بين الثرثرة والواقع.. هذه هي الأسباب الحقيقية لارتفاع اليورو أمام سلة العملات الأجنبية !
بدأ الكثير من المتداولين في الأسواق المالية يتساءلون عن أسباب ارتفاع سعر صرف اليورو مقابل العملات الأجنبية، الدولار منها على وجه الخصوص، وبدأ البعض يشير إلى أن سياسات البنك المركزي الأوروبي هي السبب، أو أن تنحّي رئيس الوزراء اليوناني هو السبب. لكن في الحقيقة، سياسات البنك المركزي الأوروبي ضاغطة على أسعار الصرف وليست داعمة، كما أن استقالة رئيس الوزراء اليوناني أمر يقلق المتداولين في الأسواق المالية.
فكرة استخدام اليورو لتزويد المتاجرة ذات المخاطرة المرفعة أمر لا يجب النظر فيه أيضاً، حيث أن أسعار الفائدة المتدنية جداً في البنك المركزي الأوروبي قد تشير إلى إمكانية استخدام اليورو كعملة تزويد للاستثمار في العائد، لكن اليورو بطبعه لا يعتبر عملة تزويد للمتاجرة خصوصاً في وقت انهيار أسعار الأسهم إلى جانب انهيار أسعار السلع أمور تتعارض مع الذين يقترحون بأن سبب ارتفاع سعر صرف اليورو هو استخدامه للتزويد في استثمارات خارجية.
إذن، ما هو سبب الارتفاع في سعر صرف اليورو مقابل سلّة العملات الأجنبية ؟
في الآونة الأخيرة، اتجهت الأسواق المالية لتوقع أن تقوم أغلب البنوك المركزية في رفع الفائدة خلال فترة ليست ببعيدة، على رأسها البنك الفيدرالي الأمريكي والبنك البريطاني والبنوك المركزية في أستراليا ونيوزلندا، وهذا رافقه توقعات بأن يبقي البنك المركزي الأوروبي على سياسات التسهيل النقدية والمالية بسبب أزمة اليونان.
لكن حالياً، تم الإشارة في مناسبات عديدة بأن الفيدرالي الأمريكي لن يقوم برفع الفائدة الشهر المقبل، كذلك مستويات التضخم المنخفضة جداً في بريطانيا لن تسمح للبنك البريطاني برفع الفائدة. انهيار الاقتصاد الصيني وأسواق الأسهم في العالم أسباب دفعت المتداولين لتوقع عدم رفع الفائدة بشكل شبه مؤكد في اليابان وأستراليا ونيوزلندا، ومن هنا أصبحت البنوك المركزية الرئيسية في العالم على نفس نهج البنك المركزي الأوروبي في السياسات المالية والنقدية.
من هنا، أصبح مطلوباً أن يتم تعديل سعر صرف اليورو مقابل العملات الأجنبية بحسب التوقعات الجديدة، حيث أن الانخفاض الكبير الذي شهده سعر صرف اليورو سابقاً ليصل إلى مستوى 1.0462 في 13/03/2015 غير مناسب فعلياً للتوقعات الجديدة للبنوك المركزية حول العالم، خصوصاً وقت أزمة الصين.
كذلك، عمليات جني الأرباح الهائلة في الأسواق المالية الأوروبية قابلها تسييل تلك الاستثمارات ليتم شراء اليورو، من هنا ليس لأن اليورو عملة تمويلية للاسثمارات، بل لأن اليورو أصبح يتم طلبه لتسييل الأصول الخطرة في ظل الانهيارات في أسواق الأسهم الأوروبية شأنها شأن أسواق العالم.
تعديل سعر صرف اليورو ليتناسب مع التوقعات الجديدة للبنوك المركزية التي تأكدت خلال الأسبوع الجاري والأسبوع الماضي، إلى جانب تسييل المحافظ الاستثمارية ذات المخاطرة من خلال تحويل الأصول الاستثمارية إلى نقد ( وفي حالتنا في أوروبا اليورو) ، هي الأسباب الرئيسية الداعمة لسعر صرف اليورو مقابل الدولار الأمريكي والعديد من العملات الأجنبية الاخرى بحسب وجهة نظرنا.
هل سوف يستمر ارتفاع سعر صرف اليورو مقابل الدولار الأمريكي ؟
مستويات قريبة من 1.1500 دولار لليورو مقابل الدولار الأمريكي تعتبر الهدف الأول للموجة الصاعدة الحالية، لكن لن نتكفي في هذه الأهداف في حال استطاع سعر صرف اليورو الثبات فوق ذلك المستوى!
وكالات