الأسواق في حمص مشتعلة… والمواطنون يشتكون: “مافي رحمة”

سنسيريا-خاص
تقرير: إبراهيم مخلص الجهني
” كلشي عم يغلا ويزيد ..مبارح كنا عالحديدة و هلئ صرنا عالحديدة” نجح الرحباني بالتنبؤ بهذه الأيام الصعبة. فمما لا شك فيه أن الأسعار باتت هي الحدث اليومي الذي يشغل المواطن نهارا ويقض مضعجه ليلا.
” يلي إلو حدا برا البلد عايش بس والباقي إلو الله “. بهذه الكلمات البسيطة ذات المعنى أجابنا أحد المواطنين عند سؤاله عن حال الأسواق في مدينة حمص.
وفي جولة ل ” سنسيريا ” في أسواق المدينة لرصد الأسعار في شهر رمضان المبارك. وحلال رصد الأسعار كانت الخضروات كالتالي: البندورة ٢٣٠٠ ل.س، والخيار ٢٧٠٠ ل.س. فيما سجلت البطاطا ١٨٥٠ ل.س، أما الفاصولياء ٨٠٠٠ل.س، والفول ١٥٠٠ل.س. بينما الكوسا ٣٢٠٠ل.س، والليمون ١٠٠٠ل.س.
بينما الغذائيات فقد سجل البرغل ٦٥٠٠ ل.س، والسكر ٣٩٠٠ل.س، ورب البندورة ٦٥٠٠ل.س ، وصحن البيض ١١٥٠٠ل.س.
من ناحية أخرى الفروج فقد سجل الحي ٨٠٠٠ل.س،والسفان ١٣٥٠٠ و الفخاد والجوانح ٩٠٠٠ ل.س أما السوده ١٤٥٠٠ل.س.
في حين أن بعض الحلويات التي عليها إقبال جيد فقد سجل رغيف الصايم المحشي ٥٠٠٠ل.س وغير المحشي ٢٥٠٠ل.س والبيتفور ١٠٠٠٠ل.س، والمشبك والعوامة ٧٠٠٠ل.س. فيما عش البلبل ٩٥٠٠ ل.س ، والبقلاوة ٨٠٠٠ ل.س . وبالنسبة للمشروبات الرمضانية فقد سجل العرقسوس ٩٠٠ ل.س أما الجلاب ١٠٠٠ل.س للتر الواحد.
حرمان
الغلاء الفاحش الذي يضرب الأسواق حرم الناس من أغلب المأكولات وفي سؤالنا لإحدى المواطنات عن وضع المائدة الرمضانية قالت ” والله لا لحم ولا فروج ولا سمك .. الصايم بيشتهي بس ما فينا نشتري “.
وبالرغم من استبعاد اللحوم بشكل شبه نهائي من الموائد السورية تبقى وجبات الخضروات أيضاً مكلّفة ويضطر المواطن لاستبعادها بحسب ما أكده ” علي “. حيث قال استبعدنا الفاصولياء و أضفناها لقائمة اللحوم بعد وصول سعرها لل ١٦٠٠٠ ل.س.
كما بين “غيث” صاحب أحد محلات الخضروات في حي وادي الذهب أن الحركة مقبولة لكن بكميات محدودة منوهاً أن البيع لم يعد بالكيلو غرام بل أصبح بمقدار المبلغ المتوفر ” حطلي بألفين أو بتلاتة”.
غلاء فوق المعقول
” ما في رحمة ال ١٠٠ ألف بتروح بثواني ” هذا ما أكده المواطن خالد منوهاً أن المصروف في الشهر الفضيل مرتفع ولا يوجد رحمة عند التجار والغالبية منهم مستعدين للتوقف عن البيع مقابل عدم خفض الأسعار .
كما أشار ” أحمد ” أحد أصحاب محلات الحلويات أن الإقبال بغالبيته على خبز الصايم والمشبك و العوامة نظراً لسعرها المقبول نوعاً ما بحسب قوله. مشيراً أن حلوياته بالسمن النباتي وأنه توقف عن صنع أي منتج بالسمن الحيواني لارتفاع أسعاره وبالتالي انعدام الطلب عليه.
مبادرات خيرية
لكن بالرغم من الجانب المظلم الذي يخيم على الأسواق هناك جوانب مضيئة تتجلى في أفعال الخير. فقد رصدت “سنسيريا” أحد الأفران السياحية. التي خصصت حلويات مجانية للناس الغير قادرة على الشراء عبر عبارة مكتوبة “حلويات للي ما معو مصاري”.
وباختصار يمكننا القول أن رمضان هذا العام كان من أصعب الأشهر التي تمر على السوريين فالأسواق في ارتفاع مستمر، والخاسر الوحيد هو المواطن. لاسيما ذوي الدخل المحدود، وغالبية الناس فقدوا الأمل بتحسن الأوضاع … فهل انتهت حلول الأرض ؟؟ أم أن المعجزة ستحصل وسنشهد تحسنا ملموسا عما قريب؟؟؟