هل دخول المطعم بات يحتاج إلى قرض؟!
تحقيق جوليانا الكويفي
أصبحت الرفاهية في سورية أمراً صعب المنال لغالبية السوريين. وبات الدخول إلى مطعم في هذه الأيام يتطلب ميزانية بالنسبة للأشخاص. دون الحديث عن التكلفة الهائلة على العائلات، ولعل هذه الرفاهية بما تحمله من كمالية للعائلات السورية. إلا أنها ما تزال ممكنة للبعض، وهذه الانقسام جعل المطاعم مقياساً للطبقية الاجتماعية في أيامنا.
وبالمقلب الأخر إن توجهنا إلى أصحاب ومالكي المطاعم سنجدهم يشكون القلة والعلة. وبأن هذه المهنة لم تعد ذات عائد ربحي كما الأيام الخوالي، بحسب تعبير بعضهم.
صحيفة سنسيريا جالت على عدد من المطاعم في دمشق والتي كانت تصنف بأنها متوسطة التكلفة على زبائنها وليست بمطاعم الخمس نجوم وسواها. للتعرف على حال عملها هذه الأيام، وما هو تأثير المتغيرات الاقتصادية والمعيشية على نشاطها.
رواد المطعم
معتصم العلي وهو مالك لأحد المطاعم بدمشق تحدث لصحيفة سنسيريا بأن حركة رواد مطعمه انخفضت في الأشهر الأخيرة من العام الماضي. ومنذ بداية العام الحالي نتيجة التغيرات المتسارعة للأسعار، حيث ارتفعت التكلفة على المطاعم مثلها مثل باقي المهن والحرف. وارتفاع هذه التكلفة بشكل طبيعي سينعكس على الفاتورة والتي باتت مرهقة لأي زبون سيدخل المطعم ليطلب وجبة متوسطة.
مضيفاً بأن زبائن المطعم حالياً يمكن اعتبارهم بأنهم من أصحاب الطبقة المخملية والقادرة على تسديد ثمن وجبة غداء في مطعم. والتي تصل فاتورتها إلى مئات الآلاف، على عكس السنوات السابقة. حيث كانت غالبية فئات المجتمع ترداد المطاعم وبتكاليف مقبولة للفاتورة يمكن لرب أسرة أن يتحملها ولو مرة واحدة في الشهر أو الشهرين. بينما حالياً ربما سيحتاج لسحب قرض الـ 420 ألف ليرة سورية ليتمكن من دخول المطعم. هذا في حال كان القرض يغطي قيمة الفاتورة.
وعن الدخل المحقق من المطعم أجاب العلي بأن حصيلة مطعمه اليومية كانت تصل لقرابة الخمسة مليون ليرة سورية في السنوات السابقة. أي ما يعادل 150 مليون ليرة سورية شهرياً، وهذه الحصيلة تشمل التكاليف والأرباح. أما في هذه الأيام فقد انخفض عدد زوار المطاعم إلى أقل من النصف ومعهم انخفضت الحصيلة اليومية بشكل كبير مع فارق بأن التكاليف ارتفعت والأرباح انخفضت.
وضع الأسعار
وحول آلية وضع الأسعار في المطعم تحدث العلي بأن الأسعار تحدد بناء على التكلفة. والتي أصبحت متغيرة بشكل يومي تقريباً نتيجة تغيرات الأسعار المتأثرة بسعر الصرف. وهو ما يعيق عملنا بشكل كبير، عدا أن معظم الزبائن ليس لديهم القدرة لتحمل التكلفة، فما بالك بالفاتورة النهائية.
وعن أوقات الذروة في نشاط المطاعم أشار العلي بأن الأعياد والمناسبات والعطلات الموسمية تنشط حركة المطاعم. حيث تبقى أبواب المطاعم مفتوحة إلى ما بعد منتصف الليل.ولكن في ظل الوضع الاقتصادي الحالي فحتى أوقات الذروة لما تعد كما كانت.
أما بالنسبة لباقي المطاعم التي جالت صحيفة سنسيريا عليها فلم يختلف الحديث لديها، فهي تعاني شح الزبائن وارتفاع التكاليف. ومع ذلك فإن أصحاب المطاعم طالبوا برفع التسعيرة، محملين أسباب رفع الأسعار على ارتفاع تكاليف المواد والمستلزمات وصعوبة تأمين المحروقات.