نبض السوق

ضيف ثقيل على جيوب السوريين … موظفون لسينسيريا: نحن أمام خيارين التضحية بالراتب أو تجاهل عيد الأضحى

دانا برجاس

بعد ما كان الكبير قبل الصغير ينتظر بفارغ الصبر حلول عيد الأضحى، أصبح في يومنا هذا ضيف ثقيل على عدد من الأسر السورية خاصة ذوي الدخل المحدود والمتوسط.وكما جرت العادة قبيل أي عيد تشتعل الأسعار دفعة واحدة، وتشهد الأسواق موجة عارمة من الزيادات في جميع السلع منها الخضار والفواكه والملابس والأحذية ولا يستثنى من ذلك الغلاء اللحوم البيضاء والحمراء فكيف لا تشتعل وعيد الأضحى يعتبر موسمها للتضحية.

وفي جولة لصحيفة سينسيريا على الأسواق تبين أن سعر خروف الأضحية يناهز 43 ألفاً للكيلوغرام وذلك للخراف التي يتراوح وزنها من 50 إلى 60 كيلوغراماً، فيما يصل للجمل لـ 30 ألف ليرة وللعجل عند 28 ألف ليرة.

العيد واللحوم

أبو أحمد (صاحب دكان) قال لسينسيريا أن العيد أصبح صراع مع الوضع الاقتصادي الصعب الذي يمر على البلاد وضعف القدرة الشرائية، مؤكداً بأنه اقترض سعر ضحية من أقاربه المغتربين، رافضاً فكرة عدم شراء ضحية العيد وحتى ولو بالاقتراض وذلك من باب أن “الغاية تبرر الوسيلة”.

أم علي (ربة منزل) أكدت بأن فترة العيد مثل باقي الأيام، فهي لم تحضر أي نوع من الحلويات ولم تجلب الملابس لأولادها، مكتفية بشراء كمية قليلة من اللحوم لتحضرها لعائلتها.

وأضافت أم علي لسينسيريا بأن تناول اللحوم، أصبح فقط بالأعياد بالنسبة لهم، في هذه الظروف الصعبة، فهي وزوجها موظفون في الدوائر الحكومية ولا يستطيعون شراء كيلو لحم واحد في الشهر.

أما سهى صاحبة (صالون تجميل نسائي) قالت لسينسيريا أن غلاء الأسعار يستبق عيد الأضحى وفي العادة أجلب جميع الحاجات التي أريدها قبل العيد بمدة زمنية من لحوم وغيرها ولكن هذا العام لا أستطيع فعل ذلك نتيجة قطع الكهرباء لمدة زمنية طويلة، وعدم إلغاء التقنين خلال فترة العيد.

التضحية بالراتب

علاء موظف في شركة خاصة قال لسينسيريا “لست مضطر للتضحية براتب الشهر من أجل عيد الأضحى خاصة وبأنه يصادف بداية الشهر، وإن سحب راتبي لن يصمد معي ليومين”.

ووافقه الرأي أحمد (معلم مدرسة) بالقول: “راتبي عادة ما يكون بالصراف بعد 25 الشهر وكون العيد مع نهاية الشهر فإن أجلت سحب الراتب لما بعد أول الشهر، لأنني سأصرفه وأضحي به في يوم واحد على حاجيات العيد والأولاد، ولحين انتهاء العيد سنستمر بالتقشف”.
وعدد من الموظفين في الدوائر الحكومية تحدثوا بالمثل وبأنهم يفضلون التريث في سحب رواتبهم لمنع صرفها قبل بداية الشهر، بعد أن كانوا بانتظار استلام منحة أو زيادة رواتب قبل العيد لتأمين حاجياتهم للعيد.

وفي تصريح سابق لرئيس جمعية اللحامين في ريف دمشق كان قد توقع أن تنخفض أسعار اللحوم الحمراء بعد العيد لتعود إلى مستوياتها الطبيعية وفقاً للواقع.

ومن جهة أخرى أمين سر جمعية اللحامين محمود الحايك أكد أن سعر اللحم سيبقى يرتفع حتى يصل إلى 200 ألف ليرة سورية. منوهاً بأن سعر كيلو اللحمة في سورية أقل من دول الجوار، ففي حين يصل سعر الكيلو في السوق المحلية إلى 40 ألف يتجاوز سعرها في المناطق التي يتم التهريب إليها في لبنان وأربيل 55 ألف ليرة سورية.

اظهر المزيد