خطط عملية ناجحة لهيئة الصادرات خلال ظروف الأزمة.. 50 شركة سورية في اتحاد نقاط التجارة الدولية

سينسيريا – فلاح أسعد:

تحاول سورية منذ سنوات عديدة القيام بعملية تحول اقتصادي واسعة  حيث إن جزءً من عملية الحل يتمثل في  تحسين البيئة التي تعمل فيها المنظومة الإنتاجية والتجارية السورية, ومنها خلق كيان مؤسسي مهمته البحث في سبل تحسين تنافسية الصادرات السورية ، لذلك تم إحداث منظومة تشريعية متكاملة لدعم الصادرات تتألف من المجلس الأعلى للتصدير برئاسة السيد رئيس مجلس الوزراء الذي يشرف على عمل كل من هيئة تنمية وترويج الصادرات والتي تمثل الذراع الحكومي لتنمية الصادرات واتحاد المصدرين الذي يمثل ذراع القطاع الخاص الذي يعمل إلى جانب الهيئة على تنظيم المصدرين وتوجيه الدعم إلى مستحقيه وتنمية الصادرات السورية.

وفي تصريح خاص لموقع “سينسيريا”  أكد المدير العام لهيئة تنمية وترويج الصادرات إيهاب اسمندر أن الهيئة تعتبر الجهاز الحكومي الرسمي المسؤولة عن عملية زيادة الصادرات السورية من الناحيتين الكمية والنوعية وذلك وفق مرسوم إحداثها ، أي أنها المؤسسة المسؤولة عن تحسين وضع الصادرات السورية ، ويشمل هذا التحسين الحالة الكمية لجهة السعي الدائم لزيادة معدلات التصدير ، والحالة النوعية أي زيادة الجودة والاعتمادية التي يمكن أن توضع في المنتجات السورية المعدة للتصدير .

وكما هو معروف ركزت الهيئة خلال هذه المرحلة والتي يمكن ان نطلق عليها المرحلة الأولى من انطلاقها والتي تنتهي نهاية هذا العام 2015 فيكون قد مر خمس سنوات على الخطة الأولى للهيئة .

وقد ركزت هذه الخطة الأولى على ثلاث محاور رئيسية لعمل الهيئة وهي الترويج والتعريف بالمنتجات السورية والدعم الفني للمصدرين السوريين ولمختلف المهتمين بالنشاط التصديري  و الدعم شبه المباشر لمجموعة من السلع التصديرية السورية .

الترويج….

يشير اسمندر أن  نشاط الهيئة تركز على إقامة المعرض الدائم للمنتجات السورية المعدة للتصدير على طريق مطار دمشق الدولي وكان هذا المعرض معرضاً مهماً جداً شارك فيه حوالي 104 شركات خلال السنة الأولى لانطلاقه، وزارته وفود عديدة من داخل وخارج القطر وكان يحظى باهتمام الزائرين بسبب طرائق العرض المتطورة فيه وتنوع المنتجات وإمكانية التواصل المباشر مع الشركات العارضة فيه. لكن وبنتيجة ظروف الأزمة الحالية أغلق هذا المعرض . ومن المأمول أن يعاد افتتاحه قريباً .

كما ركزت الهيئة على المعارض الخارجية حيث انه من المعروف أن الهيئة من الجهات الرئيسية التي تنظم المعارض الخارجية ، وبعض هذه المعارض تكون دولية فيكون دور الهيئة تنظيم دور الشركات السورية في تنظيم المعارض من خلال جناح سوري معتمد في هذا المعرض حيث أن المشاركة الجماعية تؤدي إلى إظهار نشاط الشركات السورية بطريقة أكثر تنظيما وفعالية وتخفض عليهم الكثير من التكاليف كما وتقدم الهيئة أيضا دعما إضافيا لتكلفة المشاركة في المعارض . وبعض المعارض تنظمها الهيئة وتكون غير موجودة أصلا مثل بعض المعارض التخصصية التي أقيمت في عدد من الدول فكان الغاية من إقامة تلك المعارض في السنوات الأخيرة التغلب على مشكلة عدم قدوم رجال الأعمال من دول أخرى إلى سورية والاطلاع على منتجاتها ففي هذه الحالة تم إقامة معارض في بعض الدول وتنظيم لقاءات رجال الأعمال على هامش هذه المعارض لإتاحة فرصة أمام العارضين والمشاركين السوريين في تلك المعارض بالتقاء بنظرائهم من الدول الأخرى وما ينجم عن هذا الأمر من اتفاقات وتوقيع عقود لتصدير تلك المنتجات من سورية إلى تلك الدول .

وفي محور الترويج أيضاً اعتمدت الهيئة على إصدار العديد من البرشورات والكتيبات الهادفة إلى التعريف بالمنتجات السورية وفق آلية عالمية في هذا المجال أي إصدار كتيبات بسيطة توضح معلومات مركزة عن المادة التصديرية وتقدم بعض التوصيفات عن جودة المادة وعن الشركات التي تنتج هذه المادة وإمكانية التواصل معها حسب ما يراه المهتم .

وفي خطوة لافتة أحدثت الهيئة نقطة التجارة الدولية وهي جزء من اتحاد نقاط التجارة العالمي وتم قبول حوالي الــ 50 شركة سورية في هذا الاتحاد وتعتبر هذه النقطة من أهم عمليات التسويق الالكتروني للشركات  الداخلة في هذه النقطة حيث تم بسبب العقوبات على سورية إغلاقها بعد عامين من افتتاحها ولكن مؤخرا تم افتتاح هذه النقطة بعد عامين من المشاورات مع الاتحاد ولكن الآن نحن بحاجة إلى إعادة تأهيل الشركات وأصبحنا بحاجة إلى إعادة ترميم الشركات الداخلة.

