أسطوانة الغاز بأربعين ألف ليرة.. “راتب موظف”.. وبسطات المحروقات تنبت كالفطر والمواطنون مجبرون على الشم والشراء
قفز سعر أسطوانة الغاز (تبديل) من خمسة عشر ألف ليرة خلال الأيام الماضية إلى أربعين ألف ليرة لدى عدد من أصحاب الأكشاك وبائعي بسطات البنزين والمازوت الحر في كل من أسواق مدينتي السويداء وشهبا على مرأى ومسمع وأنف السلطات التموينية و”المختصة” ووسط شح حاد في هذه المواد الثلاثة التي توزع على البطاقة الذكية رغم كل التصريحات الحكومية عن توافرها.
الأزمات المتلاحقة لا تنتهي في المحافظة الجنوبية؛ حيث تجعل أي خبير اقتصادي يعتزل المهنة منذ اليوم الأول لدى وصوله إلى شوارع المدن الرئيسية والتجول فيها؛ بعد أن يجد عشرات آلاف اللترات من مادتي البنزين والمازوت وأسطوانات الغاز تنتشر في كل مكان؛ بينما لا زالت طوابير السيارات تنتشر على المحطات بكثافة.
الاستياء والغضب الذي يعم المواطنين تختصره مناشيرهم على مواقع التواصل الاجتماعي الذي يخفف من احتقانهم ويصبح (البوست) في الفضاء الأزرق مدعاة للتفريغ في نهايته، خاصة بعد أن يكتب الأصدقاء والمتابعون قصصهم اليومية في محطات المحروقات التي تستنزف المال وتغش عند التعبئة، فتحولت هذه اليوميات إلى سلوك عدواني ينعكس على المجتمع ككل.
وذكر عدد من المواطنين الذين التقتهم صاحبة الجلالة أن أسطوانة الغاز لا تكفي أي أسرة مدة شهر رغم كل الحرص على بقائها، ومحاولة استغلال الكهرباء والتدفئة المنزلية، لكن لا بد من شرائها من السوق السوداء حيث وصل سعرها خلال الأيام الماضية إلى أربعين ألف ليرة وهو ما يعادل راتب موظف. وذكرت ربة أسرة أنها بحثت كثيراً في سوق مدينة السويداء عن أحد يعبئ لها غاز منزلي صغير فلم تجد واحداً أقل من 12 ألفاً، وهناك من طلب 15 ألف بحجة عدم توافر الغاز وأنه يشتري القنينة بسعر عالي.
وبعد قرار لجنة المحروقات في المحافظة توزيع 100 ليتر من المازوت المنزلي على البطاقة الذكية؛ وعدم حصول الكثيرين على مخصصاتهم كانت المادة توزع بالطرقات بكثافة مثيرة ومستفزة، وبسعر وصل في أيام البرد إلى 1200 ليرة سورية؛ حيث أكد عدد كبير من المواطنين أن مصدره من أصحاب السرافيس والباصات الذين يبيعون مخصصاته حراً ويجلسوا في بيوتهم، وهي حقيقة يعلمها الجميع بما فيهم لجان النقل والمحروقات.
باتت البسطات التي تنبت كالفطر مصدر عمل لكثير من الشبان، ولكن المواطنين يعلمون جيداً أن وراء هذه البسطات تجار كبار في الظل، ولا يقتصر عملهم على بيع المحروقات فقط؟.