انتعاش صناعة الزيوت والسمون المحلية مع وقف الحكومة للاستيراد والاستمرار بتأمين وتمويل استيراد المواد الأولية
سينسيريا – وائل الدغلي:
في الوقت الذي تعاني منه الصناعة السورية من مشاكل وصعوبات كبيرة يبدو أن صناعة الزيوت والسمون قد نجحت وبدعم حكومي من خلال وقف الاستيراد من تحقيق قفزة نوعية و لترتفع مبيعاتها بشكل كبير وتشكل أكثر من 75 % من المنتجات المطروحة في الأسواق حسب المتابعين لحركة السوق .
مصدر مسؤول في وزارة الاقتصاد أشار في تصريح لموقع سينسيريا إلى أن الوزارة أوقفت اجازات استيراد الزيت النباتي بعد التأكد من أن الإنتاج المحلي قادر على تلبية الحاجة كما تم وقف استجرار الزيوت و السمون عبر الخط الإئتماني الإيراني لتوفرها محليا وبكميات كبيرة وقد أدى ذلك لعودة 12 منشأة منتجة للعمل وبطاقات إنتاجية عالية وأكدنا للجميع ضرورة عدم رفع الأسعار وفي حال حدوث ذلك دون مبرر سنفتح إجازات الاستيراد مجددا كما قامت الوزارة بتعديل الأسعار الاسترشادية للزيوت لأكثر من مرة مراعاة لمصلحة الاقتصاد الوطني ,
عضو مجلس إدارة اتحاد المصدرين السوري طوني بيتنجانة أشار إلى أن وضع إنتاج الزيت و السمون أصبح أفضل مع التزامنا بعدم رفع اسعار هذه المواد مع تطبيق الاجراءات الجديدة وفي مقابل ذلك تحملنا ارتفاع سعر صرف الدولار و ارتفاع سعر الزيت الخام في الفترة الماضية وطبعا هنالك مجموعة من الصعوبات الخارجية المتمثلة بتأمين موردين للمواد الأولية وبتحويل الأموال للشركات المصنعة لهذه المواد ووصول هذه المواد إلى سورية بسبب الحصار و العقوبات الاقتصادية و لأن البواخر الكبيرة ترفض القدوم إلى الموانئ السورية فنضطر إلى استئجار سفن صغيرة تتوقف بعرض البحر و وتقوم بتفريغ حمولة السفينة الكبيرة وهذا الأمر يرفع التكاليف بنسبة جيدة .
من جهته أكد المدير العام للشركة الأهلية للزيوت عبد الحميد السلق أن صناعة الزيوت في سورية حققت قفزة كبيرة خلال الاشهر الماضية وحققت زيادة في التشغيل و الأرباح رغم خفض الأسعار مبينا أن وزارة الاقتصاد تجاوبت مع الطلبات التي قدمها صناعيي الزيوت لجهة تخفيض السعر الاسترشادي للزيت الخام وتخفيض إجازات الاستيراد للزيت النباتي الجاهز
لتصل لوقفها ضمن ضوابط معينة أهمها تغطية الإنتاج لحاجة السوق المحلي وقد أدت هذه القرارات لتحسن وضع إنتاج الزيت في المعامل وحدث ازدياد واضح في الإنتاج و المبيعات حيث عملنا على زيادة كميات الزيت الخام المستورد بعد استقرار السوق و التمويل المستمر من قبل مصرف سورية المركزي لكافة هذه المستوردات وهو عامل رئيسي في استقرار الإنتاج .
وحول وضع الأسعار فأشار إلى التزام معظم الشركات بخفض أسعارها وهو ماتم التأكيد عليه في اجتماعنا الأخير مع وزير الاقتصاد حيث أن زيادة الإنتاج تؤدي لخفض التكلفة ولايمكن أبدا حدوث احتكار في السوق لأن هنالك إنتاج كبير ومن العديد من الشركات وهو يزيد عن حاجة السوق .
من خلال جولة قمنا بها على العديد من اسواق ومحلات المواد الغذائية كان واضحا انتشار الزيوت المنتجة محليا ولعدة معامل مقابل تراجع ملحوظ و كبير في الزيوت المستوردة والتي غالبيتها مستوردة ومخزنة منذ أشهر وتراوحت أسعار زيت الصويا بين 325 إلى 350 ليرة بينما تراوح سعر لتر زيت دوار الشمس المحلي بين 375 إلى 400 ليرة و أسعار الزيوت المستوردة أعلى من هذه الأسعار بحدود 25 % أما زيت الذرة فهو غير متوفر من المنتج المحلي وتراجع استهلاكه كثيرا ويزيد سعر اللتر المستورد من الإمارات عن 700 ليرة .