نبض السوق

للراغب بالزواج استعد لدفع الملايين لاستئجار فستان العرس فقط! … أما تسعيرة الصالونات النسائية فهي بحسب العنوان

جوليانا الكويفي

كأي فتاة تستعد بلهفة وحماس لتحضيرات يوم الزفاف الموعود، وتعتني بأدق تفاصيله من فستان الزفاف لقاعة الاحتفال حتى تسريحة الشعر، كانت ريم تستعد للظهور بأبهى إطلالة في يوم العمر إلا أن هذا اليوم سيترتب عليه تكاليف مادية باهظة، ما جعلها تباشر بالبحث عن صالون التجميل الأنسب سعراً ورونقاً لها، مع رحلة البحث الأصعب عن فستان العرس.

إلا أن أسعار صالونات التجميل القريبة من سكنها لم تكن بأسعار يمكن لها التجهيز بها، هذا ما دفع ريم أن تجول على عدد من صالونات الحلاقة في أحياء أخرى، بحثا عن السعر الأفضل لتكون الصدمة بارتفاع تسعيرة صالونات الحلاقة بشكل لم تشهده من قبل.

التسعيرة بحسب المنطقة

وعلى إثر ذلك جالت صحيفة سينسيريا لمعرفة مدى ارتفاع التسعيرة والتي تبيّن خلالها أن سعر الحلاقة النسائية يختلف من حي لحي ومن محافظة لأخرى، إذ أن سعر الحلاقة النسائية في دمشق يبدأ من 10 حتى 15 ألف ل.س، أما السيشوار يسجل بسعر من 15 حتى 30 ألف ل.س، أما عن الصبغة والميش والتي تعتبر الأكثر ارتفاعا فسعرها سجل 50 ألف ل.س للصبغة، بينما الميش يبلغ سعره من 100 ألف وحتى 200 ألف ل.س، أما بالنسبة لتجهيز عروس بشكل كامل من حلاقة وتسريحة ومنيكور وغيره، تتراوح التكلفة من 300 حتى مليون ل.س، وهنا الحديث عن الأسعار في صالونات عدد من الأحياء بدمشق.

أما باقي المحافظات سجلت تفاوتاً في أسعار الصالونات النسائية، حيث تنخفض في بعضها بنسبة 20% وترتفع في أخرى بما يزيد عن 30%، وما يتسبب بهذه الاختلافات بشكل عام هو مكان تواجد الصالون إن كان في حي شعبي أم في الأحياء الراقية سواء بدمشق أو باقي المحافظات.

مهنة خاسرة

سوسن حسن وهي مالكة لإحدى صالونات الحلاقة النسائية في دمشق أوضحت لصحيفة سينسيريا أن ارتفاع مواد الحلاقة والتجميل وندرة تواجدها في بعض الأحيان، أدى إلى ضعف العائد المادي منها، وأشارت سوسن أنه لو أردنا رفع تسعيرة الحلاقة النسائية بشكل يتناسب مع ارتفاع مواد الحلاقة والتجميل، فإن الارتفاع لن يتناسب مع الزبائن وبالتالي ما يتم ربحه من هذه المهنة بات شيء لا يذكر بالنسبة لما كان عليه سابقاً، ولم تعد مهنة رابحة بل خاسرة في بعض الأحيان.

وذكرت حسن أن مواد الحلاقة والتجميل ارتفعت بنسبة 50% عما كانت عليه سابقاً كما أنها ما تزال في ارتفاع يومي لأن أغلبها مستورد ويتم تسعيرها وفق متغيرات سعر الصرف، مما دفعنا إلى استبدال بعضها بمنتجات أقل سعراً وأقل جودة، موضحة إلى أن معظم الحلاقين غير مالكيين لصالونات التجميل، وإنما يتم بعقد إيجار والذي لا يقل عن مليون ليرة شهرياً.

 

واللافت أنه في الآونة الأخيرة زادت أعداد صالونات الحلاقة النسائية في دمشق بشكل ملحوظ.

الفساتين محلقة

وبالعودة إلى رحلة البحث الأصعب لدى ريم، فكان استئجار فستان زفاف مناسب وجميل وبسعر مقبول ضرباً من الخيال، فقد بحثت في كافة الأسواق المعروفة في دمشق وأشهرها سوق الحميدية، عدا عن البحث في محلات تأجير الفساتين بالأحياء الشعبية، أو حتى في صالونات التجميل نفسها والتي يتم في البعض منها تأجير فساتين السهرة.

فكانت أسعار الإيجار للفستان لا تقل عن 500 ألف ل.س، وقد تصل لأكثر من ستة ملايين ل.س، وهذه الأرقام لإيجار الفستان وليس لشرائه، وكما حدثتنا ريم فإنها طلبت من أقاربها السؤال في محافظة اللاذقية التي يقيمون بها لعلها تجد ضالتها هناك، ولكنها الأسعار في اللاذقية كانت “محلقة” كما قالت ريم، فأقل فستان مناسب وظريف بمليون ويصل إلى 8 مليون ل.س، ويمكن أن تجد بأقل من مليون وبسعر ما بين 400 إلى 600 ألف ل.س، ولكنها فساتين مستعملة كثيراً وليست بجديدة، وعلى هذه الحال ما تزال ريم تبحث عن فستان زفافها.

اظهر المزيد