ومن مزايا هذه النقطة أن كل شركة تعرض إعلاناتها يجب أن يكون مصادق عليها من جهات حكومية رسمية وفي سورية تعتبر هيئة الصادرات هي الجهة المسؤولة .

وهناك العديد من الأساليب التي اتبعت في مجال الترويج  حيث استخدام الموقع الالكتروني للهيئة للترويج أيضاً.

محور الدعم الفني….

يضيف مدير عام الهيئة أن الهيئة  نظمت العديد من الدورات التدريبية حيث وصلت في العام الماضي إلى الـ 60 دورة تدريبية ،منها  ينظم على مدى ثلاث أيام من العمل ومنها يصل إلى عدة أشهر  كدبلوم التصدير الاحترافي
أما الدورات الذي تكون ذات مدة قصيرة فهي تستهدف المصدرين للتعرف على المعلومات المتعلقة بعملية التصدير والاستيراد والوثائق الهامة لها ،أيضا شرح بعض القوانين المتعلقة بالعمل التجاري وشرح المصطلحات الاقتصادية والجمركية ليصبح هناك معرفة أكبر لدى المصدر  .

أما دبلوم التصدير الاحترافي فيضم أساسيات التصدير وتحليل أدوات السوق وبعض التطبيقات العملية و تنتهي بإعداد بحث تخرج في التصدير الاحترافي ويحصل المشاركون على شهادة عضوية مهنية.

أيضا بمجال الدعم الفني استخدمت الهيئة العديد من الخبراء المتخصصين في المجالات النوعية المختلفة  ويحصل المشارك على معلومات تساعده في عملية التصدير  وبالتالي يتناول الجانب المعرفي للمصدر .

أما المستوى الثالث  فقد ركز  على خفض التكاليف بطريقة غير مباشرة  مثلا تحمل جزء من أعباء التي يتحملها المصدر كالتيار الكهربائي والتأمينات الاجتماعية

المعارض الخارجية….

في هذا السياق بين اسمندر انه من  المعروف أن مشاركات الهيئة في المعارض الخارجية  كان جيدا لكن طموحنا كان أكبر بكثير  كنا نحضر برنامج يضم إقامة 50 معرض لكن قسم من الدول كانت ترفض منح فيز وتأشيرات دخول تخص تلك الدول لا نعرف نحن ما هي هذه الإجراءات  أيضا بعض الدول كان هناك صعوبة في النقل والمشاركة في تلك الدول ونتيجة بعض الظروف أصبحت شركاتنا أقل قدرة على تحمل أعباء المعارض الخارجية لذلك ركزنا على عدد اقل من المعارض لكن رغبنا أن تكون هذه المعارض نوعية فمثلا عام 2015 كان لدينا مشاركة مميزة في معرض ((غولف فود دبي )) وكان الجناح السوري قد حصل على المركز الأول  من حيث الديكور وعدد الزوار .

وشاركنا بمعرض ((الزهور ونباتات الزينة الدولي)) في بغداد وحصلنا على المركز الأول علماً انه كان هناك مشاركات عديدة من دول أجنبية و أوروبية .

وشاركنا أيضا بمعارض مميزة مثل ((سيريامودا)) في بيروت وكان لدينا أيضا مشاركة جدا مميزة في معرض وورد فود بموسكو وحصل وفد الهيئة على هدية مميزة بالمعرض وهي 200 متر مجانا  لمدة عام كامل.

بالمجمل نستطيع القول أننا قللنا حجم المشاركات الخارجية لكننا أصبحنا على مستوى نوعي أفضل في هذه المشاركات.

المعارض خلال السنوات الماضية لعبت دور رئيسياً في إبقاء المنتج السوري على تواصل مع الأسواق الخارجية و أبقت المستهلكين والزبائن والعملاء على تواصل مع المنتجين السوريين ، ولم يكن مجال للعب هذا الدور إلا من خلال المعارض ، والتي كانت  نوعية جدا وكانت تنفذ دوما في مواعيدها المحددة رغم كل ظروف الأزمة  وهذا الأمر استمر.

خلال الأزمة….

وختم اسمندر بأن الهيئة بمرحلة انطلاقها الفعلية بدأت مع الأزمة فعليا وهذا الامر اثر على نشاطاتها ولكن مع ذلك نحن تكيفنا مع ظروف الأزمة ووائمنا خططنا وبرامجنا بما يتناسب مع تلك الظروف حيث حاولنا ـ أن نقلل من تأثير الأزمة إلى الحد الأدنى ونجحنا بهذا الأمر الى حد كبير ولكن طموحاتنا بالمستقبل أكبر و أكثر حيث أن الصادرات هي الحامل الرئيسي  لحلول العديد من المشاكل لزيادة الواردات من القطع الأجنبي وزيادة الطاقة الإنتاجية وخلق فرص العمل وحل المشكلات الاقتصادية وتحسين دخل المواطن ومستواه المعيشي فهناك العديد من المشكلات لا يمكن حلها إلا بالعملية التصديرية.لذلك نحن نعول أن يكون معرفة للجميع بالعملية التصديرية وكل خدمة تنعكس إيجابا  على المستوى الكلي في القطاع الاجتماعي والاقتصادي.

الهيئة منفتحة للتعاون  مع كافة الفعاليات التي لها علاقة بالشق الاقتصادي والاستثماري والتصديري  ونحاول التواصل معها لتطوير البرامج التي تنعكس إيجابا على المصلحة الوطنية    ونحاول أن نخلق روح الفريق الواحد بين الجميع ونحقق التكامل  بما يطور ويعزز قوة كل منها. وهناك تعاون وتنسيق دائم مع اتحاد المصدرين السوري بما يخص إنجاح عملية التصدير .

Exit mobile version