قدور عن موسم الحمضيات… الحديث عن التصدير مازال مبكراً
في كل عام تقع الجهات المعنية في المشكلة ذاتها. وهي عدم تسويق موسم الحمضيات بأسعار مناسبة سواء من جهة التكلفة في السوق المحلية. أو من جهة التحضير لاتفاقيات مع الأسواق الخارجية.
والسؤال: هل بدأت الجهات المعنية والفعاليات التجارية والاقتصادية بالتجهيز لتسويق الموسم؟
وهل تواصلت مع أسواق خارجية للتسويق؟
أم ستعاد تجربة السنة الفائتة مع الجانب الروسي. والتي لم ينفذ منها أي بند سواء من جهة تصدير ٧٠٠ حاوية من الحمضيات والفواكه. أم إقامة منشأة توضيب وفرز وإقامة معارض للمنتجات الزراعية السورية في أسواق جنوب روسيا.
الموسم الحالي عطش
مدير مكتب الحمضيات في وزارة الزراعة سهيل حمدان أشار إلى أن أثر التغيرات المناخية أصبح واضحاً في الإنتاج الزراعي عموماً. وعلى الحمضيات خصوصاً. باعتبارها شجرة معروفة باحتياجها الكبير لعمليات الخدمة والرعاية المختلفة. وخاصة الري طول موسم الجفاف الذي يمتد في الظروف الطبيعية لحوالى خمسة أشهر على الأكثر. والذي حصل في موسم الأمطار الماضي هو عدم انتظام هطل الأمطار وانقطاعها لفترات طويلة في بعض المناطق. وقد نتج عنه انخفاض التخزين في بعض السدود وعدم القدرة على تأمين الموارد المائية اللازمة لنمو وتطور شجرة الحمضيات فيها. ومن المعروف أن شجرة الحمضيات تعتبر من أكثر الأنواع النباتية تأثراً بالجفاف.
مضيفاً: إنه كان من الواضح ملاحظة أعراض العطش بشكل مبكر هذا الموسم. ووصلت في بعض المواقع ليباس الأفرع الطرفية وتأثر نمو الثمار وتساقطها بشكل كبير. حتى الجزء الباقي منها حالياً يعتبر عديم الجدوى الاقتصادية. فقد كان التوجه في بعض المناطق في اللاذقية المحافظة على حياة الأشجار فقط.
وبيّن حمدان أن كل ذلك أتى بعد عدة سنوات من إهمال المزارعين. في تنفيذ عمليات الخدمة اللازمة (تسميد، ري، تقليم، …) للنمو الطبيعي. وتحسين المقاومة للإجهادات لشجرة الحمضيات نظراً لعدم الجدوى الاقتصادية لها خلال تلك الفترة (من وجهة نظر المزارع). وهو ما نتج عنه ضعف عام واستنفاد الأشجار لمخزونها الغذائي الذي بنته خلال سنوات. والذي لا يمكننا تعويضه خلال موسم واحد في حال تم التفكير بتعويضه.
وختم بالقول: إن الإنتاج في محافظة طرطوس زاد هذا العام على العام الماضي بمقدار نحو 16 ألف طن. لكنه انخفض في اللاذقية عن العام الماضي بمقدار 59 ألف طن. وبشكل عام انخفض إنتاجنا من الحمضيات هذا العام بنسبة تزيد على 27 بالمئة مقارنة بمتوسط الإنتاج للسنوات الخمس الماضية. وأن هناك إصابات محدودة بذبابة الفاكهة تتم مكافحتها بالمصائد الغذائية الجاذبة. حيث يتم توزيع المحاليل مجاناً عن طريق الإرشاديات.
تراجع الإنتاج وسوء التسويق
مزارعو طرطوس بدؤوا منذ سنوات بقلع أشجار الحمضيات وخاصة البرتقال. نتيجة هبوط سعره وعدم تحصيل جزء من تكلفة زراعته وتسميده وسقايته وقطافه وعبواته وأجور نقله. وأشار عدد من الفلاحين إلى أن السبب والحجة دائماً هي أن العرض أكثر من الطلب. والسؤال هنا لماذا لا يستثمر بالتصدير. ولاسيما أن أنواع الحمضيات السورية مشهورة بنظافتها من حيث المبيدات وخلوها من المواد غير العضوية؟
حيدر صالح مزارع حمضيات قديم في يحمور أوضح أن من أسباب تدني الإنتاج تراجع الاهتمام بزراعة الحمضيات. بسبب التكاليف الباهظة ومنها أيضاً الكهرباء. فالمزارع لا يستطيع إرواء الحمضيات بشكل جيد، وغياب التصدير ما جعل الفلاح يتجه للبحث عن بدائل للحمضيات.
موسى عيسى صاحب منشأة فرز وتوضيب أكد أن أهم أسباب تدني إنتاج الحمضيات في الساحل هو تراجع أداء المصارف الزراعية بالسماد المدعوم. وتراجع أداء الوحدات الإرشادية بما يخص ذبابة الفاكهة. إضافة إلى أن معظم الفلاحين يعتمدون على الكهرباء في الري. إلى جانب مشاكل العبور وارتفاع تكاليف التصدير الذي له أسباب كثيرة. ومن أبرز الأسباب أيضاً عدم توافر المازوت الزراعي وارتفاع أسعار العبوات. وأجور النقل والعمولة وانعدام دور السورية للتجارة واتحاد الفلاحين. والغش بالأصناف المبيعة في المشاتل.
التصدير مجهود شخصي
وعند سؤال رئيس لجنة التصدير في غرفة تجارة وصناعة طرطوس كفاح قدور عن تحضيرات التصدير التي تقوم بها الغرفة أو المحافظة. أكد أنه لا يوجد أي اتفاقيات في هذا المجال إلى الآن، وأن الحديث عن التصدير مازال مبكراً. مشيراً إلى أن دور لجنة التصدير هو تذليل الصعوبات في حال تواصل التجار معها من أجل حل إشكاليات تعترض التصدير. كحال تدخلنا بتسهيل عبور الشاحنات عبر المعبر مع الأردن.
وعن سبب عدم تنفيذ الاتفاقات التي وقعت بين الشركات الروسية ومصدرين من طرطوس السنة الفائتة في مقر الغرفة. لفت قدور إلى أن التنفيذ لم يتم لأسباب عديدة سواء لارتفاع التكلفة أو لوجود صعوبات لوجستية عديدة.
الوطن