول أن تبرره.
باب الإنسانية
من جهة أخرى قال الاقتصادي رجل الأعمال عاطف طيفور: من المعيب جداً في ظل هذه الكارثة الإنسانية أن نسمع بدول ساعدت بمحنة تركيا ولم تساعد سورية، وخاصة بعض العرب.
مؤكداً في حديثه لصحيفة سنسيريا بأن الدول التي أرادت المساعدة لم تسأل عن العقوبات وأرسلت المساعدات إلى سورية، مضيفاً أن العقوبات لا تشمل المواد الغذائية والطبية وأعمال الإغاثة.
مبيناً بأنه ليس من المفروض أن تشمل العقوبات الدولة التي تورد مواد طبية وإغاثية بكارثة ما كما الحال الآن في سورية.
وختم طيفور حديثة بأن الدول التي تحاول التقرب من سورية فهذه هي الفرصة المناسبة لها للدخول إلى سورية من باب الإنسانية. أفضل من الدخول لاحقاً من باب السياسة.